الديار: الموارنة في بكركي: صراع البقاء والحفاظ على الوجود والأراضي

في شهرها الرابع بقيت حكومة الاكثرية عالقة بين فردان والرابيه، فلن يعرف المراقبون الاسباب الحقيقية الواضحة لهذا المأزق الذي وصلت اليه عملية التأليف، فالرئيس نجيب ميقاتي يحمل الكتاب ويريد ان يمارس رئاسة الحكومة وفق ما نص عليه الدستور، وفي المقابل فإن العماد عون يدعوه الى قراءة الاصول البرلمانية المتبعة في هكذا احوال. وبين الاثنين لا تزال الحكومة تتأرجح بين مد وجزر ولا تعرف تشكيلتها الطريق بانطلاقتها واعلانها.
وكما ذكرت الديار مطلع هذا الاسبوع بأن الخيار القانوني والدستوري متعذر لازاحة الرئيس المكلف، فإن حلفاءه الجدد قرروا اعتماد الهجوم الاعلامي عبر عدد كبير منهم، وقد بدأها امس العماد عون عندما دشن هذا الهجوم بتصريح عنيف وواضح وصريح، وجه عبره الاتهام لميقاتي بأنه لا يريد تشكيل الحكومة.

بدورها، ردت اوساط الرئيس المكلف على هذا الاتهامات برفضها الانجرار الى سجالات من دون طائل. ويستمر الاثنان في معركة كلامية فيما بقيت الحكومة عاصية على التأليف.
وتؤكد اوساط مطلعة في الاكثرية الجديدة بأن التأليف لن يبصر النور خلال فصل الصيف المقبل قبل ان تتوضح الكثير من القضايا خصوصا المتعلقة في المنطقة والجوار.

الرئيس بري لـ الديار
وقال الرئيس نبيه بري لـ الديار ردا على سؤال حول الكلام عن عدم ولادة الحكومة في الصيف، فأجاب مازحا: معكم حق في هذا السؤال وعندما سئل يبدو ان هناك استسلاما للوضع اجاب جازما لا على العكس تماما فهناك مساع والمساعي والمداولات مستمرة لتشكيل الحكومة ولكن؟
وحول موقف نواب 14 اذار من الدعوة لعقد جلسة عامة لمجلس النواب قال الرئيس بري انه اذا كان المجلس يعمل بسرعة 50 كلم في الساعة في ظل الحكومة العادية، فإنه يفترض ان يعمل بسرعة 100 كلم في ظل حكومة تصريف الاعمال لكي يعوض عن الفراغ.

اما على صعيد الموارنة فإن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي نجح في اقناع الاقطاب المسيحيين بالموافقة على حضور جميع القوى والفاعليات المسيحية لقاء موسعاً في بكركي في 2 حزيران حيث اعتمد دعوة الوزراء والنواب الحاليين والسابقين اضافة الى رؤساء الاحزاب الموارنة وسيصل عدد الحضور الى 40 شخصية. وقد شبه البعض اللقاء بالليوغرجيا الافغاني حيث تحضر جميع القوى المارونية لايجاد صيغة مشتركة تقيهم الخطر الداهم خصوصا بعد تطورات المنطقة وان اي تطور مذهبي او طائفي قد يطيح المسيحيين في هذا الشرق، لذلك قرر الموارنة اعتماد خطة صراع البقاء تبدأ بوحدتهم وتصورهم المشترك في الخطر ولو بقيت الخلافات السياسية من دون حل، وان عنوان اللقاء شركة ومحبة، سيتطرق الى عمليات بيع اراضي المسيحيين، وهذا امر يساعد في هجرتهم التي بدأت منذ قرون وتتفاقم عند حدوث اي طارئ كما سيناقشون اوضاعهم في الدولة اللبنانية خصوصا ان الظلم اللاحق بالطائفة المارونية وصل الى حدود لم يعد من الممكن السكوت عنه، علما ان المذاهب الاخرى قد اطاحت معادلة 6 و6 مكرر واصبحت هذه القاعدة موضع نزاع بين اهل السنة والشيعة.

هذه الامور وغيرها موضع نقاشات في اللقاء الثاني في بكركي في 2 حزيران.
الى ذلك بدأت معظم قوى الأكثرية تبشر في مجالسها بأن لا حكومة في المدى المنظور ومن الممكن ان يمر فصل الصيف بدون حكومة في ظل التباعد الحاصل وعدم قدرة الخليلين على تفسير المعوقات التي تعترض تشكيل الحكومة.
وتقول معلومات الاكثرية الجديدة ان العراقيل ليست داخلية بالمطلق، وان وزارة الداخلية تفاصيل وتكشف بأن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفرق فيلتمان اكد على اعطاء وزارة الاتصالات لشخصية غير تابعة للعماد ميشال عون، وخصوصا ان وزارة الاتصالات يجب ان تتعاطى مع المحكمة الدولية خلال الاشهر المقبلة ولا تحجب عنها المعلومات وما ستطلبه المحكمة لجهة داتا الاتصالات لبعض الاسماء، كما ان فيلتمان اصر ايضا على رفض اعطاء الوزارات الامنية للاكثرية الجديدة ولأي شخصية قوية من حزب الله، ولذلك اكد بأنه في ضوء التشكيلة والاسماء سيكون لنا موقف، وكذلك بالنسبة للبيان الوزاري، علما ان البيان الوزاري للحكومة الحالية لن يخرج عن ثوابت البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري.
وتقول المعلومات، ان المراوحة الحكومية ستتحدد كل أسبوع عبر شروط وشروط مضادة، لكن مصادر الاكثرية الجديدة تؤكد ثقتها بالرئيس ميقاتي وبأنه هو من سيشكل الحكومة في النهاية وليس اي شخصية غيره. وقللت مصادر الاكثرية من اهمية الاحاديث عن حكومة وحدة وطنية في هذا الظرف وفي ظل الاتهامات السورية لفريق لبناني بالمساهمة بالاحداث في سوريا.

وتضيف هذه المصادر ان المشكلة حاليا هي بين العماد عون من جهة والرئيس سليمان وميقاتي من جهة ثانية في ظل رفض الرئيسين ان يكون تشكيل الحكومة من الرابية، وان يأخذ عون حصته كاملة.
ولذلك، تشير المعلومات الى ان الرئيس ميقاتي ينتظر ايضا كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليحدد في ضوء ذلك خطواته المستقبلية وما سيتضمنه خطابه عن الحكومة حيث سيعقد اجتماعا تقويميا لفريق عمله لمرحلة الاشهر الاربعة ويضع خلاله تصورا جديدا بعدما ظهرت مواقف كل الاطراف المعنية بالتشكيل واصبحت واضحة.

وأكد رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون ان لا رغبة لدى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة ويعيش فترة انتظار، مشيرا في هذا السياق، الى انه طرحنا طرحين للداخلية، وتنازلنا واعطينا اسماء وقلنا سابقا انه لن يشكلها، وعندما اعطينا الاسماء بات يريد شروطا اخرى.

واتهم عون بعد اجتماع لـ التكتل الاسبوعي في الرابية ميقاتي بأنه يريد القيام بمعارك وهمية معه، ويقول انه لا يتنازل عن صلاحياته وساعة يقول ان عون يطلب وانا احدد، وساعة يقول لا اعلن الوزارة من الرابية، ويبدو انه يستسيغ هذا الاسلوب بتصاريح من خلال المصادر وهذه المواضيع لا تكذب، وهذه الامور لا اساس لها من الصحة، واذا القضية لتربية شعبية بمعارك وهمية عليه ألا يتناول اسمي.

وتساءل عون: من يستطيع ان يقدم لـ 15 وزيرا 45 اسما؟ ويطلب اشياء تعجيزية ولا تدل على جدية في التعاطي بتأليف الحكومة، مشددا على ان الاسماء ليست للتجارة، وعندما يريد احد ان يوزر احدا نقدم الاسم الكفوء وتاريخنا يدل على هذا الموضوع، ونقدر ان ميقاتي خارج اطار التأليف وموضوع الحكومة بات تسلية بالنسبة إليه وليس موضوعا جديا.

وتابع: ليشكل ميقاتي الحكومة ويعلنها من اي مكان يريد، من طرابلس او صور او صيدا، ومن يتجاهل ان مجلس النواب هو من كلفه وهو مضطر ان يشكل الحكومة، فهذا تجاوز للاعراف والقوانين، واذا لا يعرف ان المجلس النيابي يعطيه الثقة ويسحبها مصيبة، واذا لم يكن يعرف ان مجلس النواب يراقبه مصيبة، واعتبر هذا الموضوع بات من الماضي.

ورد أوساط ميقاتي لـ الديار
أما اوساط الرئيس نجيب ميقاتي فقالت لـ الديار ان الاتصالات متوقفة بانتظار الجواب على المطالب التي طرحها الرئيس ميقاتي امام الوزير جبران باسيل في الاجتماع الاخير والمتعلقة بالاسماء التي يريدها العماد عون للتوزير، وان الجواب لم يأت بعد.
واما اصرار العماد عون على التهجم على الرئيس ميقاتي، فهو من دون جدوى لان الرئيس ميقاتي آل على نفسه عدم الانجرار الى اي سجالات مع عون لا طائل فيها.
اما تيار المستقبل، فتوقف عبر كتلته النيابية امام استمرار المراوحة السلبية في تشكيل الحكومة الجديدة ودعت الرئيس المكلف الى الالتزام الكامل بالآليات الدستورية لتأليف الحكومة وعدم القبول بالسير في اتجاهات المواجهة التي تعمق الانقسامات الداخلية.

السابق
الانوار: توتر جنوبا بعد الاستنفار الاسرائيلي
التالي
أتلف هواتفه