تصاعد الحرب الكلامية بين واشنطن وحزب الله من زرع عملاء الى تبييض أموال واتجار بالمخدرات

تتصاعد الحرب الكلامية بين حزب الله والولايات المتحدة، اذ يتهم الحزب واشنطن بزرع عملاء للاستخبارات الاميركية في صفوفه وتتهمه واشنطن بالضلوع في تمويل انشطته بطرق غير مشروعة، بينها تبييض اموال واتجار بالمخدرات، وذلك فيما تنعكس الاحداث الجارية في سوريا سلبا على الحزب.
وتعود الحرب الباردة بين حزب الله وواشنطن، التي تصنفه كمنظمة ارهابية، الى عقود ماضية، الا ان التوتر بين الطرفين شهد تصاعدا في ظل الثورات التي اندلعت في العالم العربي.
ويقول الباحث في مركز كارنيغي للشرق الاوسط بول سالم «لا شك اننا نشهد مرحلة توتر عال، على خلفية ما يجري في سوريا وبالتزامن مع الانسحاب الاميركي من العراق».
الا ان سالم يتوقع ان تقف الامور عند حد التصعيد الكلامي ويقول «لا اتوقع انزلاقا الى تصعيد خطر» بين واشنطن وحزب الله.
ويضيف «لم تكن هذه السنة هي الاولى التي يكشف فيها حزب الله شبكات تجسس، سواء كانت تعمل لحساب الولايات المتحدة او لغيرها، والقضية المرفوعة لدى القضاء الاميركي ضد حزب الله تعود الى اشهر خلت».
وبدأ التراشق الكلامي يتصاعد أخيرا، بعد اتهام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المخابرات الاميركية بزرع عملاء لها في صفوف حزبه.
 قال نصرالله في خطاب في شهر يونيو ان عناصر من حزبه اعترفوا بعد التحقيق معهم بالتجسس لمصلحة الـ«سي آي ايه»، واصفا السفارة الاميركية بانها «وكر للجاسوسية».
في برنامج بثته قناة المنار، كشف الحزب اسم «الرئيس الحالي للاستخبارات الاميركية في لبنان»، موضحا انه «ينتحل صفة موظف دبلوماسي في السفارة».
واضاف ان «ضباط السي آي ايه ينشطون في عمليات تجنيد عملاء من مختلف فئات المجتمع اللبناني».
واوضحت القناة ان «عمليات تجنيد العملاء تجري داخل مقر السفارة الاميركية واللقاءات معهم تعقد في المطاعم والمقاهي مثل ماكدونالدز وبيتزا هت وستاربكس».
تبييض أموال
في المقابل، اعلن في واشنطن اخيرا عن دعوى قضائية في حق مؤسسات مالية لبنانية متهمة بالمساعدة في تبييض 483 مليون دولار لحساب حزب الله عبر الولايات المتحدة وافريقيا في عمليات لها صلة بتجارة المخدرات.
الا ان الحزب نفى هذه الاتهامات، معتبرا انها محاولة «لاستهدافه وتشويه صورته بعد فشل الاستهداف الامني الاميركي».
وصعد حزب الله خطابه ضد واشنطن، اذ وصفها بـ«أم الارهاب» متهما اياها بالمسؤولية عن التفجيرين الانتحاريين اللذين ضربا العاصمة السورية الجمعة.
تشويه صورة الحزب
ويرى محللون ان الازمة التي تعصف بالنظام السوري تصيب حزب الله بالوهن، وتدفعه للتفكير في المستقبل الذي قد يواجهه من دون حليفه الاقليمي.
كما يتوقع المحللون ان تتواصل الضغوط الغربية على حزب الله، في الوقت الذي يشهد الشرق الاوسط فيه تبدلات في المشهد السياسي وموازين القوى.
وترى الباحثة والكاتبة امل سعد غريب ان «الاتهامات الاميركية الاخيرة لحزب الله تأتي في سياق حملة أكبر تشن على المحور الذي يضم سوريا وايران وحزب الله»، متوقعة صدور اتهامات مماثلة جديدة في المستقبل.
وتقول «الولايات المتحدة تعي ان حزب الله فقد شيئا من دعمه الاقليمي بسبب ما يجري في سوريا، لذلك تعمد الى تشويه صورته والانتقال من وصفه بانه ارهابي الى تجريمه». 

السابق
غليون: لن نتحالف مع أي جهة ما لم تتميز بموقف إيجابي مع حرية الشعب السوري
التالي
ايران تؤكد سلامة الخبراء المختطفين في سوريا