سامي الجميل: مشروعنا هو بناء الوطن على اسس جديدة والاعتراف بالاخر

  أكد النائب سامي الجميل، خلال العشاء السنوي لمصلحة الطلاب في حزب الكتائب اللبنانية في حضور النائبين سامر سعادة وفادي الهبر والوزير السابق سليم الصايغ والامين العام للحزب ميشال خوري وقيادات حزبية "ان نزع سلاح حزب الله وتحقيق العدالة ليسا في حد ذاتهما هدفا للكتائب بل انهما العقبتان اللتان تشكلان حاجزا يحول دون تحقيق مشروع الحزب وحلمه للبنان التعددي والحضاري والمنفتح الذي تعيش فيه 18 طائفة لبنانية بسلام".

واكد الجميل "انه ليس صحيحا ان لبنان غير قابل للحياة بل هو كذلك "ونص " وان الطريق الى ذلك هو الغاء التبعية، واراحة الطوائف وترسيخها، ومنحها حقوقها بما يتناسب مع تطلعاتها عبر تطوير النظام، وارساء اللامركزية الموسعة التي هي اساس النظام في بلد تعددي كلبنان والوسيلة الوحيدة لترسيخ الشباب في وطنه ودولته".

ولفت الى "مشكلتين لا يمكن من دون حلهما بناء الوطن، هما سلاح حزب الله والعدالة". فقال: "إن هدف الكتائب ليس اسقاط سلاح حزب الله او تحقيق العدالة، إلا إنهما يشكلان حاجزا أمام طرح مشروعنا الاساس بتطوير بلدنا، وتحسين حياتنا، والانتقال من مرحلة الاهتراء الى مرحلة بناء الوطن، ولا يمكن التفكير بمستقبلنا طالما ان هناك من يمنع عائلة الشهيد وحزبه واللبنانيين جميعا من معرفة من اغتاله".

واكد "ان الاهم، وهذا مشروع الكتائب وهدفها، هو بناء وطن قابل للحياة، وكيف يمكن في هذا الوطن التعددي الذي يضم 18 طائفة، لدى كل منها افكارها وطموحاتها ومخاوفها، ان تعيش معا بسلام"؟

وقال: "حاولنا ونجحنا في الاجابة على السؤال، وكنا تمنينا لو سنحت الفرصة امامنا لطرح الحلول مع بقية اللبنانيين بغض النظر عن هذه العدائية العمياء بين 8 و14 وبين الطوائف اللبنانية".

وطرح الجميل "ثلاثة شروط اساسية ليكون هذا الوطن قابلا للحياة وهي: تحرير الانسان اللبناني من وطأة لاوصياء عليه، فتكون الدولة هي راعيته، وتهتم فيه من دون وسيط وذلك عبر مشروع اللامركزية الموسعة الذي ليس شعارا وانما اساس لبناء الوطن، وهو شبيه ببلدية كبيرة على صعيد قضاء لديها السلطة والقدرة والمال لبناء المدارس والمستشفيات وانماء الطرقات، فتنشئ مجالسها المحلية على قاعدة الكفاءات المتوافرة في منطقتها، فبدلا من هجرة الشباب، ينخرطون في المجالس المحلية، ويساهمون في تنمية مناطقهم فيكبر فيهم حس الانتماء، اننا اليوم مرهونون الى مسؤولين مركزيين موجودين في بيروت لا يعرفون حاجاتنا ولا يهمهم سوى البقاء في مراكزهم غير معرضين للمحاسبة على عكس ما يحصل في الادارة المحلية المنتخبة من ابنائها".

وشدد على ضرورة "الحفاظ على تعددية لبنان، والا تخاف كل طائفة من الطوائف اللبنانية الأخرى فتعمد الى احضار السلاح للمحافظة على وجودها في هذا البلد، ويتحقق ذلك من خلال الاعتراف ببعضنا البعض وقيام نظام جديد، او بتطوير نظامنا الحالي فيأخذ الدستور اللبناني بعين الاعتبار وجود طوائف ومجموعات ثقافية، ويعترف باختلافها، ويحافظ عليها عوضا عن الاستمرار في شعار الانصهار الذي تعيشه الدولة منذ 50 سنة، وهو مفهوم خاطىء يلغي التعددية فيصبح اللبنانيون متشابهين، يفكرون، ويعيشون، ويدرسون بالطريقة نفسها".

وأكد "ان الدول التعددية في العالم لا تقوم من دون اعتراف المجموعات الثقافية المختلفة ببعضها البعض وبتاريخ بعضها البعض"، لافتا الى "ان مشروع حزب الكتائب اللبنانية هو بناء الوطن على اسس جديدة، وهي اسس الاعتراف بالاخر، وبالاختلاف، وعدم الخجل من توافر طوائف عدة لان ذلك غنى وليس عيبا".

ودعا الى "الاعتراف بتاريخ كل مجموعة من المجموعات اللبنانية، وبمقاومة ونضال مسيحيين في لبنان قاوموا كغيرهم، واستشهدوا دفاعا عن قناعاتهم ومبادئهم، كل من موقعه ووفق طريقته".

واضاف: "كما نحن نعترف بنضال الجميع لن نقبل ان يبنى هذا البلد على حسابنا او على حساب تاريخنا ومقاومتنا وشهدائنا"، مهنئا "العلاقة بين اللبنانيين بالزواج الماروني".

وقال: "يجب ان يخطو اللبنانيون خطوة الى الوراء ويعيدوا النظر في العقد الذي يجمعهم في شكل يكون قابلا للحياة، والا اتجهت هذه العلاقة الى الأسوأ،من التضارب الى استخدام السلاح، ومن السلاح الى التقسيم. كل ما نقوله اليوم هو لتجنب التقسيم الذي نتجه اليه بسبب الاستمرار في التعاطي مع بعضنا البعض بفوقية ومن دون اعادة النظر بهذه العلاقة."

واكد "ان تكون الدولة جامعة لكل ابنائها، فتعترف حقيقة بالاختلاف وتنمي التعددية اللبنانية". وقال: "نريدها دولة واحدة جامعة لكل ابنائها، دولة قوية بجيشها وقضاتها، كما يجب تقوية الجامعات اللبنانية لأن المجمعات التربوية الرسمية لا تستطيع استيعاب العدد الكبير من المتخرجين الذين لا يملكون الامكانات المادية للدخول الى الجامعات الخاصة، فيضطرون الى التوقف عن الدراسة، فعلى الدولة تحمل مسؤولياتها وتكون خاضعة للمحاسبة".

وقال الجميل "ان دولتنا لا تحاسب اليوم لان نظامنا طائفي، وهي مبنية على الطائفية والزبائنية التي تمسك بالدولة المركزية وبقدراتها، وان الوطن الذي نحلم ببنائه واضح امامنا، وهو وطن السلام، ووطن الانفتاح، والاعتراف بالاخر وبخصوصية الجميع وبتاريخهم ومقاومتهم حيث يعيش الانسان اللبناني بكرامته، وعلى رغم منعنا من الوصول الى هذا الوطن، سيتركز نضالنا الكتائبي في التفكير دوما أن هدفنا ليس اسقاط السلاح والعدالة لانهما ليسا اكثرمن حاجزين، بل ان هدفنا هو بناء لبنان الذي نحلم فيه المبني على الحقيقة وليس على التكاذب".

وشدد على "ان لبناننا واضح وجميل، اقتصاده مزدهر، ووضعه الاجتماعي ثابت ومستقر، لبناننا اجمل وطن فلا تفسحوا في المجال أمام أحد لمنعكم من الوصول اليه، فاعملوا وناضلوا بصفوف هذا الحزب المجيد الذي اعطى حياته وعمره وشبابه لبناء هذا الوطن الحلم، فلا تسمحوا بقتل حلم بيار الجميل وانطوان غانم و5 الاف شهيد كتائبي، ولا تخافوا من احد ومن قول الحقيقة والحق، اننا محقون وهم مخطئون، ان طبقتنا السياسية هي التي تخطئ بحق المواطن اللبناني منذ 70 عاما".

واضاف: "لن نخاف من سلاح او من اجنبي، وسنستمر في قول الحقيقة مهما كلفتنا، وسنعلن متى اخطأنا ايضا، نريد ان نكون نزيهين يفتخر بنا اللبنانيون ويقولون اننا، شباب الكتائب، شباب "أوادم" لا نخاف، ويمكن الاتكال علينا لبناء المستقبل، لأننا مثال الشباب الذين اعطوا حياتهم من اجل لبنان، فنحن لا نحكي عن مقاومتنا ولا نمنن اللبنانيين بها، ولا نذكرهم بأفعالنا، فنحن مقاومتنا مقاومة ابطال".

ريشا

وكان رئيس مصلحة الطلاب باتريك ريشا قد القى كلمة دعا فيها الى "تنمية الوعي الوطني عند شباب الكتائب لأنه لم نقبل يوما أن ننجر لدوامة الأحقاد والصراعات العبثية وفي ظل عجز معظم القوى السياسية في لبنان عن إيجاد حلول لمشاكل هذا البلد، طرحت الكتائب مشروع من أجل ازدهار واستقرار مجتمعنا كضمن فرص العمل إلى الوقود إلى الكوارث البيئية التي تحصل مرورا بقضية العدالة والمساواة وصولا الى حق التعددية". 

السابق
ابادي: ندعم المطالب المحقة لكن الوضع في سوريا مختلف
التالي
حريق بين بلدتي عيتا الجبل وبيت ياحون وانفجار قنابل عنقودية