ألف طالب وشاب قومي في دمشق دعما لصمود سوريا

نظمت عمدة التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي، زيارة إلى دمشق، شارك فيها نحو ألف طالب وشاب من مناطق لبنانية متعددة، ورافق وفد الشباب القومي، عميد التربية والشباب صبحي ياغي وعدد من المسؤولين. وكان في استقبال الوفد، الاتحاد الوطني لطلبة سورية ومنفذية الطلبة القوميين في جامعة دمشق.
وعند وصول الوفد إلى جامعة دمشق، عقد لقاء حاشد على مدرج الهندسة المدنية، حيث ألقى رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية عمار ساعاتي كلمة ترحيب وشكر. وأكد أن سورية قادرة على الصمود في مواجهة المحن الكثيرة، وأنها ستبقى ثابتة على خط المقاومة رغم كل الضغوط التي تستهدفها.
وأثنى ساعاتي على دور الحزب السوري القومي الاجتماعي المحوري في حمل لواء القضية القومية والدفاع عن الحق في مواجهة الأخطار والمؤامرات.
بعد ذلك، تم عرض فيلم تسجيلي وثق المجازر التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق المدنيين وقوات الجيش والأمن، وأظهر الفيلم بشاعة الجرائم المرتكبة، وما ترمي إليه من محاولات لجر البلاد نحو الفوضى.
ياغي
ثم ألقى عميد التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي صبحي ياغي كلمة استهلها بالقول "إن أزمنة مليئة بالصعاب والمحن تأتي على الأمم الحية فلا يكون لها إنقاذ منها إلا بالبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة" وجاء فيها:
نلتقي اليوم، في هذه الظروف الصعبة،.. حيث نشهد زمناً يتطاول فيه الصغار على الكبار،.. زمناً سقطت فيه القيم والمفاهيم وبيعت الكرامات، ويُنظر للخيانة على أنها جهة نظر وللعمالة على انها رأي حر..!
لكن برغم مآسي هذا الزمن، نؤكد أن هناك نسوراً لا ترضى إلا القمم موطناً، وأسوداً يرعبون أعداء الأمة. فنحن ما زلنا في عصر سناء محيدلي وخالد علوان وحميدة الطاهر وعماد مغنية.
نلتقي اليوم لنؤكد على الوقوف معاً في وجه مشروع التقسيم والتفتيت الذي استهدف وطننا وأمتنا منذ اتفاقية "سايكس بيكو"، واليوم نواجه حلقة جديدة من مسلسل التآمر على وحدتنا ومقدراتنا ووجودنا، فقد تكشفت مخططات العدوان التي ترمي إلى إنتاج "سايكس بيكو 2" لتقسيم بلادنا مرة أخرى، وأقامة محميات اثنية وطائفية ومذهبية، للقضاء على الوحدة، وعلى المقاومة ولتصفية المسألة الفلسطينية.
إن مشروع التقسيم يتغذى دائماً من العصبيات المذهبية والطائفية والاثنية ومن النزعات الكيانية وفقدان الوحدة الاجتماعية ومن غياب ثقافة المواطنة وبروز غرائز الطوائف وثقافتها الفئوية التي تؤسس لحروب داخل المجتمع، وكل ذلك خدمة للعدو.
الحق، أقول لكم إن دمشق وحدها في الأمة والعالم العربي واجهت هذا المشروع منذ اندلاع الحرب في لبنان عام 1975 حيث أرسل الرئيس الراحل حافظ الأسد الجيش السوري إلى لبنان لمنع تقسيمه والحفاظ على وحدته، كما تصدت سورية لمشروع تقسيم العراق بعد احتلاله عام 2003 وحرصت دائماً على وحدة الموقف الفلسطيني ووحدة الموقف القومي في مواجهة كل المخاطر إضافة إلى عملها على إحياء التضامن العربي.
واليوم ها هي سورية تتعرض لعدوان يستهدف وحدتها ومنعتها وقوتها من أجل تقسيمها مقدمة لتقسيم كيانات الأمة السورية تسهيلاً للسيطرة اليهودية على مقدراتنا وثروتنا.
وسورية تُستهدف لأنها تدافع عن وحدة شعبنا ولأنها احتضنت حركات المقاومة ودعمتها ورعتها لأنها مع استعادة الحق القومي في فلسطين والجولان ولبنان وكل شبر مغتصب في أرضنا ولأنها آخر قلعة قومية في الأمة وآخر حصن منيع.
وهي تُستهدف لأن قرارها حر ومستقل لم ولن تخضع للإملاءات والضغوط رغم كل الحصار والتهديد والوعيد.
لذلك ان استهداف سورية هو استهداف لكل الأمة، لفلسطين والمقاومة، ما يفرض على كل المدركين لحجم الأخطار، والمؤمنين بالثوابت القومية أن يقفوا مع سورية وقيادتها لأنهم بذلك يقفون وقفة العز في مواجهة الذل، ولأنهم بذلك يقفون مع فلسطين والمقاومة، مع الكرامة في وجه الاستعمار الجديد القادم علينا على صهوة الديمقراطية وحقوق الإنسان.
إنهم يستعملون كل الوسائل من أجل إشعال الفتنة في سورية بعد فشلهم في العراق، وهم يدركون جيداً أنهم إذا ما استطاعوا اشعال سورية داخلياً، قد يستطيعون تمرير الصفقات على حساب حقوقنا القومية.. وها هم بعدما عجزوا عن توفير الحشد الشعبي لجأوا إلى الأعمال الأمنية التخريبية وقد كانت الفضيحة الكبرى لثبوت تورط أطراف خارجية عديدة، فقد بات واضحاً أن مشروع هؤلاء، ليس الاصلاح بل التخريب وإشعال فتنة تؤسس لحرب أهلية تشتعل نيرانها في كل الأمة.
إن وعي الشعب وحكمة القيادة في إدارتها وتبصرها أجهض مشروعهم الذي استخدم أدوات مأجورة ورخيصة، والحق هنا، أنه بالرغم من الضغوط والظروف الصعبة التي مرت وتمر، فقد اتخذ الرئيس بشار الأسد قرارات جريئة وشجاعة، ولم تثنه أعمال التخريب والأحداث الأمنية الإجرامية عن هذه القراراتأ لأنه مؤمن بأن التحديث والتطوير والإصلاح حاجة داخلية وليست تحقيقاً لرغبات أحد في الخارج، خاصة أن هذا الخارج هو كتلك التي تفعل وتفعل ثم تحاضر بالعفاف، عنيت الإدارة الأميركية وبعض الحكومات الأوروبية إضافة إلى أنظمة الرسوم المتحركة المسماة عربية.
إن ما يحصل هو حربٌ عالمية على سورية، والمؤسف أنه في الوقت الذي يفشل "مجلس الأمن الدولي" باتخاذ قرارات ضد سورية نتيجة الفيتو الروسي والصيني، نجد الجامعة العربية تتكفل "بقرارات تاريخية" معيبة، وشهادة للتاريخ، أن الجامعة العربية استطاعت الحصول على ثناء وتقدير الإدارة الأميركية!!!.
إن هذه "الإنجازات العربية"، سبق وأن حصلت ابان اجتياح لبنان عام 1982 عندما كانت الأنظمة العربية تتابع المونديال.. وحصلت عام 2003 يوم احتل الأميركيون العراق، حيث أن معظم الأنظمة العربية وفرت القواعد العسكرية لقتل العراقيين، وحصلت أيضاً ابان عدوان تموز 2006 على لبنان، حيث كانت معظم الأنظمة تنتظر نهاية "المغامرة" للاحتفال بسقوط المقاومة.. والأمر ذاته عام 2008 حين شن العدو عدوانه الغاشم على غزة.
أما عن الشام، فنقول:
نحن جماعة لنا ذاكرة لا تموت، ففي عام 1982 سقط آلاف الشهداء من الجيش السوري دفاعاً عن لبنان في مواجهة الاجتياح اليهودي، وحوصر الآلاف في بيروت مع القوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، وفي عام 2006 فتحت سورية قيادة وشعباً أبوابها وقلبها وبيوتها لأهلنا النازحين من جنوب لبنان وقدمت الكثير للمقاومة. وعام 2008 يوم حصار غزة كانت سورية الحاضنة الوحيدة لمقاومة فلسطين وما زالت، والتاريخ سيكشف عن دورها الذي ساهم بفك الحصار وانتصار المقاومة في غزة.
أما في الـ2003 وحدها سورية رفضت العدوان على العراق، فتعرضت للكثير الكثير نتيجة موقفها من الاحتلال ودعمها للمقاومة.
فيا خجل التاريخ من مواقفكم المذلّة أيها العرب، يا لزيف الألقاب، والويل الويل للمستجدين الحق استجداء فنحن لم ولن ننتظر منكم شيئاً لا في الأمس ولا في الحاضر ولا في المستقبل.
عرفناكم وخبرناكم طويلاً، ففي صمتكم خيانة، وفي كلامكم خيانة فأي قوم أنتم.
إننا وأمام هذا المشهد، ندعو إلى قيام مجلس تعاون مشرقي لدول الهلال السوري الخصيب يشكل رداً على محاولات التفتيت والتقسيم.
ومن صرح جامعة دمشق العلمي، ندعو كل الطلبة والشباب العرب لإدراك ومعرفة ما يخطط، والتحرك سريعاً في وجه سياسات حكوماتهم، فهذه دمشق استقبلت كل العرب وفي اصعب الظروف، يوم كان الكلام عن فلسطين والمقاومة كفراً.
هذه دمشق التي استقبلت جثامين المقاومين الذين دفنوا في ترابها الغالي يوم أقفلت المدافن أمام الشهداء، هذه دمشق التي شكلت رئة التنفس لكل حركات المقاومة، أجزم أنها تستحق في أقله الوقوف معها، لأن في ذلك وقفة مع الأمة وقضاياها، وليس من موقع الضعف، فسورية قوية بقيادتها وجيشها وشعبها الواعي والمدرك لما يجري رغم كل الحرب الإعلامية، هذه دعوتنا من موقع الوفاء في يوم سقطت فيه كل الأقنعة.
أيها الحضور الكريم
إننا ندرك جيداً أن حجم الأخطار كبير جداً إلا أن وعي شعبنا وتمسكه بوحدته وهويته والتفافه حول قيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد ونهجه الإصلاحي كفيلٌ بتخطي كل الصعوبات والخروج بسورية أقوى.
أيها الرفقاء في الاتحاد الوطني لطلبة سورية
أيها الشباب
نحن في معركة واحدة، ومواجهة واحدة، وسنخرج منتصرين موحدين وستنتصر خياراتنا وثوابتنا القومية.
ختاماً
باسم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان
باسم طلبة وشباب الحزب في لبنان والشام والأردن والعراق وفلسطين ودول الاغتراب
نوجه لكم يا سيادة الرئيس تحية التقدير وكما كنا معاً سنبقى معاً من أجل عز هذه الأمة وكرامتها وأننا مؤمنون بأن سورية ستبقى عزيزة حرة قوية.
تحية إلى القوات المسلحة السورية ضباطاً وجنوداً وشهداء وجرحى
تحية إلى الاتحاد الوطني على جهوده
تحية لكم أيها الطلبة الواعين والمدركين للمستقبل فأنتم عنوان الأمان والوحدة
تحية للشهداء الذين سقطوا ومنهم منفذ عام إدلب الشهيد الدكتور سمير القناطري
تحية إلى المقاومة وشهدائها
ولتحي سورية.

بعد ذلك تسلم ياغي من ساعاتي درع اتحاد الطلبة السوريين، وسلمه في المقابل كتاب محاكمة انطون سعاده.
بعد ذلك توجه الوفد القومي إلى نصب الجندي المجهول في قاسيون حيث وضع ياغي أكليل ورد باسم رئيس الحزب أسعد حردان.

21/11/2011 دائرة الإعلام المركزي

السابق
موقع اسرائيلي:ايران تدرب فلسطينيين وترسلهم الى سورية لشن هجمات على اسرائيل
التالي
الاخبار : جرعات دعم من حزب الله وجنبلاط للحكومة