تي رش رش.. تصيب تركيا

 اعتدنا المسلسلات التركية ودبلجتها ولغتها المختلفة تماماً عن طريقة تفكير الأتراك كما هو واضح من خلال ما نشاهد.
عبارات كثيرة نسمعها في المسلسلات نغضّ عنها علماً أنها تدهشنا أحياناً إذ لا أحد يصدّق وجود كلمة "انقلع" في قاموس الأتراك، لكن المشكلة ليست هنا، إذ استطعنا تجاوز المفردات الغريبة التي نسمعها وألفناها حتى بتنا مقنتعين بوجودها، لكن ما لا نستطيع فهمه أو تقبّله هو دبلجة الأغاني التركية وتحويلها إلى عربية.
مثلاً في إحدى حلقات مسلسل "بائعة الورد" الذي يعرض على شاشة "إل بي سي" فوجئنا بوصول أغنية "تي رش رش" إلى الساحة الفنية التركية، ولم يكتفوا بإيصالها إلى تركيا فحسب، بل فوجئنا كذلك بأن الممثلة التركية تتقن "الأغنية" وتعرف "اللحن" و"الكلمات".

بدأت موجة الدبلجة مع المسلسلات المكسيكية ونجحت التجربة فاللغة المعتمدة كانت الفصحى، وكان الممثلون يحتفظون بأسمائهم وعاداتهم وموسيقاهم، كانت أغاني المقدمات تبقى بالمكسيكية، أمّا اليوم، مع التجربة التركية، فقد بدأنا نشعر بـ"عربنة" كبيرة للمسلسلات هذه، فلا العبارات تشبه الأتراك ولا الأسماء تمت إليهم بصلة. نسمع فيروز وعبدالحليم وحتى "تي رشرش" في المسلسلات التركية، فهل هي حالة سليمة؟ وهل لا تزال ظاهرة الدبلجة تحتفظ بمكانتها؟
المسألة ليست في دبلجة التركي أو الهندي أو غيرها، بل في تغيير معالم النص والحوار والموسيقى. فإن كان لا بد من الدبلجة ومن متابعة هذه الأعمال وتسويقها، فليتمّ الأمر بحرفية أكبر. علماً أن بعض القنوات بدأت اليوم بنوعية جديدة من الدبلجة تحترم الكلمات الجيدة وتبقي على الأسماء التركية مع بعض التعديلات لتصبح مفهمومة أكثر وقريبة إلى العقل العربي.
مهما يكن فإن المسلسلات التركية أمست موضة بالية، ولنتجّه جميعاً إلى تشجيع أعمالنا العربية بدلاً من تعلّم ثقافات مغايرة لا تشبه واقعنا ومشاكلنا في أي جانب. 

السابق
ليون: موضوع التعيينات مهم ويتطلب توافق الافرقاء عليه
التالي
الحجار:تقرير ديوان المحاسبة عن فضيحة المازوت أكد وصول كميات كبيرة الى المنتفعين والمحيطين بباسيل