في جمهورية علي بابا ؟!

كان من المفترض ان يسطّر الرئيس نبيه بري رسالة تهنئة الى النائب سيرج طورسركيسيان بدلاً من رسالة التنبيه لأنه علق على جلسة الاحذية المتطايرة تحت قبة البرلمان، الذي يمثل الشعوب اللبنانية المتناحرة، بالقول إنه يدعو الجميع الى مطعم "ريد شوز" احتفاء بلغة "اللاستيكو" التي كان على بري ان يبقيها في المحضر إغناء للتاريخ وتثقيفاً للاجيال الطالعة في هذا البلد النازل الى الحضيض!
كان يوم الاربعاء الماضي حافلاً بالفضائح التي تشكل اعلاناً متكرراً لوفاة الدولة والحكومة.

وكان في وسع المواطن امس ان يتبين مستوى الاهتراء في البلد والى اي درك انهارت المسؤولية وصارت السلطة ممسحة وبات الحلفاء في الحكومة مجموعة بائسة من المتخاصمين العاجزين.
كان من المضحك المبكي ان يتناتش العونيون والميقاتيون والأمليّون "الانجاز العظيم"، اي خفض سعر صفيحة المازوت الاحمر 3 آلاف ليرة، وهو ما يجعلنا اشبه بمجموعة من الشحّاذين يتقاتلون على عقب سيكارة، في حين ترتفع الشكوك وعلامات الاستفهام حول المليارات في تلزيمات شركة الكهرباء التي تكاد تبتلع البلد بعدما بلغ مستوى العجز الذي تكبده للخزينة ثلث الدين العام.

وفي حين يتحدث رئيس لجنة الاشغال والطاقة محمد قباني عن فضيحة في التلزيمات اوقفها ديوان المحاسبة، يعتبر الوزير جبران باسيل الامر تطاولاً عليه بدلاً من ابراز الوقائع والارقام.
والمثير ايضاً ان "حزب الله" وحلفاءه العونيين، الذين يريدون تدمير المحكمة الدولية ويدعون للاحتكام الى القضاء اللبناني في جرائم اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، لا يترددون في تدخل يشكل فضيحة صارخة في انتهاك الدستور عندما يقدِّمون ترشيحات لرئاسة مجلس القضاء الاعلى خلافاً لصلاحية القضاء الذي يفترض ان يقرر هذا، وهو ما يسيء الى القضاء والى من رشحوه فأحرقوه، ليس لأن ترشيحه يتجاوز آلية الاعتبارات المتبعة فحسب، بل لأن رئيسي الجمهورية والحكومة والنائب وليد جنبلاط يعارضون تحويل القضاء قوساً لقوانين "حزب الله" وطموحات ميشال عون.

وعندما "يضيع" البريد بين ميقاتي وبري ولا تصل ردود الحكومة على اسئلة النواب، يفترض في ميقاتي ألا يذهب بعيداً في استعراضاته فيوحي بأنه سيوقف التعديات على الاملاك العامة وهو يعرف انه لن يقدر على هذا. ويكفي ان يتأمل المواطن في الأمن الفالت والمسؤولية الضائعة ومهزلة الرواتب ليعرف اننا في دولة علي بابا.  

السابق
نواطير يونيفيل والمراجعة الاستراتيجية
التالي
مشروع روسي مفاجئ حول سوريا… هل ينجح ويطبق ؟