الجنوب يشهد لأول مرة الحصة الأقل في التركيبة الحكومية

الأربعاء 22 حزيران 2011، آخر تحديث 08:56 هيثم زعيتر – اللواء
حظ أهل الجنوب مع الحكومة الجديدة كحظ سائر في الصحراء يشكو التعب والإرهاق، وبالتأكيد العطش، وكلما سار خطوة ازداد الأمل لديه بأن الطريق الى النبع أو الواحة التي «تنوجد» عادة في الصحراء، بات أقصر قليلاً وأقل خطوة، الى أن وصل بعد طول معاناة وجهد وعرق وتعب الى أرض الواحة، ليجد أن النبع قد جف وليس فيه من ماء..
فبعد طول معاناة للمواطن الجنوبي على مدى أربعة أشهر و20 يوماً، طالت حتى تم فيها تظهير الحكومة الميقاتية، وأمل فيها أو منها، على اعتبار أنه كان يُمني النفس بأن تنصفه، أو على أقل تقدير وفي أدق الحالات تعطيه بعض الحق المكتسب، كانت صدمته كبيرة، انطلاقاً من حكم الظروف والأحوال التي مرت عليه وما يواجهه من مشاكل وقضايا تفرض حالة من الاهتمام الخاص، لما عرف من ويلات وضعته في المرتبة الأولى من الاهتمامات والرعاية الخاصة، حيث يشكو من كل مقومات الحياة الاجتماعية من ناحية، ومن كل مقومات الصمود التي فرضتها وتفرضها الأوضاع المتوترة حيناً، والشبيهة بالتوتر أحياناً كثيرة، وخاصة في الفترة الضائعة التي كانت فيها الحكومة في طور التأليف أو عدم التأليف..
ولم ينطبق حساب الحقل على حساب بيدر الآمال، حتى لا نقول الأحلام، حيث يُمكن أن تأمل ولو من باب الفضول، ولكن لا يُمكن أن تحلم لأن الأحلام في بلد مثل لبنان تشابه المستحيلات بل الأوهام..
وقد كان الجنوبي بعيداً عن حسابات الآمال والأحلام أن تحمل له الحكومة الجديدة بعض الإنصاف والحقوق، التي كان يحصل عليها خلال زمن الحكومات التي تعاقبت على لبنان، وكان فيها الجنوب الصامد، الواجهة الحقيقية للتصدي للإعتداءات الإسرائيلية المتكررة، التي ترسم كرامة البلد وتصون حريته، وتؤكد عنفوان وجوده، ولكنه فؤجئ مفاجأة الصاعقة بحرمانه حتى من بعض ما كان يناله في الحكومات السابقة..

على الصعيد السياسي: لأول مرة «تُزم» حصة هذا الجنوب الى ثلاثة وزراء، بالكاد يمثلون ثلث ما كان يحصل عليه من قبل في أي وزارة، فيما كان القول أن صيدا لم تنل أي وزارة أو حقيبة، وهي بوابة الجنوب وعاصمته، في مقابل خمس حقائب لمدينة طرابلس وبينها رئاسة الحكومة، واختزلت فيه الوزارات على الصحة والتنمية الإدارية ووزارة دولة «بلا شغلة ولا عملة»، أو «لا هي في العير ولا في النفير»، في مقابل الفاعلية التي كانت في الحكومات السابقة، يحظى فيها الجنوب على عدة وزارات، ومن الوزارات الفاعلة التي تصنف في مرتبة السيادية، وإن كانت الصحة قد انتقلت من حضن الطبيب الإختصاصي وصاحب الخبرة والدراية في موازينها ومزاربها ومشاربها، الى حضن الواقع السياسي الذي يُعرف ويتميز به الوزير الجديد في دوره ومحوريته السياسية، التي يلعبها وكان يلعبها ويديرها من قبل.

السابق
صيـدا وهاجـس تفشـي المخدرات
التالي
عماد الحوت: مطبات كثيرة تعترض عمل الحكومة