هو دون جوان والكازانوفا، شخصية تحلم بها معظم النساء، ولكل منهن "دون جوانها" الخاص. رسمت ملامحه منذ الطفولة، تمنت أن يرمقها بنظرة فتستميله لقلبها وتفوز به من دون بقية النساء. هو يستخدم وسامته وحنكته في التعامل لاغواء السيدات، أما هي فلا تمانع أن تخطط لتجربة حب مع شخصية متعددة العلاقات، قد لا يُكتب لها الاستمرار، لانه الكازانوفا المتنقل بين قلوب العاشقات.
واذ يُعرف الدون جوان بانه تلك الشخصية التي لا تحب الارتباط، فكم من فتاة تقبل بعلاقة لا أفق لها، مع شخص لا يكتفي بامرأة واحدة؟. وهل بات كازانوفا اليوم، "رجل المال والسلطة" فقط؟.
من هو دون جوان العصر؟
تقول الأسطورة إن دون جوان كان زير نساء وعاشقا شهيرا، أغوى أكثر من ألف امرأة دون تعقيدات. فهو ذلك الوسيم، المحنك، المقاتل، والشجاع، صاحب العلاقات العاطفية المتعددة. أمّا اليوم فبات هذا اللقب يُوجّه الى كل شاب يهتم بأسلوب مبالغ به بمظهره الخارجي. والدون جوان أيضاً مسرحية للكاتب الفرنسي، تتحدث عن شاب يقع في حب فتاة ويجعلها تحبه، وعندما يشعر بان حبه بدأ ينطفئ يبحث عن اخرى فيحبها وهكذا يبحث عن ثالثة ورابعة….
كازانوفا
فمن هو الدون جوان الذي تحلم به بعض السيدات؟. تقول مايا "الدون جوان بالنسبة لي هو الشخص صاحب الاخلاق العالية، يهمني أن يكون وسيماً ولكن ليس الى حد تنظر اليه كل السيدات عندما نكون سوياً فيغرينه، ويحاولن استمالته اليهن". أمّا رانيا فلا تزال تحافظ على شخصية الدون جوان الاصيلة، اي الرجل الشديد الوسامة وتنتظره، تقول "ما زلت بانتظار فارسي، لا أريده على حصان أبيض، بل يقود سيارة من أفخم الماركات، ويرتدي ملابس فاخرة، حتى رائحة العطر الذي يضعه، يجب ان تسبقه قبل الوصول".
متعدد العلاقات
لا تبالي رانيا ان كان متعدد العلاقات العاطفية سابقاً، فهي تثق بانها ستكسب قلبه أخيراً. لا تقبل زينة ان تكون رقماً على لائحة معجبات من تسميه الفتيات كازانوفا او دون جوان، وتعتبر انه في الوقت الراهن لا وجود لتلك الشخصيات الاسطورية، وتتساءل "كيف أرتبط بشخص اعلم مسبقاً انه كثير العلاقات ولا يحبذ الارتباط، بل التنقل على أشجار الفتيات؟".
رجل المال
ويبقى السؤال هل هناك من وجود لشخصية تلفت الانظار وتُعجب بها كل السيدات على اختلاف الاعمار الى الدرجة التي أحبت بها النساء كازانوفا والدون جوان؟.
يعتبر رامي ان كل السيدات يلفتهن الرجل الوسيم والمتحدث الذي يلفت الانظار أينما حلّ، ولا يعجبهن الرجل صاحب الشخصية الضعيفة، يقول "اذا علمت المرأة ان الرجل لم يكن لديه الكثير من العلاقات السابقة، فانها تعتبر ذلك نقطة ضعف". أمّا سامر فيعتقد انّ ما يهم معظم نساء العالم اليوم هو المال، يقول "لا يبالين بمظهره أو مدى جاذبيته، بل بمركزه وما لديه من اموال وممتلكات".
يُطلق حالياً على الشاب صاحب العلاقات الكثيرة لقب "الجغل"، ربما يناسب هذا اللقب العصر الحالي مع متطلباته وتقنياته الجمالية الكثيرة، ولكن سيدات كثيرات لا يستهويهن "الجغل" بل كازانوفا العصر السابق. اعتبر بعض علماء النفس ان الدون جوان شخصية مريضة، تعاني من عدم الاشباع العاطفي، لذا فهو لا يكتفي بامرأة واحدة بل كثيرات ليغذين هذا النقص، وانه ليس تلك الشخصية المغرية، لانّ أبرز ما يصدر عنه يبقى مجرد ادعاءات وكلام معسول يتجمد عند أول موقف على المحك، لان تلك الشخصية أجبن من أن تكون قادرة على ان تتخذ قراراً حقيقياً كالارتباط الجدّي.
عقلية ذكورية
نعيش في العالم العربي وفق عقلية يسيطر عليها الفكر الذكوري، ومن هنا تترسخ لدى عقول بعض السيدات فكرة الرجل الذي يلعب دائما دور البطولة، وبالتالي تكون صورة الدون جوان نتاجاً لوضع المرأة العربية، الذي يتمحور حول سادية الرجل في مقابل الدور المهمّش والجانبي الذي تلعبه المرأة. وغالباً ما تتكون الصورة عن المرأة التي تسعى بشتى الطرق للحصول على زوج بأي ثمن، سواء أكان كازانوفا ام لا.
