نبتة العكوب تستنفر الاحتلال.. واليونيفيل تنفي حصول خرق

شهدت الحدود الجنوبية صباح أمس، استنفاراً متبادلاً بين قوات الاحتلال الإسرائيلي من جهة، والجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل» من جهة مقابلة، في منطقة متحفظ عليها في تلال منطقة عديسة، وموقع تلة الدواوير في أراضي قرية هونين المحتلة المعروف بموقع «المنطاد».

وبدأ الاستنفار إثر قيام عدد من المواطنين اللبنانيين بقطاف «نبتة العكوب» التي تكثر في تلك المنطقة القريبة من الخط الأزرق، بخاصة في خراج هونين في الجانب اللبناني، الأمر الذي أثار حفيظة الإسرائيليين، الذين استنفروا على الفور، باعتبار أن هؤلاء دخلوا منطقة متنازع عليها تُعرضهم لإطلاق النار. وشهدت المنطقة، على الأثر، تحليقاً مكثفاً لطائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار، وطلعات استكشافية للطيران الحربي المعادي، الذي حلق على علو متوسط عند العاشرة والنصف من قبل ظهر امس، في أجواء القطاعين الشرقي والغربي وصولاً إلى إقليم التفاح وجزين.

الاستنفار الذي استدعى حالة التأهب على جانبي الحدود، كاد أن يتحوّل إلى مواجهة على الحدود الجنوبية، بعد أن استقدمت قوات الاحتلال عدداً من العربات المدرعة، مدعومة بدبابتي «ميركافا»، اقتربت إحداها كثيراً من الحدود الفاصلة، بعد أن اجتازت الخط التقني ودخلت المنطقة المتنازَع عليها، وتمركزت عند الخط الأزرق، خلف حاجزٍ إسمنتي قبالة قوات الجيش و«اليونيفيل»، التي انتشر عناصرها في الحقول بأسلحتهم القتالية، وصوبت فوهة مدفعها المتحرك ترهيباً، باتجاه القوة اللبنانية والدولية المنتشرة في المنطقة، في الوقت الذي تمركزت فيه الدبابة الأخرى على طريق عسكري ترابي قريب بمثابة قوة دعم.

وعمدت عناصر الاحتلال إلى توجيه الأسلحة الرشاشة الثقيلة باتجاه الجانب اللبناني، حيث رفعت دورية تابعة للوحدة الإندونيسسية علم الأمم المتحدة، ولوّح أحد الضباط الدوليين به للإسرائيليين، في إشارة لافتة متوافق عليها، لاحتواء التوتر المفاجئ على جانبي الحدود. وقد تراجعت دبابة «الميركافا» المعادية، بعد نصف ساعة من الوقت، إلى خلف الخط التقني، باتجاه مستعمرة مسكاف عام، لتتمركز خلف ساترٍ ترابي في تلة المحافر مقابل بلدة عديسة، موجهةً فوهة مدفعها باتجاه الأراضي اللبنانية.

في تلك الأثناء، سيّرت قوات الاحتلال دوريات مؤللة بشكلٍ إستفزازي في تلك المنطقة، واستقدم الجيش اللبناني قوة دعم إضافية، انتشر عناصرها في الحقول المحاذية للخط الأزرق، واتخذوا مواقع قتالية في مقابل التحركات الإسرائيلية غير المبررة التي استمرت قرابة ثلاث ساعات، في وقت عززت فيه قوات «اليونيفيل» دورياتها المؤللة بناقلة جند تابعة للوحدة الإندونيسية، راقب عناصرها في خلاله الوضع عن كثب.

وفي هذا الإطار، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه بيان، جاء فيه أنه «عند الساعة 7,50 من صباح اليوم (أمس)، أقدمت دبابتان تابعتان للعدو الإسرائيلي، على اجتياز السياج التقني في خراج بلدة عديسة الحدودية، ضمن أراضٍ متحفظ عليها لبنانياً، ثم غادرتا عند الساعة 9,30 باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة.

واتخذت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة التدابير الميدانية المناسبة، وتجري متابعة الموضوع بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان».

وفي بيان آخر لقيادة الجيش، أعلن أنه «عند الساعة 9,55 من قبل الظهر،
وفي انتهاك جديد للسيادة الوطنية وللقرار 1701، اخترقت 12 طائرة حربية اسرائيلية معادية أجواء لبنان من فوق بلدة علما الشعب، ونفذت طيراناً دائرياً فوق مختلف المناطق اللبنانية، ثم غادرت الأجواء عند الساعة 11,25 من فوق بلدة رميش باتجاه الأراضي المحتلة».

من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم قوة حفظ السلام الدولية نيراج سينغ، أن «القوات الإسرائيلية لم تتجاوز الخط الأزرق في عديسة»، وأن «الأمور تحت السيطرة، بعد أن تدخّلت قوات الأمم المتحدة لاحتواء التوتر الذي استمر لنحو ثلاث ساعات، وتراجعت القوة الإسرائيلية عند الحادية عشرة من قبل الظهر إلى خلف الخط التقني باتجاه مستعمرة مسكاف عام، الأمر الذي اعتبره الجيش اللبناني خرقاً للسيادة، مسجلاً اعتراضه أمام لجنة الارتباط الدولية، وفريق المراقبين الدوليين الذين حضروا لاستطلاع الوضع في المنطقة، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء الجنوب
».

السابق
تطورات العالم العربي ومستقبل لبنان
التالي
التحقيق مع متعاملين مع العدوّ