احترس من هذه العادات الرمضانية فهي تضر بالصحة !!

بدأ شهر رمضان، ومعه نجد أنفسنا مجدداً أمام أسئلة عن صحة عاداتنا أو مضارها، والسلوكيات الغذائية للصائمين في لبنان، فكثيرون يربطون الصوم أساساً بتناول الطعام عند المساء ووقت السحور، فتنهمك ربات المنازل منذ ساعات الصباح بإعداد المأكولات والمشتريات التي يجب أن تجهز عند الإفطار.
وفيما المطلوب تحضير طبق أساسي واحد إلى جانب الحساء أو السلطة، نرى أنواع الأكل عند المساء تفوق حاجة الجسم، ومعظم العائلات تبالغ في الإكثار من عادات تسيء إلى الصحة عامةً،

هناك أعداداً كبيرة من الأشخاص تزداد أوزانهم بشكل لافت خلال شهر رمضان وبعده، وذلك نتيجة الإكثار من الطعام العشوائي، وهذا ما يضاعف الأخطار الصحية كمرض تصلّب الشرايين وزيادة ضغط الدم، وعندما نستهلك الكثير من السعرات الحرارية، يضطر الجسم إلى استخدام طاقته كلها لحرق هذه السعرات أو تخزينها، ما "يكلّفه" الكثير من الأوكسجين، مع الإشارة إلى أن فضلات الأوكسيجين هي الجذور الحرة والعدو المعروف للجسم، وأول عوامل تسريع الشيخوخة.

إن سلوكياتنا الغذائية هذه تؤدي إلى زيادة وجع المعدة، أو الأوجاع في الجهاز الهضمي الذي من المفروض أن يرتاح قليلاً خلال شهر الصوم، لكن تناول المعجنات والمقالي المليئة بالكربوهيدرات والزيوت المتأكسدة تزيد من إرهاق الجهاز الهضمي الذي يجب تنشيطه عن طريق تناول الألياف الموجودة في الخضار والفواكه.
  

وفي هذا السياق، تلفت حرشي إلى زيادة ملحوظة في آلام الرأس عند بعض الناس خلال شهر رمضان أو بعده، نتيجة لأكل اللحمة الحمراء وتعدد أطباقها على المائدة يومياً، وهذا ما يزيد من احتمال الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، كما يزيد احتمالات الإصابة بترقق العظم، فهذه اللحوم تحتوي على حمض الـ"هوموسيستين"، وهو حمض أميني يعمل الجسم عادة على التخلص من فائضه، وهو إذا تراكم في الجسم يتلف الأوعية الدموية والشرايين، لذلك على الصائم تحديد كمية اللحمة الحمراء واستبدالها ببروتينات أخرى كالسمك والدجاج.

"اما السلوكيات الاجتماعية في رمضان المضرة بالصحة، تتمثل باستسلام المفطرون بعد الإفطار لسحر المسلسلات التلفزيونية، يتابعونها لساعات دون أن يأتوا بحركة تقريباً، ويترافق ذلك مع تناول الحلويات والعصائر ذات المعدل المرتفع من السكر، إضافة إلى "توقف عمل الدماغ"، إذ إن هذا الأخير، كما تقول حرشي، يكره "السلوكيات التي تمنع المبادرة وتمنع الحركة، ولا يُعدّ الاستلقاء أمام التلفزيون مكافأة له"، فالحقائق العلمية أظهرت سيطرة واضحة لموجات «ألفا» التي ينتجها الدماغ في حالات الاسترخاء.

والدماغ أمام التلفزيون في حالة وسطى بين اليقظة والنوم، تجعله ضعيفاً أمام الإيحاءات والرسائل التي توجّه إليه من خلال الشاشة. ويقارن هذا الوقت ألفا غالباً بالمرحلة الأولى من التنويم المغناطيسي التي تترافق دوماً مع حالة من الانبهار قد تستمر إلى وقت السحور، ليعاود الناس الأكل من جديد، فيما المطلوب هو تناول وجبة خفيفة تتضمن القليل من اللبنة أو الجبنة، والابتعاد عن المناقيش التي تُعدّ من المعجنات وتسبب عطشاً خلال النهار.


السابق
الجنوبيون في فصل الصيف أين يذهبون؟
التالي
السفير الروسي في باريس: الاسد يوافق على التنحي