حزب الله ونهاد المشنوق في خطأ شيعي واحد

في حوار مع الاعلامية جيزيل خوري ضمن برنامجها "استديو بيروت" الذي بثته محطة "العربية" الخميس المنصرم، قال عضو كتلة المستقبل النيابية نهاد المشنوق "بلا ما نلف وندور…هناك مشكلة لدى الشيعة العرب انهم يتصرفون على قاعدة ان ولاءهم للدولة الايرانية في تمثيلهم الديني والسياسي والوطني…كما هو الحال في البحرين والكويت ولبنان وغيرها"، واضاف: "هناك حقيقة سأقولها، وان كانت قاسية : دولتان وحيدتان في العالم تدّعيان تمثيل طوائفهما هما اسرائيل وايران، فإسرائيل تدّعي المسؤولية عن اليهود في العالم وايران تدعي انها مسؤولة عن كل الشيعة في العالم". (انتهى كلام المشنوق)

اما استحضار نموذج الشيعة في الكويت والبحرين كمثالين عن النفوذ الايراني فيعرف النائب اللبناني انهم بمعظمهم يشكلون دعامة اساسية لنظام الامارة في الكويت وليسوا هم اليوم من يقلق النظام، والتأثير الايراني لدى هؤلاء يشبه الى حد بعيد تأثيرات الناصرية في فترات عربية سابقة. كما البحرين، التي يجري الالتفاف على ثورتها بشكل كاريكاتوري، فقد اظهرت لجنة التحقيق التي شكلت بارادة ملكية، ان ايران ليست لها علاقة بأحداثها الاخيرة. وفي المملكة العربية السعودية يجب الانتباه إلى أنّ الاجحاف بحق المواطنين الشيعة ليس مجال نقاش لأنّ مطالبهم تنحصر في مساواتهم ببقية المواطنين لئلا يكونوا مواطنين درجة عاشرة، وليس تغيير النظام أو إسقاطه.

بالتأكيد ان الشيعة وسواهم من الاقليات مطالبون بالانخراط في مشروع الربيع العربي، واذا كان من مسوغ لدى البعض منهم في العقود القليلة السابقة لعدم الانخراط في دولهم ومجتمعاتهم بسبب الاستبداد والتمييز ضدهم لدى انظمة الحكم، فإنّ المشروع العربي الآتي، الحامل معه الكرامة والحرية والعدالة، والشراكة يقطع الحجة على التردّد في الانخراط بهذا المشروع. فمن حقّهم اليوم أن يكونوا شركاء كاملين، اذ لم يعد من مسوّغ للتطلع الى ما وراء الحدود العربية بحثا عن الحماية، وخلق التباسات حول الانتماء والهوية.

في الختام يعرف الجميع أنّ المسؤولين في حزب الله ينقلون المشكلة الى الخارج حين الحديث عن الثورة السورية ويصفون ما يجري بأنّه مؤامرة ضد المقاومة والممانعة. ودائما كنّا نردّد: ندرك أنّ حزب الله في وضع حرج بسبب علاقته مع النظام السوري، لذلك نطالبه بالصمت إذا لم يكن قادرا على نصرة "حسينية" الشعب السوري في كربلائه الحالية.

والقول نفسه نوجّهه الى نائب "المستقبل" نهاد المشنوق وزملائه في كتلة المستقبل: نقدّر حرج خصوصية علاقتكم مع المملكة العربية السعودية، لذا نتمنى عليكم الصمت وعدم رمي أزمات هذه الدول الداخلية على الخارج، ونرجو عدم التمادي في اطلاق الاتهامات، تلك التي تدلّ مجددا على جهل كبير… أيضا إذا أحسنّا النوايا. 

السابق
15 الف مقاتل في حزب الله إلى صفوف الجيش اللبناني !!
التالي
السفير: تصحيح الأجور ينتظر التصحيح … وإلا التصعيد