سنة ثورة

صحيح ما قاله أجدادنا. العمر غفلة. سنة مرت على انتفاضة الشعب التونسي الذي الهم الشعوب العربية.
أذكر جيداً تلك الأيام ما بعد إحراق محمد البوعزيزي نفسه. أذكر جيداً ذلك الحشد في شارع بورقيبة. كانت أياماً مجيدة.
كم كنا نمضي من الساعات أمام شاشات التلفزيون، نضع أيادينا على قلوبنا الى ان قال ذلك الرجل: هرمنا في انتظار هذه اللحظة التاريخية.
ثم كانت الثورة في مصر. مصر أم الدنيا وميدان التحرير فيها ساحة صلاة للمسلمين يحرسهم المسيحيون.

هرب بن علي وسقط حسني مبارك ثم جاء دور معمر القذافي، أشهر كوميدي عربي في التاريخ، ثم اشتعلت اليمن. اليمن بشعبها الحضاري الراقي. ثم كانت البحرين وسوريا.
سنة ستتذكرها الأجيال. سنة مجيدة. رائعة. خالدة. ولكن الدماء لا تزال تسيل في الشوارع العربية.
وكما العادة انقسمنا نحن في لبنان. نصف اللبنانيين مع الثورات والنصف الآخر ضدها. كيف لإنسان ان يكون ضد الشعوب؟
كنا، وأنا مع أي تحرك شعبي ضد الاستبداد، نجلس، نراقب، نتحاور. في البدء كنا نتهامس خوفاً من انتقام الأنظمة ثم رحنا نرفع أصواتنا.

كنا نتضرع، نصلي. فرحنا طبعاً لانتصار الثورات العربية ولكننا كنا ننتظر ان تصل الينا. هل ستصل الينا؟
يبدو لبنان غارقاً تحت الثلوج الاستبدادية. بعضنا فقد الأمل وبعضنا الآخر مصرّ على ان الثورة تشبه الدفء. حين تظهر الشمس تذوب الثلوج. الثلوج الاستبدادية والطائفية.
مبروك لشعب تونس. لشعب مصر ولشعب ليبيا ولشعب اليمن. قريباً سنقول مبروك لشعب سوريا والجزائر. سننتظر ان يقولوا لنا: مبروك.. قريباً.  

السابق
جنبلاط عن اوغلو: التشديد على الاستقرار والحوار الداخلي في لبنان
التالي
مبنى الاشرفية: ازدياد عدد القتلى الى 13 والجرحى 11