بين خطاب الدولة ودعم الإرهاب؟

تفيد معلومات رسمية أن بعض الدبلوماسيين الأجانب أثاروا مع مسـؤولين لبنانيين قضية "الشبكة التخريبية" التي كانت تستهدف الجيش والبلاد عموماً، وبين عناصرها تلميذ ضابط في المدرسة الحربية وجنديان، وأبدى هؤلاء الدبلوماسيون ارتياحهم لكشف الشبكة من منطلق دعم دور الجيش اللبناني من جهة، ومكافحة الإرهاب والتطرف من أي مصدر أتى وبأي شكل كان، من جهة ثانية.
واستغربت أوساط رسمية لبنانية "كيف أن بعض الذين وجهوا الانتقادات للجيش اللبناني اثر كشف الشبكة، وذهبوا إلى حد الدفاع عن الموقوفين وادعاء براءتهم، هم أنفسهم الذين لطالما طالبوا بنزع كل سلاح يعتبرونه غير شرعي، حتى المقاوم للعدو الإسرائيلي، وفي الوقت ذاته يعبرون علنا عن دعمهم لشبكة إرهابية تخريبية وينبري من يدعو بينهم الى دعم تسليح "الجيش السوري الحر" عبر الأراضي اللبنانية".

وتعتبر الأوساط نفسها أن مواقف بعض القوى الداخلية المشككة في دور الجيش تشكل غطاء لتحرك المجموعات الإرهابية والتخريبية وسبباً لتنامي هذه الظاهرة، تارة تحت غطاء طائفي أو ديني أو مذهبي او مناطقي، وطوراً لأسباب انتخابية محلية ضيقة، وأحياناً بحجة دعم "ثوار الربيع العربي"، وهذه "تجربة مخيم النهر البارد ما زالت ماثلة أمام أنظار الجميع ولم تنتهِ فصولاً بعد".
وتشير الأوساط الرسمية إلى أن من بين المتصلين بالسلطات الرسمية سفراء دول غربية عرفت بلدانهم بعلاقاتها المتينة مع القوى السياسية التي تخرج منها أصوات منتقدة الجيش، حتى أن أحد الموفدين الغربيين أكد أن بلاده قد تعيد النظر بعلاقتها بهذه القوى إذا استمرت في تغطية مثل هذه الأعمال والمجموعات، لأن بلاده ترفض أي شكل من أشكال دعم وتغطية الإرهاب بل هي تحاربه في أي بلد في العالم.

وتقول الاوساط نفسها إن الجيش اللبناني تعامل مع الأوضاع المحلية الدقيقة بحذر شديد ودقة بالغة وتفهم واسع لطبيعة الصراع القائم في المنطقة، وأعطى مساحة واسعة لكل تحرك مطلبي او سياسي لا يتجاوز القانون، ولكن الكشف عن "الخلية التكفيرية" التي كانت تستهدف الجيش وتم توقيف عناصرها، كان رسالة الى كل المعنيين بأن عين الجيش ساهرة لا تنام، وان جميع المشبوهين المحتملين هم قيد المراقبة، لذلك كانت رسالة قائد الجيش العماد جان قهوجي الى هذه المجموعات والمراهنين عليهم واضحة عبر "النشرة التوجيهية" التي وزّعت على العسكريين قبل الكشف عن الشبكة، باستحالة اختراق المؤسسة العسكرية.
وتعتبر الأوساط أن المطلوب لبنانياً بعد جلاء صورة الوضع الإقليمي، ولا سيما السوري، استثمار صمود الجيش ودوره الضامن للسلم الأهلي، بالمزيد من تحصين الوضع الداخلي بما يُحدث النقلة النوعية التي ينتظرها المواطنون لترسيخ الاستقرار.

السابق
مواد مثاليّة لأخطر الأمراض
التالي
هل تعود الثورة إلى.. شبابها؟