الحياة : سليمان يعد أفكاراً لإنقاذ الحوار ومنع الاختلاف من تهديد الاستقرار

لن يدع الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان المشهد السياسي المترتب على الاختلاف الحاد حول سلاح «حزب الله" يدفع، في جلسة الحوار اليوم، في اتجاه اقحام البلد في مسلسل جديد من الفلتان الأمني والسياسي. وسيحاول جاهداً الضغط من أجل تدوير الزوايا للوصول الى قواسم مشتركة تضمن تلافي النزاع الداخلي وتؤمن له الضوابط في إطار مواجهة أي خطر إسرائيلي من خلال دعم الجيش اللبناني الى ان يتم التوصل الى تفاهم يتعلق بالإستراتيجية الدفاعية.
وقالت مصادر سياسية مواكبة للمشاورات التي أجراها سليمان تحضيراً لجلسة اليوم انها انتهت الى إشارات غير مشجعة لا تدعو الى الارتياح بإمكان تجاوز الانقسام الحاد حول السلاح، مشيرة الى ان صاحب الدعوة، وإن كان متمسكاً بجدول الأعمال الذي وضعه لاستئناف الحوار، لن يترك الساحة للفريقين المتنازعين لتبادل الاتهامات وإنما سيتدخل من خلال الإطار العام الذي يعده مع فريق عمله.
وأكدت المصادر لـ «الحياة
ان رئيس الجمهورية يرفض ان يكون شاهداً على تبادل المواقف الحادة بين فريقي «8 آذار" و «14 آذار" حول السلاح، وإنما سيفاجئ المدعوين بمجموعة من الأفكار لعلها تقود الى تمديد الهدنة وتحفظ الاستقرار العام بغية تحقيق حد أدنى من التواصل يتيح له استئناف الحوار بعد ترحيله في إجازة مديدة.
وأضافت ان سليمان، وإن كان يتطلع الى تضييق رقعة الاختلاف في شأن السلاح للتأسيس على هذا الإنجاز لتحقيق حد أدنى من التقدم، فإنه في المقابل سيحاول إقناع المتحاورين بوجوب تمديد الحوار على قاعدة تحييد الوضع الداخلي من أي رد فعل يؤثر سلباً على الاستقرار.
وبكلام آخر، يراهن رئيس الجمهورية، بحسب المصادر، على تجاوب المتحاورين بعدم الذهاب في تصعيد موقفهم من السلاح الى ما لا نهاية وبما لا يسمح بمعاودة الحوار باعتباره الحاضن لمنع استيراد الأزمة في سورية الى الداخل ومحاصرة ارتداداتها التي تنعكس سلباً على مجمل الوضع الأمني.
وتعتقد المصادر ان أحداً من المشاركين لا يتحمل تبعات إطاحة الحوار أو الدخول في مواجهة مباشرة مع سليمان الذي يعد لخريطة طريق، بدعم من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس «جبهة النضال الوطني " وليد جنبلاط والنائب ميشال المر، يمكن ان تشكل العازل المعنوي لمنع العودة بالبلد الى الوراء خلافاً للنصائح العربية والدولية والإقليمية التي تراهن على الحوار للإبقاء على الساحة اللبنانية في منأى من ردود الفعل الناجمة عن إحداث بلبلة في البلد تتزامن مع اقتراب الوضع في سورية من الدخول في مرحلة جديدة.
ومع أن قيادة «حزب الله
بدأت تتعامل مع بند سلاح المقاومة المدرج على طاولة الحوار انطلاقاً من ان فريق المعارضة يحاول استغلال الوضع الحالي في سورية لإضعاف محور الممانعة من خلال نزع سلاحه، وبالتالي تتعاطى معه بحذر شديد مبدية عدم ارتياحها الى طرحه في الوقت الحاضر، فإن لقوى 14 آذار موقفاً ينطلق من انها غير معنية لا من قريب أو بعيد بأي بند أو كلام من خارج جدول الأعمال…
وتؤكد مصادر «14 آذار
انها أبلغت موقفها هذا لرئيس الجمهورية، لكنها ليست في وارد الانسحاب من جلسة اليوم لئلا تعطي ذريعة لمن لا يريد حواراً حول السلاح ليقحم البلد في أي مغامرة تهدد استقراره.
لذلك يراهن سليمان على تجاوب المتحاورين في مسعاه لمنع تفجير الاختلاف حول السلاح والتفاهم على مجموعة من المقترحات لتأجيله على أن يصار الى لملمته لاحقاً، خصوصاً ان جر البلد الى صدام لن يخدم الجهود الرامية الى توفير المقومات لصمود لبنان ومناعته في وجه المتغيرات المتسارعة في سورية، فيما تعتبر مصادر في المعارضة ان لا شروط على الحوار وان إنجاحه يتطلب نقاشاً مفتوحاً بلا محرمات، باستثناء المساس بالسلم الأهلي.  

السابق
الجمهورية: بري يؤكد أن “كل شيء مسموح في الحوار إلاّ الفشل”
التالي
الشرق الأوسط: الرئيس اللبناني يستأنف اليوم الجولة الثانية من الحوار