روسيا ترفض مشروع الجامعة وتطرح مبادرة للحوار على ارضها بعد الاطلاع على تقرير المراقبين

تؤكد كل المعطيات والمعلومات التي تتلقاها الجهات المعنية أن بعض الدول العربية وبالدرجة الأولى دول الخليج ومعها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي يستعجلون انعقاد جلسة لمجلس الأمن سعياً وراء تمرير المشروع المشبوه الذي أعدته كل من السعودية وقطر وجرى تمريره في الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب، بما يؤمل منه إقناع روسيا والصين بعدم استخدام حق «الفيتو» لإسقاطه.

وعشية الجلسة المتوقعة الليلة لمجلس الأمن حشدت بعض الدول العربية التي تدفع باتجاه تدويل الأزمة السورية وبتنسيق واضح مع الغرب في سبيل تمرير المشروع الذي يتناغم مع المخطط الأميركي للهيمنة على المنطقة العربية، كل ما يمكن من أوراق بما في ذلك الرهان على حصول تغيير في الموقفين الروسي والصيني، ولهذا سيشارك اليوم وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في المناقشات التي تسبق انعقاد الجلسة.

لكن هذه المحاولات الغربية ـ العربية لتمرير القرار المشبوه لا تزال تواجه بصلابة الموقفين الروسي والصيني، فبعد التأكيدات التي كان عبّر عنها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أول من أمس من االيابان بأن بلاده سترفض أي عقوبات ضد سورية، أكد نائبه ميخائيل بوغدانوف أمس أن روسيا لن تؤيد مشروع القرار الجديد حول سورية في مجلس الأمن.

في مقابل ذلك، صعّدت واشنطن موقفها، فزعم البيت الأبيض «أن نظام الرئيس بشار الأسد ساقط لا محالة، وهو يفقد السيطرة على البلاد»، قائلاً: «إنه يجب عدم السماح لنظام الأسد أن يواصل العنف تجاه مواطنيه»، بينما دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «مجلس الأمن إلى التحرك لوقف العنف في سورية».
في المقابل، كشف رئيس فريق المراقبين في سورية الفريق محمد مصطفى الدابي في حديث أمس عما تريده «المعارضة السورية» التي تدعم المجموعات المسلحة بتأكيده أن «المعارضة لا تتعاون، وأنها غير راضية عن عمل المراقبين، وأنها لا تريد بقاءهم لكي تذهب بالملف إلى مجلس الأمن».

 وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن السلطات السورية موافقة على بدء محادثات غير رسمية مع «المعارضة» على الأراضي الروسية، مشيرة إلى أنهم اقترحوا على السلطات السورية وعلى «المعارضة» إرسال ممثليهما إلى موسكو لإجراء اتصالات غير رسمية. وأضافت: «تلقينا رداً إيجابياً من السلطات السورية، ونأمل أن يعطي المعارضون موافقتهم في الأيام المقبلة».
لكن المدعو برهان غليون أعلن رفض مجلسه المزعوم للمفاوضات مع السلطات السورية قبل ما زعمه «رحيل الرئيس بشار الأسد»!
باريس تأمل «بجلسة حاسمة»!
من جانبه، دعا الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو لأن «تكون جلسة مجلس الأمن بشأن سورية حاسمة». ورأى «أن الأيام المقبلة ستشهد تطوراً مهماً»، معتبراً «أن الأوضاع في سورية لم تعد مقبولة وعلى كل دولة في مجلس الأمن أن تتحمل مسؤولياتها».

وفي ظل هذه التطورات يستعد وزراء الخارجية العرب لعقد اجتماع نهاية الأسبوع الحالي أو مطلع الأسبوع المقبل بحجة مناقشة وضع المراقبين في سورية، بعد أن لجأ العربي إلى تجميد عملهم بما ينسجم مع المسعى الذي يقوم به وزير خارجية قطر للتدويل ومنع رئيس فريق المراقبين من تقديم تصوره لعمل المراقبين لأعضاء مجلس الأمن.
وقد أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي من بغداد أمس، أن قطر طلبت رسمياً استضافة الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب وتأجيله 48 ساعة من الأحد المقبل إلى يوم الثلاثاء.
وكان بن حلي بحث التحضيرات للقمة العربية مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الذي أعرب عن دعمه للمبادرة العربية الخاصة بالوضع في سورية.

إلى ذلك، من المقرر أن تسبق جلسة مجلس الأمن اليوم جلسة على مستوى الخبراء لمناقشة مسودة القرار الذي رفعته الجامعة العربية وتبنته الدول الغربية. وادعت «الجزيرة» أمس نقلاً عن دبلوماسي فرنسي ان مشروع القرار المذكور حاز على دعم عشرة أعضاء على الأقل في المجلس.

كذلك تحدثت معلومات دبلوماسية عن أن كلاً من هيلاري كلينتون وآلان جوبيه ووليام هيغ سيشاركون في جلسة مجلس الأمن حول سورية، علماً أن كلاً من وزير خارجية قطر حمد بن جاسم والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي متواجد هناك أيضاً في محاولة لتسويق ما سمي «المبادرة العربية».

وأمس أكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن بلاده تريد أن يبحث أعضاء مجلس الأمن الدولي بالتفصيل تقرير بعثة مراقبي الجامعة العربية في سورية قبل مناقشة مشروع القرار الذي قدمته جامعة الدول العربية إلى المجلس.
وشدد على أن تمكين أعضاء مجلس الأمن الدولي من الدراسة المسبقة والمفصلة لتوصيات واستنتاجات بعثة المراقبين العرب في سورية يشكل أمراً منطقياً نظراً لتعقد هذه المسألة، وبهذا الأمر فقط يمكن التعويل على مناقشتها في مجلس الأمن الدولي.
وأفادت قناة «الجزيرة» أن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين التقى ما يسمى رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون لبحث مشروع القرار الذي تقدم به العربي.  

السابق
الطفيلي: على النظام السوري ان يتنازل لشعبه والشيعه ليس لديهم الّا اللقاء مع السنه أو اسرائيل
التالي
حرق اطار بين محلين لبيع المشروبات الروحية في كفررمان