الانباء: المعارضة اللبنانية: النظام السوري يمنع أي تغيير حكومي

يعقد مجلس الوزراء اللبناني جلسة صباح اليوم الأربعاء لمناقشة موضوع اقتراح المغتربين اللبنانيين، الذي يتبناه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، إضافة الى التحضيرات الواجبة له، خصوصا على صعيد السفارات والقنصليات اللبنانية، التي وصفها الرئيس سليمان بالصدئة. وستبحث الحكومة 62 بندا آخر على جدول أعمال جلستها التي سيغادر بعدها الرئيس نجيب ميقاتي الى بروكسل، في زيارة رسمية ومن ثم الى لندن بزيارة خاصة، متخطيا موجة إضرابات عامة للسائقين والمعلمين والمخابز وعمال الكهرباء، كانعكاس للضائقة المعيشية التي يمر بها لبنان.

وضمن هذه البنود ومن خارجها يأتي الوضع الأمني المتحفز في طرابلس وتعقيدات قانون الانتخابات المأمول، وصولا الى طرح حكومة التكنوقراط، او المحايدة، والتي لا تمانع قوى 14 آذار بأن تكون برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي نفسه، وعضوية وزراء غير مرشحين للانتخابات.

وقد أكد النائب أحمد فتفت على طرح حكومة التكنوقراط، من جانب الرئيس فؤاد السنيورة، قبل الانتخابات ومن أجل إدارة المرحلة الانتخابية وتحضير قانون الانتخابات بشكل سريع نافيا علمه بأن يكون السنيورة عرض الأمر على الرئيس ميقاتي، الذي لم يوافقه الرأي، كما جاء في الصحف، مفضلا البقاء ضمن إطار هذه الحكومة، التي قال فتفت انها تنضوي تحت لواء حزب الله وسلاحه وسورية.

إلا أن مصادر في قوى 8 آذار ردت بان حظوظ تشكيل حكومة حيادية لادارة البلد حتى الانتخابات النيابية المقبلة «معدومة ونقطة على السطر» مشيرة الى ان هذا الطرح بالاساس غير موجود على اجندة الاكثرية التي تتمسك بالحكومة الحالية وتتمسك اكثر بان تشرف على هذا الاستحقاق المفصلي.

المصادر دعت المعارضة الى عدم المراهنة على المناخ الاقليمي الراهن لتغيير موازيين القوى في الداخل اللبناني، او لفرض واقع سياسي جديد من شأنه ان يعيدها الى السراي او السلطة، معتبرة انه يمكن للمعارضة ان تعرقل مشاريع الحكومة وتعوق وعودها لكنها لن تسقطها.

المصادر دعت ايضا الى الكف عن التحريض ضد سلاح حزب الله معتبرة ان هذا التحريض مجرد تنفيس للاحتقان الناتج عن خروج فريق 14 آذار من السلطة ومحاولة لتلميع صورة هذا الفريق شعبيا مع اقتراب الانتخابات.

من جهته الوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون القريب من مناخ 14 آذار، قال معلقا على موضوع الحكومة الحيادية، ان تغيير هذه الحكومة (القائمة) غير ممكن، لأنها قامت بأمر عمليات سوري، وسقوطها او تغييرها، يعني سقوط او تغيير النظام السوري، او بالأحرى كسر شوكة النظام السوري.

وأضاف: ان الرئيس الأسد لا يستطيع تقبل اي حكومة متوازنة في لبنان حتى ولو سميت حيادية او تكنوقراط، لأنها قد تشكل انتصارا لقوى 14 آذار، وبالتالي هزيمة لنظامه، وان حزب الله ومن ورائه طهران يعتبران ان الأولوية بالنسبة اليهما حماية النظام السوري، لأن في تغيير هذا النظام خسارة إستراتيجية كبرى لإيران.

وعلى هذا فإن بيضون يعتبر ان اي انتخابات تجرى في لبنان، مع استمرار النظام السوري، سيجري تزويرها، وان التزوير سيحصل في مناطق حلفاء حزب الله، وليس في الجنوب او البقاع، حيث الدوائر مغلقة، بل في دوائر جبل لبنان خصوصا التي تعني العماد ميشال عون!

وأضاف: أما في حال تبين لهم استحالة تغيير المعادلة الانتخابية لصالحهم فإنهم قد يعطلون الانتخابات، كما عطلوا من قبلها مجلس النواب وانتخابات رئاسة الجمهورية. وعن أحداث طرابلس، وما ترتب على إطلاق النار من جانب «جماعة التوحيد» الملتزمين خط 8 آذار وحزب الله، قال بيضون ما حصل يشكل تطورا خطيرا.

وأشار الى تعهد ميقاتي أمام نواب طرابلس بسحب السلاح غير الشرعي من المدينة، لكن ذلك لم يحصل، لان حزب الله هو الذي يوزع السلاح على الناس في طرابلس.

في غضون ذلك قررت قوى 14 اذار اطلاق مجلسها الوطني في غضون شهر، القرار صدر عن اجتماع للجنة المكلفة بالامر برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وحضور مختلف الاطراف.

وقال النائب احمد فتفت ان فريقا شكل للتواصل مع كل القوى السياسية المعارضة، وقد تحدد موعد قريب مع الرئيس امين الجميل، ثم مع د.سمير جعجع ومع المجتمع المدني في 14 اذار وكافة الاحزاب وبناء عليه سترسم الخريطة الكاملة لهذا المجلس، الذي سيكون مساعدا للقوى السياسية الناطقة بلسان 14 آذار ويعبر عن الامكانيات الشعبية العريضة لـ 14 اذار.  

السابق
الشرق: تقويم سياسي بين سليمان وميقاتي
التالي
النهار: بري: المناخات السائدة تهدد الانتخابات و14 آذار ضمنت الكتائب في المجلس الوطني