نضال طعمة: لا خلاف مع البطريرك وما يحكى أوهام على المسيحيين المشاركة في الربيع العربي والتحرر من الخوف

رأى النائب نضال طعمة، في حديث صحافي ان "التفكير الدائم بأن المسيحيين اقليات في المنطقة يدفع بأصحاب هذا الرأي الى العيش في غربة وفي هاجس دائم، ولهذا علينا أن نؤكد بمواقفنا وسلوكياتنا اليومية أننا لسنا بأقلية بل أصحاب الدار ولنا دور مهم على مر التاريخ".

وقال: "يبقى الضمان الحقيقي للمسيحيين ان يعوا هويتهم الحقيقية وايمانهم المبني على الصخر، وأن أبواب الجحيم لا يمكن ان تقوى عليهم، ومن هنا فلا بد من التأكيد على أهمية انسجام المسيحيين مع ارادة الشعوب، وانخراطهم في الحراك الحاصل بفعالية وثقة، وصولا الى تكريس مواطنيتهم وانتماءاتهم للتخلص من عقدة الاقلية، على ان تبقى الدولة القوية والعادلة المرتجى الوحيد لخلاصهم وبقائهم ووجودهم".

وطالب طعمة المسيحيين بأن "يكونوا أكثر واقعية في قراءة التطورات والتحولات السياسية"، داعيا اياهم الى "المشاركة في الربيع العربي والتحرر من عقد الخوف والتوجس والى التغني بالحضارة العربية التي ساهموا بها على مر العصور"، مؤكدا ان "الانخراط في قضايا العالم العربي لا يلغي خصوصية الوجود المسيحي على الاطلاق".

ولفت الى أن "البناء على حراك وطني حر مهم جدا للمسيحيين في هذه المرحلة الدقيقة التي تعيشها المنطقة بأسرها، وخصوصا أننا نناضل منذ عقود من أجل عالم ديموقراطي مبني على الاحترام والمساواة والتسامح والقانون والمؤسسات"، مشددا على أن "أي ربيع عربي يسير في هذا الإتجاه من شأنه ان يفعل الدور المسيحي وان يعيده الى الواجهة".

وحذرمن "المحاولات المكشوفة لبعض الجهات والانظمة القمعية والإستبدادية الساعية الى تحويل هذا الربيع الى خريف سياسي مبني على المخاوف والهواجس والانشقاقات"، مشيرا الى انه "من مصلحة اسرائيل أن تقلب الطاولة وان تحول هذا الحراك الديموقراطي الى انقسام مذهبي وطائفي متشرذم".

وعما اذا كان تذكير لقاء سيدة الجبل في وثيقته بدور الكنيسة في اطلاق ربيع لبنان الذي شكل الإشارة الاولى لربيع العرب، بمثابة رد على مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، قال طعمة: "لا شك أن ما قاله البطريرك الراعي يعبر عن هواجس ومخاوف قد تحدث في المستقبل، الا ان ثوابت الكنيسة لا يمكن ان تتغير او تتبدل، وخصوصا أن بكركي كانت السباقة في دفع الناس وتحريضهم على كسر حواجز الخوف في زمن الوصاية السورية، الامر الذي أدى الى اطلاق شرارة الربيع العربي من لبنان قبل سنوات، والى تفجير ثورة سلمية ضخمة يوم 14 اذار 2005، وبالتالي فإن دور هذا الصرح أساسي وضروري وتاريخي لا يمكن ربطه بشخص أو بموقف من هنا أو هناك".

وأضاف: "لقاء سيدة الجبل لم يأت في اطار الرد على مواقف الراعي بأي شكل من الاشكال. فالمخاوف التي طرحها غبطة البطريرك الراعي تنطبق على المسيحيين وعلى المسلمين المعتدلين على السواء، لأن العدو الأساسي للأصولية هو الاعتدال والعيش المشترك"، مؤكدا أن "لا خلاف مع البطريرك، وأن ما يحكى في الاعلام مجرد أوهام".

وتعليقا على مد شبكة الاتصالات الهاتفية الأرضية التابعة ل "حزب الله" في بلدة ترشيش ورفض الاهالي مدها، اعتبر طعمة ان "موقف اهالي ترشيش ينطوي على شجاعة استثنائية في وقت نرى فيه بعض القوى السياسية تستسلم لإراة قوى الأمر الواقع". وطالب بأن "تتحول قضية ترشيش الى مسألة وطنية تضع حدا لتصرفات حزب الله، وتحاسب كل متواطىء ومخل بالأمن وبحرية الناس، لان العمل المقاوم لا يتطلب كل هذه السياسات الفاضحة التي وصلت الى حد تهديد السكان ب 7 أيار جديد".

وعن قطع طريق الضاحية الجنوبية قال: "ما حدث في لاسا مخجل جدا، ومن شأنه ان يعمم منطق الفوضى والاعتداء على الاملاك الخاصة في اي وقت".

وطالب القوى الامنية ب"تحمل مسؤولياتها وبأن تكون اكثر حزما في التعاطي مع هذه المخالفات والممارسات، لان التساهل في موضوع لاسا بهذا الشكل من شأنه أن يزيد من وتيرة الانتهاكات على اكثر من صعيد، الامر الذي يضعف الدولة ويجردها من سلطانها".

وعن ممانعة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان التوقيع على مرسوم ترقية ضباط في قوى الامن الداخلي بسبب الاعتراض على اسم العقيد وسام الحسن، رأى أن "في الموضوع محاولة للكيل بمكيالين"، متهما "البعض بأنه يتلطى خلف تفاصيل قانونية وادارية لمنع الترقية، الا ان هذا التصرف لا يمكن وضعه الا في خانة الكيدية السياسية"، آملا من الحكومة والرئيس سليمان ألا يتهوروا في هذا الملف وأن يتخذوا القرار المناسب بعيدا عن الضغوط".  

السابق
الحص: السجال حول المحكمة لن ينتهي إلا بتدخل مجلس الوزراء
التالي
لصّ ..يحترم النظام