إيران تواجه الغرب بسلاحها المنويّ

في ظلّ تفاقم التوتّر بين المخيّمين الغربي والإيراني، وفي خطوة استباقيّة فجائية، قرّرت الجمهورية الإسلامية، التي قادت عمليّة واسعة ومُحكمة لتحديد النسل في أوائل تسعينيّات القرن الماضي، التخلّي عن هذه السياسة وتشجيع مواطنيها على إنجاب عدد أكبر من الأطفال، وذلك من أجل هدف واحد وهو التغلّب على الغرب.

ايران تريد التفاوض بعد الاعلان عن سلسلة انجازات في المجال النووي
باراك: إيران تستعرض بإنجازات النووي لردع العالم عن ملاحقتها
وكالة الطاقة الذرية: ايران تكثف أنشطة تخصيب اليورانيوم
نتانياهو: إيران نووية ستخنق الإقتصاد العالمي
أخبار ذات صلة
إنتظر 15 ساعة على الهاتف!
الإفراج عن الملاكم الأميركي مايويذر
ثور فار يزرع الرعب في بلدة بيروفية
SMS لتحذير الرعاة من هجمات الذئاب
أتراك ينتقدون صورة لأوباما خلال إتصال مع أردوغان
ألغت إيران برنامجها الخاص المدعوم من الدولة لتحديد النسل، في تحوّل جذري في سياساتها الرامية إلى إحداث طفرة إنجاب يمكن أن تضاعف عدد سكّانها.

وأكّدت وزارة الصحة الإيرانية هذا التحوّل بعد أيام فقط من تصريح آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية، أنّ "سياسة تحديد النسل التي امتدت لأكثر من عقدين يجب أن تنتهي، ويجب على إيران السعي إلى زيادة عدد سكّانها إلى ما بين 150 و200 مليون نسمة".

وكشف التعداد السكّاني الأخير في إيران أنّ عدد سكّان الدولة الحاليين يصل إلى 75 مليون نسمة. ووفقاً للبيانات التي نشرتها الأمم المتحدة عام 2009، فإنّ إيران تصدّرت القائمة العالمية من البلدان التي تشهد أكبر انخفاض في معدّلات الخصوبة منذ العام 1980.

وقد تمّ إنجاز هذا الحدّ الراديكالي لعدد السكان بمساعدة من مبادرة مدعومة حكوميّاً على نطاق واسع تضمّنت عمليّات قطع القنوات المنويّة للرجال، وتوزيع وسائل منع الحمل من قبل وزارة الصحة، بالإضافة إلى تقديم المشورة القانونية ونصائح تنظيم الأسرة للمتزوجين حديثاً، فضلاً عن إنشاء مصانع حكومية لإنتاج الواقي الذكري.

وقد تمّ بدء العمل بهذه الخطط في أوائل التسعينيّات عندما خشي المسؤولون الإيرانيون انفجاراً سكّانياً، على غرار ذلك الذي حدث عقب الثورة الإسلاميّة عام 1979، والذي هدّد موارد الدولة الأولية وأخذها نحو الانهيار.

لكنّ وزيرة الصحة الإيرانية، مرضية وحيد دستجردي، قالت أمام الصحافيين الإيرانيين إنّه تمّ سحب التمويل، وإنّ 190 مليار ريال إيراني (15.5 مليار دولار) ستُخصَّص لتشجيع تكوين عائلات أكبر.

وقالت دستجردي: "لقد تمّ إلغاء الميزانية المخصّصة لتحديد النسل بشكل كامل، وهكذا مشروع لم يعُد موجوداً بأيّ شكل من الأشكال في وزارة الصّحة". وأضافت: "إنّ سياسة تحديد النسل لا وجود لها كما كانت سابقاً".

وجاء إعلان الوزيرة هذا بعد خطاب متلفز لآية الله خامنئي، استند فيه إلى الراحل آية الله روح الله الخميني، الزعيم الروحي للثورة، لإعلان أنّ الممارسات الحالية في تحديد النسل لم تعُد مناسبة للجمهورية.

وقال الخامنئي في خطبته: "بالتأكيد ينبغي مراجعة سياسة تحديد النسل، كما ينبغي على السلطات المعنية بناء ثقافة جديدة بُغية التخلّي عن سياسة إنجاب طفل واحد أو طفلين كحدّ أقصى في العائلات الإيرانية." وأضاف: "إنّ رقم 150 أو 200 مليون نسمة قد ورد سابقاً على لسان الإمام الخميني، وهذا هو الرقم الذي ينبغي علينا تحقيقه في الجمهورية الإسلاميّة".

وفي حين أنّ ما يقرب من نصف الإيرانيين هم تحت سنّ الـ35، يخشى المسؤولون أن يؤدّي معدّل النمو المنخفض حاليّاً الذي يبلغ 1.2 في المئة مقارنة مع 3.2 في المئة عام 1986، في نهاية المطاف إلى شيخوخة متزايدة وتناقص في عدد السكان.

وقد دعا الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في السابق الإيرانيين إلى إنجاب المزيد من الأطفال، قائلاً إنّ ذلك سيساعد إيران على هزيمة الغرب. وقبل ثلاث سنوات، قدّم خطّة تقضي بفتح حساب بنحو 900 دولار لكلّ مولود جديد في إيران، مع إضافة 90 دولار سنوياً إلى هذا الحساب إلى حين بلوغ الولد أو الفتاة سن الثامنة عشرة.

ومع ذلك، حذّر خبراء من أنّ الشعب الإيراني سيبقى متردّداً في الإقدام على الزواج وإنجاب الأطفال وسط اقتصاد منكوب وغير واعد بسبب البطالة والتضخّم وآثار العقوبات الغربية التي تهدف إلى مكافحة البرنامج النووي الإيراني.

وفي هذا السياق، قال وزير الصحة الإيراني السابق علي رضا ماراندي والعضو الحالي في لجنة الصحة النيابية إنّ إلغاء برنامج تحديد النسل "لن يضيف طفلاً واحداً إلى عدد السكّان".

وأضاف: "مشكلتنا هي أنّ شبابنا إمّا لا يتزوّجون أو يتزوّجون متأخرين، وفي إيران ما دام ليس هناك زواج، فبالتأكيد لن يكون هناك أطفال. وهؤلاء الذين سيتزوّجون سيكتفون بطفل واحد فقط.   

السابق
يوميات – تأليف سورية من كلام وحرائق
التالي
هولاكو وتيمورلانك وبشار الأسد!