السفير: مقـتـل 12 بينـهم قائـد البحـريـة فـي انفجـار شـحنـة سـلاح إيرانيـة مصـادرة في قبرص

انفجرت شحنة من الأسلحة الايرانية المصادرة، أمس، في جنوب قبرص قرب مدينة لارنكا، لأسباب يرجح أن تكون مرتبطة بحرائق قريبة من الموقع، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً، بينهم قائد قوات البحرية وقائد قاعدة عسكرية، وإصابة 62 بالإضافة الى اضرار مادية جسيمة ادت الى تعطيل خدمتي الكهرباء والماء على نطاق واسع، كما دفعت بوزير الدفاع والمسؤول العسكري الأعلى في البلاد إلى الاستقالة من منصبيهما.

وفي الساعات الاولى من فجر أمس، وقع انفجار في معسكر ايفانغليوس فلوراكيس الجنوبي قرب مدينة لارنكا، في مكان وضعت فيه 98 حاوية من بارود المدافع تشكل جزءاً من شحنة تمّت مصادرتها في العام 2009 في شرق البحر المتوسط على سفينة آتية من ايران، وقيل حينها إنها متوجّهة إلى سوريا. وأسفر الانفجار الذي نتج على الأرجح عن حريق أحراج في منطقة مجاورة، عن مقتل 12 شخصاً ليس بينهم أي مدني، وإصابة 62 شخصاً.

وقالت الشرطة إن قائد البحرية القبرصية وقائد قاعدة عسكرية كانا بين القتلى في الانفجار. والضحايا الآخرون ضباط في الجيش وستة من رجال الإطفاء. وأوضحت مصادر طبية أن غالبية المصابين قد خرجوا من المستشفيات بعد معالجة جراحهم
الطفيفة.

وقال رئيس البرلمان ياناكيس اوميرو بعد تفقد المكان الذي منع الصحافيون من دخوله ان الانفجار كان قوياً الى درجة انه مسح مستودع الاسلحة عن بكرة ابيه ولم يبق منه سوى حفرة.
وقال متحدث باسم الشرطة لوكالة الانباء القبرصية الرسمية «كانت هناك 98 حاوية من البارود، واشتعلت النيران باثنتين منها ثم حصلت انفجارات ضخمة». وأظهرت الصور التي بثها التلفزيون سحب الدخان تتصاعد فوق موقع الانفجارات وسيارات الإسعاف تهرع اليه. واغلق الطريق السريع في تلك المنطقة الواقعة بين لارنكا وليماسول.

وتوقفت محطة الكهرباء الرئيسية في البلاد والمجاورة لموقع الانفجارات عن توليد الكهرباء اذ اصيبت ثلاثة من مبانيها الاربعة الرئيسية باضرار جسيمة ما ادى الى انقطاع التيار الكهربائي في القسم الجنوبي من الجزيرة. وقال متحدث باسم المطارات القبرصية اليونانية ان انقطاع التيار الكهربائي ادى الى تعطيل نشاط مطاري لارنكا وبافوس لبعض الوقت قبل ان يعود التيار وتستأنف العمليات مسارها الطبيعي. وحثت وزارة الزراعة المواطنين على تقنين استخدامهم للمياه قدر الإمكان، بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن محطات تحلية المياه.

ونتيجة تصاعد الانتقادات حول طريقة التعامل مع شحنة الأسلحة الايرانية، قدم وزير الدفاع كوتساس باباكوستاتس، والمسؤول العسكري الأرفع في البلاد، قائد الحرس الوطني اللواء بيتروس تساليكيديس، استقالتيهما. وطلب الرئيس ديمتريس خريستوفياس من الإثنين البقاء في منصبيهما حتى استبدالهما.

وقال المتحدث باسم الحكومة ستيفانوس ستيفانو، إن المحققين قد استبعدوا فرضية التخريب كسبب للحادث، وقال إن خبراء من الخارج سيوفدون لمساعدة قوات الأمن في تحديد السبب. وأعلنت هيئة أركان الدفاع اليونانية أنها سترسل «عناصر عسكريين وأمنيين متخصصين» للمساعدة في التحقيقات.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان قائد معسكر ايفانغليوس فلوراكيس قد حذّر سابقاً من أوضاع تخزين شحنات البارود، قال ستيفانو إن المسؤولين اجتمعوا الأسبوع الماضي في وزارة الدفاع لمناقشة الملف، وأضاف إن قرارات اتخذت، لكنها لم تطبق في الوقت الكافي للحؤول دون الانفجار.
وأعلنت السلطات حداداً وطنياً لثلاثة أيام، بعد هذا الحادث العسكري الأسوأ في زمن السلم القبرصي، فيما تحيي البلاد اليوم الذكرى التاسعة لتحطم مروحية، قتل فيه قائد الحرس الوطني السابق ايفانغليوس فلوراكيس الذي سمي معسكر ايفانغليوس فلوراكيس تيمناً به.

وكانت الذخيرة الايرانية صودرت بعد اعتراض السفينة في المتوسط في كانون الثاني 2009 فيما كانت في طريقها الى سوريا بحسب السلطات القبرصية، وبعد عمليات تفتيش تم التحفظ على الشحنة ثم تخزينها. وخلصت لجنة تابعة لمجلس الامن الدولي في آذار 2009 الى ان الشحنة كانت تشكل انتهاكاً فاضحاً لحظر الاسلحة المفروض على ايران والذي اعتمد كجزء من العقوبات الدولية المفروضة على ايران بسبب برنامجها النووي.
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية اشارت الى انه يشتبه في ان السفينة كانت تنقل أسلحة إيرانية موجّهة الى قطاع غزة وأوقفتها السلطات القبرصية بناء على طلبات من إسرائيل والولايات المتحدة.

السابق
جنبلاط ينتظر على ضفة النهر…جثة عدوه
التالي
اللواء: واجهات دامية على أبواب سفارتي أميركا وفرنسا في دمشق كلينتون: الأسد ليس شخصاً لا يمكن الإستغناء عنه