النهار: 4 وزراء خارجية أوروبيون إلى بيروت دعماً للإستقرار والهيئات الإقتصادية رفعت الصوت البلد مش ماشي

لبنان في عين الحدث، وهو محور اهتمام دولي، مع التخوّف المستمر من تمدد تداعيات الازمة السورية اليه وخصوصاً في ظل الحوادث التي تتكرر شمالاً، ويتجلى الاهتمام الدولي بتوافد أربعة وزراء خارجية أوروبيين الى بيروت في الاسبوعين المقبلين "دعماً للاستقرار اللبناني".
وفيما يتوقع ان يدشن هذه الزيارات وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيله، الذي يصل الى بيروت مساء الخميس في اطار جولة له في دول المنطقة، تتواصل التحضيرات لـ"جولة ثلاثية" يقوم بها وزراء خارجية أسوج كارل بيلت وبولونيا رادوسلاف سيكورسكي وبلغاريا نيكولا ملادينوف في الاسبوع الثالث من حزيران الجاري. وهي زيارات تندرج تحت عنوان "ابداء التعاطف مع لبنان في الفترة الحرجة التي يمر بها وخصوصاً مع تفاقم الازمة السورية على أبوابه"، كما قال ديبلوماسي اوروبي معتمد في بيروت ودمشق لـنا، وغايتها "ابراز التشديد الاوروبي على اهمية الاستقرار اللبناني، وقت تمر المنطقة بتقلبات قاسية".
وفي المواقف الدولية ايضاً، ندد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بـ"أعمال العنف الدامية التي حصلت في نهاية الاسبوع والتي لها علاقة بالأزمة السورية"، داعياً المسؤولين اللبنانيين الى الاستمرار في "إظهار روح المسؤولية في هذا السياق المضطرب".
ورحب فابيوس بـ"قرار الرئيس ميشال سليمان الحكيم والمسؤول جمع القوى السياسية لاجراء حوار وطني يوم 11 حزيران". وقال إن فرنسا تشجع كل الافرقاء السياسيين اللبنانيين للمشاركة في مبادرة الرئيس سليمان وتجديد اواصر الحوار باعتباره السبيل الوحيد لتخفيف حدة التوتر الحالي".

الهيئات الاقتصادية
على صعيد آخر، وتحت عنوان "كي يبقى لنا اقتصاد" تداعت الهيئات الاقتصادية الى اجتماع حذّرت فيه من مخاطر تهدد الوضع الاقتصادي وليس الموسم السياحي وحده، داعية السياسيين الى طاولة الحوار وفصل السياسة عن لقمة عيش المواطن، معتبرة ان الحوار هو الطريق لسحب فتيل القتال بين اللبنانيين، وداعية الى الاسراع في اعادة احياء المجلس الاقتصادي والاجتماعي. واملت ان يؤدي تحركها الى وضع المسؤولين امام مسؤوليتهم واعادة الهدوء والاستقرار، "فالاقتصاد ملك للجميع". وطالبت بانتاج عقد اجتماعي جديد يحقق العدالة الاجتماعية، ومؤكدة ايمانها بقدرة اللبنانيين على العمل لتخطي المحن".

الحريري
ونوّه الرئيس سعد الحريري بنداء الهيئات لانقاذ اقتصاد لبنان، ولاحظ ان "الهيئات الاقتصادية قالت اليوم (امس) إن البلد مش ماشي، في تناقض أليم مع شعار الرئيس الشهيد البلد ماشي والشغل ماشي".
واشار الى ان "النظام السوري يريد تحويل الانظار واشعال نزاع طائفي في كل من لبنان وسوريا، وهو سيفشل"، مستنكراً "اي اعتداء على اي متجر علوي في طرابلس، فهذا امر غير مقبول ولا يخدم إلا المخطط الطائفي للنظام السوري".

الحوار
وفي ملف الحوار، استمر التجاذب بين مؤيد ومعارض، وابلغ الرئيس فؤاد السنيورة "النهار" ان مذكرة قوى 14 آذار قيد التحضير وهي ستسلم الى الرئيس سليمان قبل الموعد المحدد في 11 حزيران الجاري. واوضح رداً على سؤال ان مطلب رحيل الحكومة "سيكون احد الامور قيد البحث في المذكرة". وتساءل "ماذا انجزت الحكومة حتى الآن؟".
اما رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، فصرح لـ"المركزية" بأن المطلوب توفير حد أدنى من مقومات الحوار الجدي وهو ما سيبحث فيه وفد قوى 14 آذار الذي يزور بعبدا في اليومين المقبلين "لبذل محاولة أخيرة مع الرئيس سليمان لتأمين حد أدنى من مقومات الحوار الجدي والصادق".
وفي معلومات لـ"النهار" ان الورقة ستتضمن اربع نقاط أساسية هي:
1 – قيام حكومة انقاذ حيادية قبيل الانتخابات النيابية.
2 – جعل السلاح موضوعا أساسيا للحوار لانه خارج عن القوى الشرعية النظامية.
3 – إبعاد لبنان عن سياسة المحاور الاقليمية.
4 – تأكيد دور الجيش.

ميقاتي
الى ذلك، كرر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي دعمه الحوار الوطني، وذلك لدى استقباله مساء أمس الرئيس نجيب ميقاتي. وعلمت "النهار" ان مسألة ادارة عجلة الدولة كانت العنوان الرئيسي للقاء.
وتركزت الخلوة بين الراعي وميقاتي على الموضوع الحكومي و"التشنجات" الحاصلة من بعض الكتل. وتمنى ميقاتي على البطريرك الماروني السعي بما يملك من تأثير الى حلحلة بعض العقد، وازالة بعض العقبات التي تعترض العمل الحكومي.
وفهم انهما أبديا قلقاً من استمرار الوضع الحكومي على ما هو، لأن ذلك يهدد بمزيد من التأزيم على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي وخصوصا في ضوء دقة المرحلة وتأزم الوضع الأمني.
وعلم أن البطريرك طالب بتدابير حكومية على الصعيدين المعيشي والامني "ليتمكن المواطن من تأمين لقمة عيشه والارتياح الى أمنه بعيدا مما يهدد استقراره وسلامه".

العمل الحكومي
وموضوع عجلة العمل الحكومي كان محور لقاء الوزراء محمد فنيش وعلي حسن خليل وجبران باسيل الذين التقوا امس الرئيسين سليمان وميقاتي وبحثوا معهما في رزمة حلول لكل الملفات من التعيينات، الى ملف طرابلس، وخصوصا الملف المالي. وقال احد الوزراء لـ"النهار" إن الاجواء كانت ايجايبة وتم الاتفاق مبدئيا على تجاوز التعقيدات وتوفير حلول من أجل تفعيل العمل الحكومي، وهو ما سيظهر في جلسة مجلس الوزراء التي أرجئت الى الخميس بسبب زيارة الرئيس سليمان دولة الامارات الاربعاء.

مجلس القضاء
وعلمنا ان رئيس مجلس الوزراء وقع مرسوم تعيين خمسة قضاة أعضاء في مجلس القضاء الاعلى وأحاله على رئيس الجمهورية. وكان وزير العدل شكيب قرطباوي وقع المرسوم الاسبوع الماضي استباقا لآخر يوم في ولاية المجلس الحالي اليوم الثلثاء. وأعربت مصادر مطلعة لـ"النهار" عن اعتقادها ان هذا المرسوم سيأخذ طريقه من دون عقبات.  

السابق
السلم الأهلي المتقطع
التالي
صور تنعي الموسم السياحي