افتخر اني لبناني

كان وزير الدفاع الوطني فايز غصن يتمختر في شارع بشمزين الرئيسي متفقداً البلدة التي سقط فيها قتيل، عشية الفصح، بنيران أحد اللصوص الذي حاول اقتحام أحد المنازل بقصد السرقة.

قد يكون من حق الوزير أن يتفقّد بلدة تابعة لدائرة انتخابية هو مرشح فاشل عن أحد مقاعدها النيابية الثلاثة.

وقد يكون من حقّه أن يتبختر… فللكاميرا سحرٌ وجاذبية يوقعان حتى بالنجوم المحترفين، فمن باب أولى أن يطاول إغراؤهما «النجوم» الهواة أمثال الوزير.

ولكن ما ليس من حق الوزير أن يتحدّث بتلك اللهجة التهديدية، الإعتدادية: «نحن أبناء الكورة لم نعتد أن تحصل عندنا هكذا جرائم… نحن أبناء الكورة الخ…» كما صرّح للتلفزيونات.

ونحن الذين نحب الكورة الخضراء، نحيي أهلها الذين أسقطوا الوزير فايز غصن في الانتخابات النيابية، ليس لأنهم أسقطوه إنما لأنّ فيهم طليعة وحشداً من المثقفين والعلماء وأساتذة الجامعات (…).

ونعرف، بالضرورة، أنّ هذه النخبة من أهلنا في الكورة لا تجوز عليهم هذه الأحابيل… ولعلهم كانوا، وما زالوا، مثلنا يفضلون لو أنّ الوزير الهمّام قال: نحن اللبنانيين (الخ…).

فكلّنا لبنانيون.

وكلّنا ننشد الأمان والطمأنينة وحق الناس بالأمن في بيوتهم، وندين السرقات المسلحة وغير المسلحة، وطبعاً ندين بشدّة عمليات القتل مهما كان نوعها، أكانت بداعي السرقة أم بأي داعٍ آخر.

فلبنان أكبر من المدن وأكبر من المناطق والأقضية… إنّه وطن الجميع، وما الإعتداد والإعتزاز إلاّ به…

هذا، إلاّ إذا كان وزير الدفاع يعتبر نفسه وزيراً عن الكورة أو حتى عن جزء منها!

السابق
الجنس والأزمة المالية
التالي
حسن فضل الله: ليس لدى حزب الله مشكلة مع قانون الانتخابات اي كان