شهيب: الحفاظ على الحكومة واجب لأن دخول المجهول خطأ في هذا الظرف

رأى النائب أكرم شهيب ان "ما يقوم به النظام السوري اليوم تجاه شعبه يؤكد ان هذا النظام الذي اقدم في فترات سابقة على استهداف شخصيات سياسية لبنانية ووطنية، لن يتوانى اليوم في ظل ظروف ومتغيرات على الساحة السورية لصالح الثورة ولصالح الشعب السوري ان يقدم على مثل هذه الاعمال لخلق نوع من الفوضى في البلد وإنضاج حالة كان قد هدد بها في بداية الانتفاضة ايام درعا عندما قال أنه سيحرق كل المنطقة وتحديدا لبنان الذي يعتبره ساحة سهلة بالنسبة إليه, فهذا النظام قد يقدم على هذا العمل", وأكد ان "التهديدات قد وصلت بشكل او بآخر وهناك تنبيهات عدة من اجهزة امنية محلية ومن مصادر موثوقة بها تؤكد وجود لائحة اغتيالات وضعها هذا النظام".

وقال في حديث إلى "صوت الجبل": "نتوقع أي شيء من هذا النظام غير أننا لن نغير بقناعتنا وسياستنا على المستوى الداخلي ولا بموقفنا الى جانب هذا الشعب الذي رفض ان يموت في بيت الطاعة. هذا الشعب الذي رفض سياسة كم الافواه وقمع الحريات وقتل الكرامات التي كانت سائدة في عهدي الأسد الأب والإبن تحت شعاري "الممانعة والمقاومة"، فهذا النظام القاتل لشعبه قد يقدم علي أي شيء".

وردا على سؤال أجاب: " قيادات واعية من المعارضة والموالاة، 8 أو 14 آذار ساهموا مساهمة فعالة في وأد الفتنة في طرابلس وعكار كما في بيروت ردا على اختطاف الحجاج اللبنانيين ال11 في سوريا، وعمل الفريقان السياسيان في البلد عملا جديا لوأد الفتنة، ونتيجة لفشل النظام السوري في إشعال تلك الفتنة بين اللبنانيين فإن النظام السوري، كون القوى الاساسية اللبنانية لم ولن تجاريه امنيا، قد يقدم على استعمال ادوات اخرى مثل احمد جبريل الذي بعد ان كانت له جولة في لبنان، استقبله الرئيس السوري في ظل ظروف صعبة جدا في سوريا ولا اعلم الوقت الذي يملكه بشار الاسد اليوم لاستقبال مثل هذه الشخصية التي لا تعني شيئا وخصوصا ان القرار الفلسطيني خرج من سوريا مع خروج "حماس" كما خرج قبلها مع السلطة الفلسطينية، ولم يبق في سوريا الا ادوات ليس لها علاقة بالمقاومة وفلسطين".

أضاف: "هيبة الدولة في المرحلة الاخيرة بدأت تضعف، وهذا ناتج من فلتان السلاح في الداخل وبشكل كامل، وناتج من التشنج الكبير في الخطاب السياسي وإصرار بعض الاطراف على بناء وهم انتصاراتهم المقبلة في الانتخابات النيابية على فتح قبور الحرب وملفات ليس لها علاقة بالوفاق الداخلي اللبناني، بل على العكس".

وفي موضوع بحث بند السلاح على طاولة الحوار قال: "إن بند السلاح لا يحل بالإعلام ولا عبر المناظرات التلفزيونية والسياسية، بل على طاولة الحوار وبهدوء، ولا بد من ان نبقي على طاولة الحوار لكي نبحث بكل الامور المختلف عليها".

وردا على سؤال عن الشأن الحكومي، قال: "اذا ما استقالت هذه الحكومة او سقطت، فإن تشكيل حكومة جديدة الآن في لبنان ليس بالأمر السهل وخصوصا في ظل الوضع القائم اقليميا وبالتحديد الوضع السوري وتأثيره على الوضع اللبناني. في ظل الوضع الداخلي المأزوم مذهبيا وفي ظل الانقسام العمودي في البلد سياسيا فإن الحفاظ على هذه الحكومة أمر ضروري ليس على المستوى الإنمائي بل إذا ما أردنا الكلام في الشق السياسي من وجود هذه الحكومة، إذ فيها مما يكفي من الضوابط للحد من جموح بعض الاطراف فيها نحو السلطة، كما أن هذه الحكومة محتضنة عربيا ودوليا، وبالتالي الحفاظ عليها واجب والدخول بالمجهول خطأ في هذا الظرف" .

وتابع: "يجب ان نبني على المتفق عليه ونتحاور في المختلف عليه، حينما نصل الى نقطة من التفاهم او تنظيم الخلاف بعد طاولة الحوار، قد يكون هناك اتفاق على حكومة انتقالية قبل الانتخابات النيابية، وهذا بعد ان نتقدم كثيرا على طاولة الحوار، اما في هذا الظرف فلا نرى ابدا بديلا لهذه الحكومة، لان الفراغ السياسي سيؤدي بالتأكيد الى فراغ أمني واقتصادي".

وعن علاقة النائب وليد جنبلاط بالرئيس سعد الحريري، قال: "على المستوى الشخصي، لم تكن هناك مشكلة وبقي هناك تواصل في الشق الاجتماعي، اما في الموضوع السياسي فنحن مختلفون على موضوع طرح ملف السلاح بالشكل الذي طرح به. نحن متفقون على موضوع تأييد الشعب السوري لثورته ضد نظامه القاتل، وفي موضوع المحكمة واهمية ظهور الحقيقة للاغتيالات السياسية هناك اتفاق، ومتفقون معه على صون المؤسسات وحمايتها، غير أنه وعلى المستوى السياسي، ونتيجة غياب الرئيس سعد الحريري ووجوده خارج البلاد، فإن التواصل قائم مع "تيار المستقبل" داخل مجلس النواب او مع رئيس كتلة هذا التيار، دولة الرئيس فؤاد السنيورة".

وعن العلاقة مع "القوات اللبنانية" والدكتور سمير جعجع، نفى شهيب أن "يكون هناك من خلاف ظاهر أو اتفاق باطني، بل توجد علاقة ترسخت بعد 14 آذار، وهناك علاقة قائمة مع قياداتهم الوسطية وقياداتهم في المناطق وهذه العلاقة متينة تثبت العيش المشترك في الجبل وتبني عليه وهذه ضرورة موجودة. احيانا نلتقي في مجلس النواب بشكل او بآخر، غير أنه وبالشكل المباشر، لا يوجد اي تواصل دائم مع الدكتور جعجع".

وبالنسبة إلى اتهامات النائب ميشال عون للنائب وليد جنبلاط بأنه اجتمع بشيمون بيريز في المختارة، قال: "في موضوع المختارة عام 1982 دخل شيمون بيريز بالإكراه والعسكر الى المختارة محتلا، اما فايز كرم فذهب الى اسرائيل بخيار سياسي، وبتكليف واحتضان، وهذه هي المفارقة، فنحن لم نستقبل ضباطا ولا غير ضباط اسرائيليين، والمقاومة الوطنية انطلقت من بيت كمال جنبلاط في بيروت. وفي موضوع التحقيق في المحكمة العسكرية فإن هذا التحقيق لو اكمل الى نهايته لكان قد وصل الى مكان آخر في موضوع العمالة".

ورفض شهيب "اتهام عون لكتلة جنبلاط بعرقلة المشاريع الانمائية"، وقال: "الفرق بيننا وغيرنا، هو أننا لا نرفع اليد الا اقتناعا ولا نوافق على شيء الا اقتناعا والذي اقتنعنا به مشينا به والذي لم نقتنع به ناقشنا فيه".

وعن امكانية تأجيل الانتخابات النيابية، شدد شهيب على أن "هذا الأمر لا يجوز في ظل ذهاب العالم العربي بعد الربيع العربي الى موقع ديموقراطي متقدم وحفظ المؤسسات وتداول السلطة"، وسأل: "هل كان أحد في العالم يفكر ان مصر ستشهد يوما ما مناظرة تلفزيونية بين مرشحين للرئاسة ومصر التي كانت في السابق المناظرة تتم بين احد ضباط الامن ومسجون سياسي في الاقبية؟ على هذا الأساس الإنتخابات النيابية ستحصل في موعدها وسيكون لبنان ان شاء الله قطع هذا القطوع وتكون سوريا قد استقرت وتحررت وبدأ تنظيم انتخابات نيابية ورئاسية حقيقية بعد انتصار الشعب السوري".

وقال: "في ظل الانقسام العمودي وعدم تطبيق اتفاق الطائف، وفي ظل العقلية الالغائية للبعض في 8 آذار، فإننا متمسكون بقانون ال60 مع اصلاحات لهذا القانون حتى نحافظ على توازنات سياسية في البلد، وحتى لا ينتصر بعض العقل الإلغائي".

وفي الشأن السوري قال: "المشكلة السورية انتقلت إلى أعلى مواقع القرار في العالم والروسي يفاوض عن وعلى سوريا في هذا الظرف، والولايات المتحدة الأميركية منشغلة في أمور عدة، منها الإنسحاب من أفغانستان بعد العراق وموضوع الإنتخابات الرئاسية الأميركية إضافة إلى التجربة غير الناجحة في التدخل الخارجي الذي حصل في ليبيا والحرب في باكستان واليمن وموضوع الإرهاب. صحيح يوجد مياعة في القرار الأميركي وروسيا تستفيد من هذه المياعة، غير أن صمود الشعب السوري، ورقصة الموت التي يرقصها كل ليلة بشجاعة عالية والمظاهرات الشبابية والنسائية مع الأطفال والشيوخ وثبات هذا الشعب الذي يكاد يسبق ثبات الشعب الفلسطيني دليل على أن الثورة ستنتصر".

وعن خطة كوفي انان اعتبر أن "ترجمتها السياسية بلا آلية وبالتالي فلا أفق لها وخصوصا بعد كلام الرئيس الأسد في مجلس الوزراء، بحيث أنه لم يغير في خطابه، منذ أحداث درعا حتى الساعة. هذا قدر الشعب السوري وأنا أعتقد أن ثباته سيجعل العالم كله يقف بجانبه وسوف ينتصر في النهاية".

وفي الموضوع التركي وعلاقته بالقضية السورية قال: "هذا موضوع دقيق. توجد حسابات كثيرة في تركيا، فهي دولة كبرى في المنطقة رأت التجربة في العراق، وعندها حدود مع إيران وروسيا ونظرا لمراقبتها للواقع العربي فقد تكونت لديها حساباتها أيضا وهي لا تريد أن تكون مندفعة أكثر من دول العالم العربي ولا نستطيع أن نطلب منها أكثر من العالم العربي. انما لا شك أنه وبعد إسقاط الطائرة التركية يوجد شيء جديد عند الاتراك سوف يبدأ بالظهور وهم يساعدون الثورة قدر الإمكان على كل المستويات".

وقال: "الحل في سوريا ليس بقريب ولا يوجد حل دراماتيكي. النظام بقدراته الأمنية متماسك ويصله سلاح ولديه قدرات مالية واقتصادية عبر العراق ومن إيران. وفي اللقاء الأخير بين اوباما وبوتين تم الإتفاق على ستاتيكو معين ونقطة ثانية ألا تنتقل شظايا الأزمة السورية الى الدول المجاورة وتحديدا تركيا والعراق ولبنان والأردن".

وعن الإنشقاقات في الجيش السوري قال: "الدروز جزء من هذا النسيج الوطني الكبير. الشعب السوري شعب أبي وقادر وأبناء جبل العرب جزء من هذا الشعب، كانوا أساسا في انتفاضتهم على الظلم أيام الفرنسيين فلن يتوانوا اليوم. وفي اعتقادي، الحراك أصبح في شكل أفضل في الجبل، فأمس انطلقت مظاهرة مهمة في السويداء، وهناك ضباط ابطال انشقوا والتحقوا بالثورة وعددهم إلى تزايد يوما بعد يوم وأبناء جبل العرب جزء من هذا النسيج الوطني الابي وهم لن يتوانوا عن القيام بدورهم مع أبناء شعبهم في مواجهة الظلم".

وعن أمن الجبل قال: "ما نعمل لأجله هو أن يبقى أمن الجبل الذي هو جزء من أمن لبنان وأمن الوطن ككل، فبعد المصالحة مع "حزب الله" بعد السابع من ايار هناك متابعة ميدانية يومية في الجبل والحمد لله متقدمون بشكل كبير".

وختم شهيب: "الوضع جيد وسيبقى جيدا إن شاء الله. لا توجد أي مشكلة وقد أصبح أمن الجبل ضرورة أوسع وأكبر لحفظ هذا النسيج وهذا التنوع الذي نعتز به".  

السابق
دياب: ما وصل اليه لبنان بشأن حقوق المعلمين هو نتيجة تراكمات
التالي
مكاري: ما يطالب به الاسير منطقي أما الطريقة فهي خاطئة ونحن ضدها