شمس الدين: الطبقة الحاكمة ارادت صوغ الشعب حسب ارادتها الخاصة

 ابع مؤتمر "ربيع العرب تحولات وانتظارات"، أعماله امس لليوم الثاني على التوالي، والذي تنظمه جامعة الحكمة، في قاعة الاحتفالات الكبرى، في مقرها الرئيسي في فرن الشباك، وبدعوة من رئيسها الاب كميل مبارك، وبرعاية رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، في حضور حشد من القضاة والمحامين واعضاء المجلس الدستوري وباحثين واختصاصيين وعمداء ومديرين واساتذة الكليات في جامعة الحكمة وجمهور من الطلاب.
وعقدت الجلسة الاولى بعنوان "المتغيرات في ابعادها الدستورية والقانونية"، وترأسها عميد كلية الحقوق في جامعة الحكمة الدكتور مارون البستاني الذي كانت له مداخلة قال فيها: "نعيش اليوم في منطقة وحقبة زمنية، حافلة بالتغييرات، التي نراها اكبر من مجرد تغييرات، انها اهتزازات ذات آثار عميقة، قد تهدد وهددت ديمومة عدد من الانظمة القائمة في المنطقة العربية، وهي أشد وطأة من الهزات الارضية التي تصيب المنشآت المبنية، فلا تؤدي فقط الى تصدعها، بل الى انهيارها احيانا بالكامل".
اضاف: "كما الهزات الارضية تستتبعها ترددات تستمر لفترة طويلة احيانا من الزمن، كذلك لهذه التغييرات تداعيات شديدة ذات ابعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وقانونية". تحدث الوزير السابق ابراهيم شمس الدين فقدم بحثا بعنوان "شرعية حقوق الناس بين الديني والمدني". وقال: "ان الحريات بقيت مفقودة في كل العالم العربي، باستثناء لبنان الذي لن اتعرض الى وضعه وهو استثناء، لا بمعنى انه افضل من بقية الدول العربية، فالحرية فيه غير منتجة، وهي على طريقة احد سلاطين العرب بعد الاسلام "لا نحول بين الناس وألسنتهم ما لم يحولوا بيننا وبين ملكنا". وهذه الحرية فيه هي اقرب الى الفضائحية منها الى شفافية الحرية الممارسة في دولة مجدية. فالشعوب العربية انتفضت لانها عاشت الظلم طوال 50 عاما، وكانت تسجن وتقتل وترحل وتطرد من بلدانها اذا رفعت الصوت عاليا. فالطبقة الحاكمة التي سلطت على شعوب هذه المنطقة، ارادت ان تصوغ الشعب او كل الامة على شاكلتها هي، لا بل على صورتها الخاصة وارادتها الخاصة، وهي لا تسأل احدا، بل ارادت عن الجميع لأن ارادتها تغني عن الجميع".

السابق
الريس: موقف جنبلاط من سوريا لا يتعلق بالوضع الحكومي
التالي
القواس: على الأجهزة وضع حد للتحركات المشبوهة في صيدا