مراقبون لـ”الوطن”: موقف لبنان الطبيعي يقتضي في الحد الأدنى التضامن مع سوريا

ترك الموقف الملتبس لقيادة تيار «المستقبل» المتحفظ (الأقرب إلى الاعتراض) عن إيعاز وزارة الخارجية إلى مندوب لبنان في الأمم المتحدة وممثله في مجلس الأمن الدولي السفير نواف سلام رفض أي مشروع بيان صحفي «يدين» الإجراءات العسكرية السورية في حق المتمردين ومثيري الشغب، ظلالاً من الشكوك حول الموقف الحقيقي لهذا التيار من المؤامرة التي تواجهها سورية في عدد من مناطقها.

وقال مراقبون لـ«الوطن»: إن مسارعة قيادة «المستقبل» إلى التعبير عن امتعاضها من الإجراء الذي اتخذته وزارة الخارجية، يجافي ما تعلنه من أنها لا تتدخل في الشأن السوري، ويقترب إلى حد اليقين، وفق مبدأ «كاد المريب أن يقول خذوني»، من إثبات الاعترافات التي بثها التلفزيون السوري الرسمي والتي استنكرها التيار وشن في ضوئها حملة سياسية وإعلامية محلية وخارجية.
وأشار المراقبون إلى أن الموقف الطبيعي للبنان والمنسجم مع نفسه ومع العلاقة التي تربطه بسورية، يقتضي في الحد الأدنى التضامن معها ورفض محاولات التدخل الدولي في شؤونها الداخلية. ولفتوا إلى أن أي خروج عن هذا المنطق السليم والبسيط يعتبر خروجاً عن الوحدة الوطنية وعن وثيقة الوفاق الوطني واتفاق الطائف والدستور اللبناني كل الاتفاقات اللبنانية السورية الموقعة منذ العام 1990 والتي تنظم العلاقة الثنائية وتفترض التضامن بين البلدين في وجه أي مؤامرة تحاك ضد أي منهما.
وفي ظل تقليل أوساط وزارة الخارجية من أهمية إيعاز وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال علي الشامي إلى مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة بالامتناع عن تأييد مشروع بيان ضد سورية باعتبار أن الموقف اللبناني لا يرى من الضروري إصدار أي بيان صحفي من هذا النوع، شددت أوساط الوزير الشامي على ضرورة التمييز بين مشروع البيان الصحفي وأي مشروع قرار قد يفرض عقوبات على سورية.
وفي رد على تحفظ تيار «المستقبل» عن عدم مراجعة الوزير الشامي رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري قبل إرسال الإيعاز إلى مندوب لبنان، قالت أوساطه: إن وزارة الخارجية هي التي ترسم سياسة لبنان الخارجية، ولا موجب يمنع الوزير من التخاطب مع سفير لديه باعتباره رئيسه المباشر.
وكان سياسيون في تيار «المستقبل» قد جاهروا أن الحريري يعتبر أن على لبنان «أن يقف على الحياد بعيداً من أي دعم لأي من النظام في سورية أو المعارضة وفقا لمبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري!».

وقال مصدر سياسي لـ«الوطن»: إن هذا الكلام المنسوب إلى الحريري يعكس الموقف الحقيقي لتيار «المستقبل» خلافاً لكل الكليشيهات التي حاول التيار رميها في التداول الإعلامي، ويؤكد أن الخطوات «الانفتاحية» التي سبق أن قام بها الحريري حيال القيادة السورية لم تكن سوى مناورة سياسية – إعلامية استنفدت الغاية منها مع تبلور المشروع التآمري على سورية وشعبها واستقرارها وأمنها ووحدة أراضيها».

السابق
ثوراتٌ وانتفاضات على أرضيّة مشاريع فتنةٍ وتدويل
التالي
أوساط ميقاتي لـ”السياسة”: لن يسمح لأحد بضرب الدستور واختراع مفاهيم جديدة