العرب في مرمى الهدف

لست راغبا في ممارسة جلد الذات، أو البكاء والندب على الأطلال، وكم كنت أتمنى أن أكتب عن مكارم العرب وملاحمهم وبطولاتهم، ولكني لا أقبل أن أكون في زمرة المطبلين والمزمرين وشهاد الزور.
فحال العرب وحالتهم، لا يسران عدوا ولا يرضيان صديقا، فنحن في أسفل القائمة ولا فعل لدينا، ولا حتى ردة فعل، ولو كنا غير ذلك، لما وصلنا الى ما نحن فيه، وقبلنا الاستمرار فيما نحن عليه، وكأن الأمر لا يعنينا.
لسنا فقراء، فاموالنا تنشط أسواق الغرب، وتقيم بنوكهم وبورصاتهم، كما أننا لسنا جهلاء، فالعقول العربية تبدع في حال خروجها من الوطن العربي، وكنت وأنا في سن الطفولة أسمع عن عقول عربية أبدعت في أدائها ووجدت لها مكانا مميزا في وكالة الفضاء الأمريكية « ناسا» وهناك أسماء لامعة.

كما أننا لسنا ضعفاء، فوالله لو أننا لملمنا أشلاءنا، ووحدنا قوانا، وعرفنا من نصادق ومن نعادي،وتعاملنا مع القوى الأخرى على قاعدة الندية، والمصالح، وابتعدنا عن السذاجة لعدنا الى الصدارة، ولجاءنا الآخرون يطلبون صداقتنا ودعمنا، ولنلنا احترام العالم.
نحن عاجزون عن الفعل وحتى عن ردة الفعل ورغم أننا من المفروض أن نمثل قيما كوننا ندين بالاسلام، الا أننا أظهرنا بما لا يدع مجالا للشك، أننا فقاعات هواء، فلا أثر ولا تأثيرا ايجابيا لنا على الساحة العالمية، وأننا طيبون حتى السذاجة، ونؤمن أن « الأفرنجي برنجي» بينما بأسنا على بعضنا شديد، وعادينا بعضنا وصادقنا أعداءنا، وها نحن ننسج علاقات الصداقة والتعاون والمحبة مع اسرائيل التى تحتل فلسطين وتعمل على تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى، فيما نعادي ايران المسلمة الجارة التاريخية.كل ذلك، جعل منا أمام القوى الدولية مساحة مستباحة وفضاءات مفتوحة على مصاريعها لكل من هب ودب من الطامعين الناهبين للمقدرات والثروات.
لذلك، نرى القوى الدولية، تخطط لنا، لكن ليس لمصلحتنا وما أود قوله هو أنه أريد لنا مصادقة ومصالحة اسرائيل، ومعاداة ايران، وهناك وثائق عبارة عن رسائل من زعماء عرب يحرضون الرئيس الأمريكي الأسبق جونسون على مصر وسوريا والعرق.
نحن الذين وضعنا أنفسنا في دائرة المؤامرلة الدولية، وباركنا ذلك، وربما سهلنا على أعدئنا مهمة التخطيط للسيطرة علينا، ويخطر على بالي سؤال، من أسهم في حصار العراق واحتلاله وايصاله الى ما هو عليه؟
أكلت يوم أكل الثور الأبيض! هذا هو حالنا وواقعنا؟ ولكننا نحن الذين صنعنا هذا المسار فمن قبل أن تضيع فلسطين وأسهم في ضياعها، سيدفع الثمن، وها هي اسرائيل تعبث في مصير المنطقة، وقد أثبتت الأحداث، أن أول المتضررين من اسرائيل هم من نسيجوا معها علاقات سرية أو علنية، بمعنى أن قصة الثيران الثلاثة تنطبق علينا، وسوف لن يبقى في القطيع العربي ثور واحد ينجو من سكين الجزار، ويحضرني قول الرئيس الفرنسي ساركوزي لرئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل في مؤتمر دعم ليبيا بالعاصمة الفرنسية أن العام 2012 سيكون عام العبث في الجزائر.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فانني أجزم أن ما يحدث في الوطن العربي منذ عام، انما هو مؤامرة استهدفت الوطن العربي بكافة أوجهه، اذ أنه جرى اختطاف المسار بعد نجاح ثورة تونس.
هل يجب على أن أصدق أن الفيسبوك وصاحبه اليهودي، هما من فجرا الثورات العربية وأولها مصر المحروسة ؟ لست مجبرا على تصديق هذه الترهات، لأنني صاحب عقل نقدي، يخضع كل صغيرة وكبيرة للتمحيص والسؤال والجواب واستعراض الافتراضات والاحتمالات.
الثورة بحاجة الى رموز والى تحضير ووقت ورسم خرائط الاحتمالات، واتصالات مع قوى يمكن النفاذ اليها في العهد الحاكم، لتكون أحصنة طراودة لاختراق هذا العهد والاجهاز عليه من داخله قبل الانقضاض عليه من الخارج، ولا أعني هنا التدخل الأجنبي أو طلب الحماية الدولية.

فانا أومن أن الشعب الذي لا يستطيع انجاز حريته بيديه، ويقوم بتغيير حاكمه، لا يستحق الحياة، ولا يستحق الحرية، ولذلك أقول ان التدخل الأجنبي واستقدام الناتو، لن يجلب لنا الحرية ولا الكرامة، بل يورثنا الذل والمهانة والعار، لأن من هب لنجدتنا بناء على طلبنا، سوف لن يخرج من أرضنا.
المؤامرة الدولية علينا تتمثل في تدمير البنى التحتية ليقوم هو باعادة اعمارها بالثمن الذي يطلبه وكذلك لتنشيط أسواقه ونهضة اقتصاده المنهار.
هل نسينا علاقة الحكام المستهدفين بأمريكا واسرائيل. فلماذا اذا جاء الاسلام السياسي وتعهد بمنح اسرائيل السلام؟ انها المؤامرة التى تستهدف أيضا محاكمة الاسلام!
«ليس كل ما يعرف يقال، ولكن الحقيقة تطل برأسها»؟؟!  

السابق
من قال إن الأسد سيسقط قبل أوباما أو ساركوزي؟
التالي
التنمية السياحية المستدامة بمشاركة متوسطية في صور