هل سيتغير وجه العالم؟

قال ساركوزي الرئيس الفرنسي فيما معناه: «ان أوروبا لم تكن يوماً في خطر التفكك مثل اليوم»، فأوروبا تمر الآن بأسوأ أزمة اقتصادية رأسمالية منذ نشأتها، وقد سألت صديقاً متخصصاً بالاقتصاد كيف تقارن بين هذه الأزمة وأزمة 1929 والتي سميت بالكساد الكبير، قال لي بالحرف الواحد: «انها أعمق بما لا يقاس ولا مجال للمقارنة بين الأزمتين».
وقد فشلت كل المحاولات لترقيع هذه الأزمة وذيولها على الشعوب وخاصة الطبقات العاملة والفئات الفقيرة فيها، ولا أفق قريباً لتجاوز هذا الانهيار الاقتصادي الذي عم كل العالم الرأسمالي من الولايات المتحدة الى أصغر دولة.
لقد شغلت الرأسمالية العالم بترهات مثل نهاية الكرة الأرضية في عام 2012، وقبلها في سنة 2000 وقبلها كذلك، وعند اقتراب نهاية عام 2011 قالوا هناك خطأ في ترجمة تنبؤات شعب المايا حول نهاية العالم فهم يقصدون أن العالم سيمر بمرحلة جديدة غير مسبوقة، وبالطبع أنا لم أصدق ترهات نهاية الكرة الأرضية التي تغير توقيتها مرات عدة ولكني أصدق أن العالم يمر بمرحلة جديدة قد تكون سعيدة أو تعيسة.
وقد اعتادت الرأسمالية أن تحل أزماتها الاقتصادية الرأسمالية بشن الحروب على بعضها من أجل اقتسام الثروات والنفوذ، كما حصل بالحروب العالمية، ورغم أن مثل هذا الأمر قد يبدو غير منطقي لدى البعض، الا أن طبول الحرب التي تدق في البحر المتوسط وفي مياه الخليج تجعلنا نخشى من كارثة عالمية جديدة.

فسيناريو الحرب قد أعد وتم تحشيد السفن والغواصات الاميركية والروسية في شرقي البحر المتوسط وتم تحشيد السفن الحربية الاميركية في مياه الخليج تحسباً لضربة موجهة لايران، وهناك تحشيد تركي على حدود ايران وسورية، وفي كل من ايران وسورية تم رفع درجة الاستعداد القصوى للحرس الثوري الايراني وللجيش السوري، اضافة للمناورات الاسرائيلية التي قال عنها أحد المسؤولين الاميركين اننا قد نفاجأ بسلوك اسرائيل، هذا اضافة الى ارتفاع نبرة الصوت بين تركيا من جهة وبين اليونان واسرائيل من جهة أخرى حول أحقية كل منها بحقول الغاز الهائلة التي اكتشفت في شرق المتوسط.
هذه النار اذا ما اشتعلت لن توفرنا بسبب وجود قاعدة أميركية رئيسية في الخليج، وستحرقنا تلبية لأطماع الرأسمالية العالمية، كما أحرقت ملايين البسطاء في حروبها العالمية الهوجاء.
نعم أنا أؤمن بأن العالم مقبل على مرحلة جديدة غامضة من ناحية الدمار الذي سيحدث والذي ستستخدم فيه الأسلحة النووية، ومن ناحية أخرى مقبل هذا العالم على تحولات في أنظمته الاقتصادية، وكما قال أحد المعلقين الاميركيين: «ان احتلال الكونغرس الأميركي والكابيتول هيل من قبل الشعب الأميركي الغاضب هو بداية انهيار مرحلة تاريخية تسيدت فيها الولايات المتحدة كأعظم دولة في العالم، وان الفضل سيعود الى الشعوب العربية في تغيير وجه الكرة الأرضية».  

السابق
أطفال النبطية في مسرح تفاعلي
التالي
فتفت: للاحتفاظ بالسلاح للدفاع عن لبنان تحت رعاية الجيش