دعوات داخل دوائر القرار الإسرائيلي إلى حرب على سورية ولبنان

حض الجناح المتطرف داخل الحكومة الاسرائيلية بقيادة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان, رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وقيادات الجيش والاجهزة الامنية على "فتح الجبهة الشمالية الاسرائيلية العسكرية مع سورية ولبنان فورا في خضم الفوضى التي تضرب النظامين الحاكمين فيهما قبل فوات الاوان, بحيث يواجه نظام الاسد حربا على جبهتين: داخلية عبر الثورة المندلعة في انحاء بلاده وخارجية عبر الحدود الاسرائيلية الشمالية التي حاول هذا النظام المتداعي الهرب من مأزقه الخانق مع المتظاهرين لاختراقها في الجولان في نهاية الاسبوع الماضي ومن الحدود اللبنانية في بلدة مارون الراس.

ونقل نائب في الكونغرس الاميركي زار اسرائيل الاسبوع الماضي والتقى قادتها السياسيين والعسكريين والامنيين عن ليبرمان قوله "ان على حكومة نتانياهو الا تفوت الآن هذه الفرصة التي تعرضت فيها حدود اسرائيل الشمالية ومستوطناتها الى خطر الاختراقات الفلسطينية والسورية ومن جماعات "حزب الله" فتقوم بمهاجمة لبنان وسورية معا, وهو امر سيحصل اجلا ام عاجلا, الا ان الظروف التي صورت اسرائيل دولة معرضة للاعتداء عليها من الجولان والحدود اللبنانية, تفسح لها في المجال لتلقف الضوء الاخضر الاميركي الذي تجلى في قول الناطق بلسان البيت الابيض الاحد الماضي ان الزحفين السوري والفلسطيني -الايراني الى حدود الدولة العبرية من اراضي سورية ولبنان انما هما بدعم سوري – ايراني للفرار مما يواجهه نظام الاسد وحليفه النظام الايراني في لبنان".

وقال البرلماني الاميركي في اتصال به امس من لندن ان "الاجتماع الامني الموسع الذي ترأسه نتانياهو ليل الاحد الماضي والذي احيط بسرية تامة لبحث التطورات الخطيرة غير المسبوقة على حدود اسرائيل الشمالية مع لبنان وسورية, طرحت فيه قيادات استخبارية وعسكرية مسألة القيام برد عسكري واسع في الدولتين على هذه التطورات التي لو تركت تفاعلاتها تتعاظم, لشكلت خطرا داهما على مستوطنات الجليل الاعلى ومرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل وضمتها اليها قبل اكثر من عقدين من الزمن, وبالتالي فإن قيادتي الاستخبارات والجبهة الشمالية العسكرية توصيان ب¯ "تقديم موعد الهجومين على لبنان وسورية في خضم وهن اوضاعهما الداخلية الهشة: فالنظام السوري يتداعى يوما بعد يوم والولايات المتحدة واوروبا تقترب شيئا فشيئا من دعوة بشار الاسد الى التنحي عن السلطة هو واقرباؤه واعضاء حزبه اسوة بالدعوات الموجهة الى الزعيم الليبي معمر القذافي, فيما "حزب الله" اللبناني محاصر الان من كل الجهات من دون ان يكون باستطاعته الحصول على أسلحة جديدة بسبب مسايرة الاسد اوضاعه مع اسرائيل وأميركا واوروبا والساحة اللبنانية المعادية لايران وسورية معا".

وأعرب نائب الكونغرس ل¯ "السياسة" عن قناعته بأن وضع الجيش الاسرائيلي خصوصا نخبه العسكرية الأكثر كفاءة وتدربا في حالة استنفار شامل على حدوده مع سورية ولبنان رغم انسحاب المتظاهرين من الجولان ومارون الراس لا يعني سوى بدء الاستعدادات لاجتياح سهل البقاع اللبناني وصولا الى مشارف دمشق عبر الحدود اللبنانية الشرقية خصوصا وان القيادة السياسية السورية سحبت لواءين من اصل ألويتها الثلاثة المرابطة منذ ثلاثة عقود على الحدود مع اسرائيل الى الداخل لمحاصرة عشرات المدن والبلدات والمناطق على امتداد الخريطة السورية وصولا الى الحدود مع تركيا والعراق والاردن ما يشكل فرصة ذهبية لتصفية الحسابات الاسرائيلية المزمنة مع "حزب البعث« و"حزب الله" الايراني ودعم الثورة السورية القائمة بقيادة معارضة سورية ديمقراطية ليست بعيدة عن النهج العربي الشامل لتوقيع معاهدة سلام مع اسرائيل مثل مصر والاردن استنادا الى مبادرة السلام العربية ويبدو ان اسرائيل لم تعد تعارضها بالكامل اذا جرى تحسين بنودها وتطويرها.

وفي سياق متصل ابدى تقرير استخباري ورد الى الامم المتحدة والحكومة الفرنسية اول من امس من الاستخبارات الفرنسية في وحدة "يونيفيل" بجنوب لبنان قلق واضعيه من كبار الضباط من الاستعدادات القائمة على قدم وساق على طرفي الخط الازرق الفاصل بين لبنان واسرائيل, سواء لجهة ظهور حشود آلية ولوجستية اسرائيلية واسعة النطاق امتدادا من القطاع الاوسط حتى اواخر القطاع الشرقي فوق مزارع شبعا تظهر بهذه الكثافة للمرة الاولى منذ حرب 2006 او لجهة مضاعفة "حزب الله".

عمليات نقل عناصره واسلحته الى جنوب الليطاني المحظورة عليه في القرار 1701 وذلك تحت ستار تشجيع رئاسة الجمهورية اللبنانية وقيادة الجيش اللتين تقدمتا بشكوى الى مجلس الامن ضد الحكومة العبرية لقتلها عشرة فلسطينيين في مارون الراس الاحد الماضي كانوا من بين مئات المتظاهرين بقيادة "حزب الله" وتنظيمه يحاولون اختراق الحدود الاسرائيلية الى المستوطنات في الجليل.
واضاف التقرير ان ما يجري على طرفي الحدود يؤشر الى اقتراب وقوع حرب جديدة بعد حرب 2006 يستعد لها الطرفان منذ خمس سنوات الا انها ستكون هذه المرة حربا حاسمة وسريعة بسبب ظروف لبنان وسورية المتهزة والهشة وعدم تمكن ايران من دعمهما بالسلاح كما كانت تفعل في السابق.

السابق
مصادر أوروبية لـ”الراي”: الرهائن الأستونيون في دمشق
التالي
حوري: الأمور عادت إلى نقطة الصفر