الشرق: اسئلة لبنانية ملحة عن التطورات المتسارعة في سورية

الأوساط السياسية اللبنانية مهتمة اهتماماً بالغاً بالتطورات المتسارعة في سورية. الأسباب معروفة تراوح بين العام والخاص، في العام الجميع معني بما يجري في سورية كونه سيرخي بتداعياته على الجانب الداخلي اللبناني. فالظروف التي رافقت طريقة تنفيذ اتفاق الطائف (او طريقة سوء تنفيذه كما يجمع الكل) جعلت لبنان متأثراً الى حدٍ كبير بالأوضاع السورية التي اعتاد اللبنانيون عليها مستقرة منذ ان تسلم الرئيس الراحل حافظ الاسد الحكم في القطر الشقيق الأقرب الى لبنان، وحتى ما قبل خمسة أسابيع من اليوم. وهناك من يولي التطورات والمستجدات الكبيرة على الساحة السورية اهتماماً «خاصاً لما قد تنعكس عليه في المجال الشخصي.

وبعيداً عن الاتهامات، غير المقنعة، الموجهة من السلطة السورية الى تيار «المستقبل بأنه يتدخل في الشأن السوري الداخلي، فقد تبادرت سلسلة أسئلة لا يمكن تجاهلها، وان كانت الاجوبة الكاملة الشاملة والعرافية عليها غير متوافرة حالياً، ولعلها تنتظر بلورة الأحداث هناك.

ومن تلك الأسئلة هذه النماذج:

أولاً: الى أي مدى يمكن للنظام في سورية ان يبقى مسيطراً على الوضع؟ واستطراداً أي مدى يمكن ان تبلغه التطورات في الداخل السوري؟!.

ثانياً: ماذا يترتب على انتقال المتظاهرين من رفع الشعار الاصلاحي الى رفع الشعار الذي بات أثيراً الى القلوب في الشارع العربي، وهو: «الشعب يريد إسقاط النظام دون التخلي عن الاصلاح؟!.

ثالثاً: كيف ستتطور العلاقة بين لبنان وسورية في حال نجح الرئيس بشار الاسد في الامساك بزمام الامور ووأد التحركات التي لم تبلغ، بعد، حد الثورة، وإن كانت تزداد ضغوطاً كل يوم؟

رابعاً: كيف ستكون العلاقة اللبنانية السورية في حال لم يتمكن النظام من مواصلة مسك الأمور؟!.

خامساً: من هو الطرف «المؤهّل لأن يكون بديلاً للنظام السوري؟ وهل ستستقر الأوضاع عند «الاخوان المسلمين متفرّدين أم سيكون لهم حلفاء أقله في المراحل الأولى؟!.

سادساً: ما هو مصير الاتفاقات والمذكرات المتبادلة بين لبنان وسورية والموقعة من الطرفين في الحالين: حال استتباب الوضع للمسؤولين الحاليين او قيام حكم بديل؟!.

سابعاً: في حال وصل «الاخوان الى الحكم فهل يكون النظام البديل شبيهاً بالحكم الاسلامي على الطريقة التركية أم لا؟!.

ثامناً: ما هو دور القوى الخارجية في ازكاء نار الأحداث في سورية بعدما نشر أمس، في الصحافة الاميركية عن الدور الاميركي (منذ سنتين على الأقل) في تمويل المعارضة وتمويل قناة «بردى التلفزيونية التي تبث من لندن وهي مبرمجة ضد النظام في سورية؟!.

تاسعاً: هل لايزال النظام في سورية قادراً على مسك أوراقٍ في يده يمكنه ان يفاوض بها ويقايض عليها مع الاميركي (وغير الاميركي) لبقاء النظام، ومقابل أي شروط؟

عاشراً (واستطراداً) هل تكون الحكومة اللبنانية إحدى هذه الأوراق، فدفع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الثمن؟

حادي عشر: لماذا لم ينجح موقف سورية الداعم للمملكة العربية السعودية (وعبرها لمجلس التعاون الخليجي) في القراءات التي اتخذت في البحرين… لماذا لم ينجح هذا الموقف في التقليل من الضغط على النظام السوري؟!.

ثاني عشر: هل تلعب إيران ورقة كبرى في يدها فتتخلى عن برنامجها النووي مقابل تحصين موقف النظام السوري؟!.

كثير من الأسئلة اللبنانية يمكن إضافتها الى الدزينة التي وردت اعلانه … وهي تشير الي ان الاهتمام اللبناني بما يجري في سورية يكاد ان يبلغ حدّ الهاجس لدى الأطراف جميعاً، وإن اختلفت الرؤية والغاية أيضاً.

السابق
الديار: واشنطن تنفي السعي إلى تقويض النظام السوري
التالي
الاخبار: مطالبة بكشف “حجم تورّط المستقبل في سوريا”