افتتاح حديقة جبران تويني وإضاءة نصبه

 في الذكرى السادسة لاستشهاده شع النصب التذكاري الذي سيخلد ذكراه. امس، وعشية الميلاد، اضاءت الانوار حديقة جبران تويني التي تحضن النصب – المسار في وسط بيروت، على الرصيف المقابل لمبنى "النهار" وفي محاذاة ساحة الشهداء التي طالما هدر صوته في ارجائها، داعيا اللبنانيين عموما والشباب خصوصا الى الوحدة والنضال في سبيل الحرية والسيادة والاستقلال.

الخامسة عصر امس ، وفي الغياب القسري لصاحب الفكرة غسان تويني، اضاءت نايلة وميشيل وسهام تويني بكبسة زر واحدة النصب الرمزي لمن اصبح رمزا للشهادة وقدوة للشباب، يحوطهم المدير العام لشركة "سوليدير" منير الدويدي ونائب رئيس مجلس الادارة ماهر بيضون واسرة "النهار" وجمع من الشباب ومحبي جبران.
ثلاثة اعوام ، تخللها العديد من العراقيل والصعاب اللوجستية والفنية والادارية، تم تجاوزها وتخطيها الواحدة بعد الاخرى، لتأتي النتيجة نصبا لا يشبه غيره: فريدا برمزيته، مميزا بفكرته، غنيا بمعانيه، لافتا برفعته ورقيه، ومعبرا ببساطته عن شخصية جبران وعن محطات في حياته القصيرة والغنية، ومجسدا رغبة والده غسان في الا تقوم ذكرى ابنه لأجيال المستقبل على تمثال صامت، بل تتعداه الى مسار يمثل سيرة حياته القصيرة، لكن الحافلة بالمواقف الشجاعة والاراء الحرة والجريئة.

ارقام مميزة
يقع النصب الذي صممه الاستشاري فلاديمير دجوروفيتش بتمويل من شركة "سوليدير"، على الرصيف الملاصق لفندق "لوغراي" بين تقاطع ساحة الشهداء ومسجد الامير منذر عساف، ويمتد افقيا على طول 75 مترا ، ويقوم على مساحة 165 مترا مربعا من اصل 1480 مترا مربعا تشكل المساحة الكاملة للحديقة التي تتوزع بين ارجائها سبعة مقاعد تشكل محطة استراحة وتأمل للمارة.
كل عنصر فيه يحمل رمزية مستمدة من ايحاءات جبرانية ، ويرتكز الى ارقام طبعت رحلة عمره ومشواره المهني. فهو انيق وجميل مثله، ويشبه بكليته اطار مانشيت على الصفحة الاولى في جريدة "النهار"، تروي سيرة حياته المهنية والسياسية منذ اول مقالة كتبها عام 1980 حتى الصفحة الاخيرة التي توجها بقسمه الشهير. العنصر الاخضر حاضر من خلال شجرة الزيتون وخمس سنديانات ومساحة زرعت بالصعتر البري، وكلها ترمز الى حب الطبيعة وصلابة الايمان والتجذر بالارض لدى جبران.
الرصيف تم تبليطه بألواح من الغرانيت الاسود المالس، تتفاوت مقاساتها بين 9 و 15 و57 سنتيمترا تشكل ارقاما اساسية في حياة جبران كونها تجسد تاريخ ميلاده الموافق في 15/ 9/ 1957. ويبلغ عرض كل بلاطة متران و34 سنتيمترا، وهي بسماكة 5 سنتيمترات، وحفرت على هذه البلاطات الضخمة 31 عبارة اختيرت من بين مواقف كثيرة اطلقها جبران على مدى ربع قرن، وعبر عنها في مقالات كتبها في "النهار العربي والدولي" و"نهار الشباب" و"النهار"، حفرت بتقنية الدفق المائي، وستضاء عند الخامسة عصر كل يوم بانارة استعملت فيها تقنية الالياف البصرية، وتشع من عمق الارض لتعكس وهج الكلمات وتلون عتمة الليل.
عند كعب شجرة الزيتون مساحة مفروشة بحصى نهرية متوسطة الحجم ومنقوش عليها اسم جبران وتاريخي ميلاده واستشهاده، باللغتين العربية والاجنبية، يمكن كل زائر ان يحتفظ بواحدة منها كتذكار.
وينتهي المسار بحائط عامودي يحمل قسم جبران الشهير الذي اطلقه في 14 آذار 2005، وبعلو 4,9 امتار ومقسم الى 10 ألواح، كل واحد بعلو 49 سنتيمترا، ما يرمز الى عمر جبران يوم استشهاده. وعند نقطة النهاية يمتد الممر الذي يقود الى "حديقة السماح" حيث يفترض ان تشكل محطة تلاق للبنانيين بين معالم التاريخ وشواهد الحضارات وفي ظل الزهور والنباتات ليغفروا الاساءات التي سببها بعضهم بعض ويسامحوا، تماما كما طلب غسان والد جبران يوم دفن ولده. 

السابق
أقصر امرأة
التالي
سردين صور من خيرات بحرها