14 شباط: غاب رفيق الحريري وحضرت سوريا… واستمرار الهجوم على حزب الله

في الواحدة إلا خمس دقائق بعد ظهر أمس، ارتفع صوت رجل الدين الواقف مع المئات أمام ضريح الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري مبتهلاً الى الله ان يحاسب قتلته ورفاقه "في الدنيا قبل الآخرة" ورد الحضور بصوت عال «آمين»، وتابع الابتهال لـ"باني بيروت، المظلوم، المغدور…" انها اللحظة التي استهدف فيها موكب الرئيس الحريري قبل سبع سنوات بانفجار – زلزال لا يزال لبنان يعيش تردداته السياسية حتى اليوم.

وفي الرابعة بدأ الاحتفال الرسمي في مبنى البيال، حيث استحضر فريق "14 آذار" دماء الرئيس الراحل مجدداً، مركزين على الوضع في سوريا بهجوم عنيف ضدها وضد المقاومة في لبنان.
وجاء خطاب النائب سعد الحريري وباقي الخطباء متناغماً إلى أقصى الحدود مع مراهنات ما يسمى "مجلس اسطنبول" ومعه مجلس الجامعة العربية لضرب النظام السوري ومناصرة شعبها ووقف العنف من جهة وسلاح المقاومة والتهديدات الامنية من جهة اخرى.

أطل الحريري محمولا من مرافقيه، مع العلم انه كان مقررا مشاركته في المهرجان من خلال شاشة من منزله في باريس! وفي كلمة ألقاها وباسم "تيار الاعتدال والعيش الواحد والمشاركة التعددية وحرية المعتقد والتفكير والحريات العامة" التضامن "مع الشعب السوري أمام نظام آيل حتماً إلى السقوط"، أكد أنه يتحمل "كامل المسؤولية في منع الفتنة بين اللبنانيين ومنع الفتنة السنية – الشيعية خصوصاً". وأكد التمسك بمشروع الدولة، في حين اعتبر رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل "أن لا مصلحةَ للبنان بأن يتورّطَ بأيِّ عنفٍ سياسيٍّ أو اقتتال داخلي"، مشيراً إلى "أن تدخّلِنا في شؤونِ الآخرين لن يؤثر على مجرى الصراع بين الأنظمة والثورات، بينما يؤثر تدخل الآخرين في شؤوننا على أمن لبنان واستقراره"، أما رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع فخاطب حزب الله قائلاً: "دقت ساعة الحرية والديموقراطية والدولة السوية في المنطقة، فلا تخطئوا الحساب".

وبعد اعتذار الرئيس سعد من والده لعدم قدرته على المجيء إلى لبنان والوقوف إلى ضريح والده: "حزين حتى الاختناق. ولا شيء يعوض هذا الحزن سوى البقاء معاً على الدرب.."
ليكمل خطابه مؤكدا التلاقي طمع النموذج الذي أطلقناه قبل سبع سنوات، مع ثوار الربيع في كل مكان ومطالبهم بالحرية والكرامة"، قال إن "مسؤوليتنا جميعاً، كلبنانيين، وفي 14 آذار أن نمنع الفتنة لكي نذهب إلى الحرية والكرامة". وتحدث عن "مسؤوليته الشخصية"، مؤكداً "إنني أتحمل كامل المسؤولية عن المرحلة السابقة بحُلوها ومرها، مسؤولية التنازل في مكان ورفض التنازل في مكان آخر. مسؤولية قبول رئاسة مجلس الوزراء ومسؤولية الخروج من رئاسة مجلس الوزراء. واليوم أنا سعد رفيق الحريري أتحمل أمامكم مسؤولية التضامن مع الشعب السوري وتأييد حقه في إقامة نظام ديموقراطي. كما أعلن أمامكم استعدادي لتحمل كامل المسؤولية في منع الفتنة بين اللبنانيين عموماً ومنع الفتنة السنية – الشيعية في لبنان خصوصاً. هذه مسؤولية تحملتها في السابق وأتحملها أمامكم مجدداً اليوم".

 

وتوقف عند انتقال لبنان "إلى منعطف سياسي جديد على وقع حدثين كبيرين: حدث الربيع العربي، وبدء العد التنازلي لحكم الحزب الواحد في سورية، وحدث ربيع العدالة في لبنان والإعلان عن صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد، والمحاكمة الغيابية للمتهمين". وقال: "بين هاتين المحطتين، واجه لبنان موجات من الحروب الكبيرة والصغيرة، وعمليات تسلل وسيطرة على مراكز القرار السياسي والأمني في الدولة، ومحاولات تعطيل المحكمة الدولية ومسار العدالة، وبدا من خلال ذلك، أن لبنان سيقع من جديد، ضحية فخ إقليمي وسياسات داخلية متهورة، تريد العودة به إلى زمن الهيمنة والتسلط، وتعمل على محاصرة المكتسبات التي تحققت بعد 14 آذار". وقال: "هذا الأمر، توقف عند حدود الربيع العربي، وتحديداً عند حدود الانتفاضة الاستثنائية للشعب السوري، ولن أبالغ في شيء، إذا أكدت أمامكم اليوم، أن كل أشكال السياسات المتهورة، لن تتمكن من العودة بلبنان إلى زمن التبعية والهيمنة".

وتوجه إلى الشيعة في لبنان، قائلاً: "يقولون لهم إن انتصار الثورة في سورية سيتحول في لبنان هجوماً سنياً عليكم للثأر لدم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولتجريدكم من سلاحكم. ونقول بوضوح: لا نحمّل إخوتنا الشيعة في لبنان أي مسؤولية في دماء رفيق الحريري، بل نعتبر دماءه دماءهم كما هي دماؤنا ودماء جميع اللبنانيين، واخترنا طريق العدالة لا الثأر وها هي العدالة تسلك طريقها بتحديد المسؤولين ومحاسبة المسؤولين وحدهم من دون سواهم ومن دون تعميم المسؤولية لا على فريق ولا على طائفة ولا على مجموعة. كما نقول بوضوح: لا نعتبر أن للسلاح هوية مذهبية أو طائفية، والواقع الحقيقي القائم في لبنان، أن هناك سلاحاً حزبياً، محدد الهوية السياسية، يتخذ من جغرافيا الانتشار المسلح، غلافاً واقياً لمذهبة السلاح، وهو ما نرفضه ونعترض عليه بالكامل، ونجد في استمراره خطراً كبيراً على المشاركة بين اللبنانيين. ونعرف أن الشيعة اللبنانيين هم كما جميع اللبنانيين، مع السيادة والاستقلال والحرية والكرامة في لبنان، كما في سورية، هم مع الديموقراطية في لبنان، كما في سورية. الشيعة اللبنانيون طائفة أساسية تتساوى بالأهمية مع كل الطوائف في النسيج اللبناني والنظام اللبناني. ومصير لبنان، نصنعه معاً: بالاتفاق لا المجابهة، بالحوار لا الفتنة".

 وإذ اقتصر حضور"المعارضة السورية على رسالة لـ"المجلس الوطني السوري" تلاها الأمين العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد.

السابق
النهار: 14 آذار هجومية في الذكرى السابعة للاغتيال والحريري يلتزم منع الفتنة المذهبية
التالي
محرمات!