الاخبار: بكركي على خط التعيينات للتوفيق بين بعبدا والرابية

في جلسة مجلس الوزراء اليوم، سيُنجز تعيينان لمنصبين في وزارة الخارجية، فقط، أما التشكيلات والترقيات الدبلوماسية من الفئة الثانية إلى الأولى، فتنتظر رضا زعيم المختارة على الصيغة النهائية، فيما رئاسة مجلس القضاء الأعلى معلقة على نتائج مساعي بكركي لتقريب وجهات النظر بين جنرالي بعبدا والرابية
الجلسة الثانية لمجلس الوزراء في العام الجديد سيغيب عنها أيضاً ملف تصحيح الأجور، لكنها لن تخلو من ملف شائك آخر هو التعيينات الإدارية، وإن "بالقطارة"، حيث أكد أكثر من مصدر أن موضوع تعيين الأمين العام لوزارة الخارجية ومدير الشؤون السياسية والقنصلية فيها سيطرح اليوم، وتوقع معظم المعنيين إقرار تعيين السفير وفيق رحيمي للمنصب الأول والسفير شربل وهبي للثاني، من بين ثلاثة أسماء مقترحة لكل من المنصبين.
وكان من الممكن أن تطرح في جلسة اليوم أيضاً، من خارج جدول الأعمال، قضية التشكيلات والترقيات الدبلوماسية من الفئة الثانية إلى الفئة الأولى، لولا أن صيغتها النهائية لا تزال تحتاج إلى موافقة النائب وليد جنبلاط، بحسب مصادر معنية أكدت أن هذه القضية باتت في مراحل إعدادها النهائية بعدما جرى التوافق على الاسم المقترح لموقع سفير لبنان في روما.

وإلى سبعة بنود تتعلق بعمل وزارة السياحة، على جدول أعمال الجلسة اليوم، بند متعلق بتأليف "هيئة الأسواق المالية" التي تتألف بحسب القانون من حاكم مصرف لبنان والمدير العام لكل من وزارتي المال والاقتصاد، إضافة إلى رئيس لجنة الرقابة على المصارف، وثلاثة خبراء تعيّن وزارة المال واحداً منهم، عُلم أنه شادي كرم، بحسب اقتراح الوزارة، إضافة إلى طلب مجلس الخدمة المدنية إعادة النظر في قرارين صادرين عن مجلس الوزراء، والمتعلقين بإجراء مباريات للتعاقد مع باحثين ومساعدين فنيين وحراس للعمل لدى المجلس الوطني للبحوث العلمية، والإجازة لمؤسسة كهرباء لبنان بملء الشواغر الإدارية والفنية في ملاك المؤسسة، وذلك لاعتراض مجلس الخدمة المدنية على بعض بنود هذه القرارات، وبند يتعلق بطلب وزارة الأشغال الإجازة لها بشراء 15 حافلة لحساب مصلحة النقل العام وسكك الحديد، بناءً على اتفاق رضائي، كما هي العادة في معظم البنود المقدمة من وزارة الأشغال. أما "أم التعيينات" الخلافية، أي رئاسة مجلس القضاء الأعلى، فلا تزال موضوع خلاف بين جنرالي بعبدا والرابية، وعلم أن البطريرك الماروني بشارة الراعي كان قد عرض على النائب ميشال عون أن يجري تبنّي مرشّحة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لهذا المنصب القاضية أليس شبطيني، لكن عون تمسك بمرشحه القاضي طنوس مشلب. لكن ذلك، وبحسب مصادر متابعة لهذا الملف، لم يثن الراعي عن متابعة مسعاه الرامي إلى تقريب وجهات النظر بين سليمان وعون، على قاعدة موقفه الذي يرى أن التعيينات الإدارية أولوية قصوى.
وكان الراعي قد قدم أمس تشخيصاً سلبياً للوضع الراهن ولتعاطي المسؤولين معه، إذ قال خلال لقائه الإعلاميين المعتمدين في بكركي إن هناك أزمة حكومة وحكم، وإن عجلة العمل لم تنطلق حقيقة، "بينما الحاجات كبيرة جداً"، منتقداً فريقي المعارضة والأكثرية على حدّ سواء، إلى درجة استعانته بتشبيه سلفه البطريرك نصر الله صفير بأن الحكم في لبنان كالعجلة "هناك من يجرها إلى الأمام وآخرون إلى الوراء، فلم يتغيّر شيء إلّا أن الذين كانوا في الأمام أصبحوا في الخلف، والذين كانوا في الخلف أصبحوا في الأمام، ولكن العجلة لا تزال مكانها". وحذر من أنه إذا بقيت الأمور "على ما هي عليه فإننا ذاهبون إلى كارثة اقتصادية ومعيشية". وقال: "لا نستطيع أن نتفرج على أهل الحكم ونبخّرهم"، وطالبهم بتحمّل مسؤولياتهم. أما أن يبقوا "مختلفين ومتلهّين بمصالحهم فهذا غير مقبول، لأن الناس تجوع وتهاجر. والدني بألف خير، وهم مختلفون على مركز لفلان أو لعلتان".

وأوضح الراعي أن لقاء بكركي الماروني لم يتبنّ بالمطلق المشروع الأرثوذكسي للانتخابات النيابية، معلناً أن الكنيسة تبارك كل ما يجمع عليه اللبنانيون. ورداً على سؤال عن المحكمة الدولية، قال: "سمعت أنه خلال فترة من الزمن سيعاد النظر في أمور البروتوكول"، مضيفاً أنه "يجري التركيز في المحكمة" على ألا يكون هناك تزوير ولا تسييس، "ومن خلال البروتوكول يجب العمل على حماية المحكمة من التسييس والتزوير".
وإذ رأى أن "الأصوليات هي حركات سياسية في زيّ ديني، وهي تسييس للدين والقتل والعنف وإقصاء الحريات"، قال "إذا كان هناك من أصوليات مسيحية فعلى المرجعيات المسيحية أن تتبرّأ منها، وننتظر ذلك من إخواننا المسلمين ليقولوا إن الأصوليات التي تعتمد القتل والعنف نحن براء منها، وعلى اليهود القيام بذلك". وأكد أن الكنيسة مع ما تختاره الشعوب، "وأيّ أصولية تصل إلى الحكم نطالبها بكرامة الإنسان وبحقوقه وبالحريات العامة والديموقراطية".

وعن موقفه من سلاح حزب الله، قال إن هناك من أساء فهمه "عمداً" عندما كان في فرنسا، شارحاً كلامه الباريسي: "عندما نتكلم مع الأجانب نتكلم معهم عن واجباتهم تجاهنا، وقلت لهم إن واجبكم كأسرة دولية أن تساعدوا على نزع الأسباب التي من أجلها يتمسك حزب الله بسلاحه، وأنتم عليكم أن تقوموا بدور، فإذا لم تقوموا به فلن تجدوا حلاً للموضوع، ولن تساعدونا لبنانياً لحلّه مع حزب الله. فالموضوع لا يحلّ بالطلب من الحزب أن يسلّم سلاحه. عليكم ثلاثة أرباع الطريق وعلينا الربع، لماذا لا تضغطون لتطبيق القرارات الدولية كي تنسحب إسرائيل التي من أجلها يقول حزب الله أنا أدافع عن أرضي؟". أضاف: "الفلسطينيون لديهم قراران دوليان؛ الأول يعطيهم الحق في إنشاء دولة منذ عام 1948، والآخر يمنحهم حق العودة. فلماذا أنتم كأسرة دولية لا تنفذون ولا تطبّقون هذين القرارين؟". وتساءل "لماذا ممنوع تسليح الجيش، وحزب الله يقول إن الجيش غير قادر على الدفاع عن لبنان؟ اعتبر اللبنانيون عندما قلت هذا الكلام أنني مع سلاح حزب الله، وأنا أخاطب الأسرة الدولية، لأن ثلاثة أرباع مشاكلنا في الخارج والربع في الداخل، وعندما تحل هذه الأمور أستطيع أن أسأل حزب الله لماذا تحمل السلاح؟ والعيد الكبير عندي اليوم إذا سلّم الحزب سلاحه. لكن يجب أن نكون واقعيين. المعالجات تحصل اليوم بحبة مسكّن، والمطلوب عملية جراحية". وأشار إلى أن "البطريركية بدأت حواراً رسمياً مع حزب الله كي نتكلم في جميع الأمور، وليس في الإعلام بل حول الطاولة، ولا نعيّر أحداً بالغلط".

وأمام وفد من مجلس نقابة الصحافة الجديد برئاسة النقيب محمد بعلبكي، تحدث رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الوضعين اللبناني والعربي، فدافع عن سياسة نأي لبنان بنفسه عمّا يجري في المنطقة "لتجنيبه تداعيات التطورات"، معتبراً أن الوضع في المنطقة "يثير المخاوف"، وأبدى خشيته من "أن يكون المطلوب قيام أنظمة تعطي بعض الحريات ولا تهدد إسرائيل وأمنها". ورأى "أن إلغاء الطائفية لم يعد مطلباً لبنانياً، بل أصبح مطلباً عربياً، لأن العروبة في خطر". وقال "إن الوضع في سوريا مختلف عنه في الدول الأخرى، وهناك أخطار تتهدّد سوريا، والمصلحة أن تنجح المبادرة العربية على علّاتها".
وتطرق بري إلى قانون الانتخابات، حيث شدد على 3 عناوين أساسية: النسبية مع الدوائر الموسّعة لكونها تخفف مستوى الطائفية والمذهبية وتؤكد التلاحم الوطني، وحاجة اللبنانيين بعضهم إلى بعض، وتحقيق التمثيل الأفضل. البطاقة الانتخابية الممغنطة التي تضبط عملية الإنفاق الانتخابي وتضمن حرية للناخب والمرشح وتسمح بمشاركة الاغتراب في الانتخابات. والكوتا النسائية وضرورة الارتقاء بتمثيل المرأة الى المستوى الذي يتناسب مع موقع المرأة ودورها في المجتمع.
وفي موضوع النفط، كشف رئيس المجلس عن دراسات مستجدة تؤكد وجود كميات كبيرة من النفط والغاز في المياه قبالة بيروت الكبرى من الدامور إلى عمشيت، مماثلة لتلك الموجودة في الجنوب، إضافة إلى دراسة عن النفط في البقاع الغربي والبقاع الشمالي. وكشف للوفد أن البند الأول الذي سيبحث فيه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هو ملف النفط والحدود البحرية.
وفي ما خصّ زيارة الأخير للبنان، أظهرت نسخة منقحة للائحة مرافقيه إلى بيروت وجود ناظر القرار 1559 تيري رود لارسن في عداد الوفد، بعدما كان اسمه غائباً عن النسخة السابقة. وسيصل بان إلى لبنان يوم الجمعة المقبل، وفي برنامجه لقاءات مع رؤساء الجمهورية ومجلسي النواب والوزراء، حيث سيزور السبت الجنوب، ثم يتناول الغداء في قصر بعبدا والعشاء في السرايا الحكومية، ويشارك يوم الأحد في المؤتمر الذي سيعقد في الإسكوا لوكالات الأمم المتحدة.
في مجال آخر، وفي ردّ على النائب عماد الحوت من دون تسميته، أصدرت "قوات الفجر" بياناً أمس قالت فيه "من يُرد أن يتبرّأ فليتبرّأ، لكنّ قوات الفجر مستمرة في حمل أمانة المقاومة، وتفخر بسلاحها صانع الانتصار، لأنه ليس سلاح ميليشيا ولم يتلوّث بحروب الزواريب". 

السابق
الشرق: جنبلاط يعتذر لانه تاخر في تاييد التغيير في سوريا
التالي
الأنوار: مشكلة الاجور تراوح مكانها… والحكومة تحاول تحريك التعيينات