يقضي الزوجان الصوماليان أحمد وصافية فترة شهر العسل في منزلهما في منطقة جالغودود، ويستقبلان المهنئين بسعادة بالغة. الخبر عادي، باستثناء أن العروس تبلغ من العمر 17 عاماً، بينما تخطى العريس عامه الـ112، ما يشير إلى أن فارق السن الشاسع للمتزوجين، أو الزواج من قاصرات، لا يزال موضة تجد من يتبعها في زمن الجهل المتجدد، وهذا ما تشير إليه الأرقام الحديثة لمنظمة الـ”يونيسيف”.
ومن الصومال، إلى جنوب أفريقيا، تنتشر أجواء احتفالات زواج مضحكة مبكية، لا يبالي الأهل لمدى انحرافها، ولا تظهر على وجوه الحاضرين أي علامات استغراب أو امتعاض.
وإذا كان من حسنات هذا النوع من الزيجات أنه قصير العمر، نظراً لبلوغ العريس حافة الموت، فإن أحمد محمد دوري يؤكد أن زواجه من صافية عبد الله “لن يكون الأخير”. هذا الرجل، الذي يعيش في بلد يبلغ متوسط الحياة فيه عند الرجال 47 عاماً، ما يعني أنه استنفد فعلياً حصته من العيش أكثر من مرتين، يطمح أيضاً إلى “إنجاب أولاد”، ما يؤكد أن زواجه لن يكون “شكلياً” لمجرد رغبته في ممرضة تؤانسه.
ويقول دوري، الذي يعد زواجه الجديد السادس له، إنه يرغب في إنجاب المزيد من الأخوة والأخوات لأبنائه الـ18، أي أنه “لن ينام طوال الوقت كما يعتقد البعض”. أما إذا ما حالف الحظ زوجته قريباً في أن تصبح أرملة، فتنص التقاليد أن يتم تزويجها مباشرة لأحد أبناء زوجها الراحل. هكذا، قد يؤدي التطبيق الحرفي لهذا التقليد ربما إلى أن تتزوج صافية مرة أخرى من رجل في الـ80 من عمره!
وطبعاً، سيكون لمنظمة الأمم المتحدة كلمتها في هذا الشأن، وهي التي نظمت مؤخراً “قمة الفتاة 2014″ في العاصمة البريطانية لندن، لإيجاد السبل لمكافحة ظاهرة زيجات الإكراه والزواج من القاصرات، بينما أكدت منظمة الـ”يونيسيف” مؤخراً “زواج 700 مليون طفلة في العالم، 250 مليونا منهن تحت سن الـ15”.
ولا تقتصر الزيجات الغريبة على الفتيات وحدهن. ففي جنوب أفريقيا، تزوج سانيللي ماسيلالا (9 أعوام) من سيدة تكبره بأكثر من 40 عاماً، ليصبح رسمياً “أصغر زوج في العالم”. أما زوجته التي اقترن بها تنفيذاً للتقاليد، فهي لا تزال زوجة لرجل يبلغ من العمر 66 عاماً، ولديها أولاد أكبر من سن زوجها الثاني، الذي ربما سيعود ويتزوج بمراهقة عندما يتخطى عمره قرناً من الزمن. لعل هذا ما يطلق عليه اسم “حلقة مفرغة من … الجهل!”.
