وحدة سوريا واستقرارها

لم تنضج الظروف على ما يبدو حتى الآن لخلق إجماع دولي حول سوريا، الأمر الذي يؤكد ما قلناه دائما بأنّ الحل للأزمة السورية لن يكون لا عربيا ولا إقليميا ولا حتى دوليا، الحل في سوريا هو حل سوري ينبع من اقتناع جميع الأطراف بأنّ استمرار الأزمة على النحو الذي انزلقت إليه من اقتتال وصراع أهلي، لن يؤدي إلا إلى الدمار وإضعاف البلد وربما تقسيمه وشرذمته.

كل ما قيل ويُقال حول قدرة أي طرف دولي أو إقليمي على العمل لإيجاد مخرج للحالة السورية بشكل يُعيد الأمن والاستقرار ولا يُدخِل البلاد في محنة كبيرة إنّما هو كلام سياسي للاستهلاك. واقع سوريا وظروفها وموقعها وتركيبتها لا تختلف كثيراً عن العراق ولبنان. وقد رأينا ما فعله الخارج بهذين البلدين من حروب لم يشف منها لبنان بعد، ويعيش العراق جراحها كل يوم. هذا مع العلم بأنّ الخارج الذي أتى إلى بغداد لتخليصها من الديكتاتورية خرج منها منهوبة، منقسمة على ذاتها، مهدّدة بالتقسيم بعد حرب أهلية استمرّت عشر سنوات، وتداعياتها تُنذِرُ بزوال العراق عن الخارطة وتقسيمه إلى دويلات طائفية وعرقية، فهل هذا هو المطلوب لسوريا؟؟

ينبغي أنْ تتولّد قناعة عند جميع المعنيين، ونحن نشارف الشهر الحادي عشر من الأزمة، بأنّ القضية السورية هي قضية الشعب السوري مجتمعا، وبأنّ استقرار البلد ووحدة أراضيه وسلامته وسيادته أهم من المصالح التي ركبت موجة إصلاح النظام لتمرير سياساتها الضاغطة على الداخل السوري، والتي تدفع به نحو الدمار.. فهل هذا ما يريده الشعب السوري؟؟   

السابق
اللواء: لجنة الإعلام زارت مركز التحكّم وأصرّت على الضوابط القانونية
التالي
جامعة القتل العربية