كذبت «المنظومة الايرانية» ولو صدقت!

علي الامين
وكأنه لا يكفي لبنان، ما يتكبده من مصائب لا تأتي فرادى، من جراء سياسات المنظومة الإيرانية في لبنان، والتي يديرها ذراعها "حزب الله"، للي ذراع البلد وإبتزاز مواطنيه و ساكنيه، لإحكام القبضة الحديدية عليهم، تحت شعارات فارغة بائدة، يتلطون خلفها لإخفاء ما هو أعظم. ولعل آخر هذه العراضات "الطويلة العريضة"، هي "ضرب" إستجلاب المحروقات ،المفقودة من الأسواق اللبنانية بسبب من تهريبهم واحتكارهم، بواسطة السفن الإيرانية الموعودة، التي ربما تنتمي إلى عالم الغيب، ويصح فيها القول، "كذبت المنظومة الإيرانية ولو صدقت"، من أجل القضاء على آخر أمل، بلجم الإنهيار قبيل الإرتطام، و القضاء على أمل عودة لبنان الى الخارطة المحلية والأقليمية والدولية.

الانهيار الذي يعيشه لبنان، لم يصل بعد الى قعر الهاوية، والارتطام بهذا القعر سيؤشر الى بداية ظهور محاولات خروج منه، وهذا ما لم يشهده اللبنانيون بعد، سيناريو الانهيار لم يكتمل فصولاً بعد.

الكارثة التي تصيب اللبنانيين، تخبىء المزيد من وجوهها المدمرة، طالما ان المغامرين بقوت الناس وحيواتهم مستمرون في سلوكهم، و مسار التدمير لكل مقومات الدولة بمؤسساتها ومواطنيها. 

إقرأ أيضاً: «الباخرة الإيرانية بروباغندا واستعراض اعلامي».. علي الأمين: «حزب الله» لا يريد حكومة!

عملية تشكيل الحكومة، تكشف بوضوح عن مسار سياسي للمنظومة الحاكمة، لا يولي اهمية للأزمات في البلد، على رغم التنازل الضمني لدى الجمهور العام من اللبنانيين، عن حكومة من خارج المحاصصة والمحسوبيات، و آثار سياسة الدعم، التي تستنزف ما تبقى من فتات اموال المودعين، إذ من كان الأجدر ان تسمى سياسة النهب، فنحو ١٥ مليار دولار انفقت خلال اقل من عامين، بحجة دعم المواطنين، تبين ان جلها انفق لتمويل المنظومة، عبر التهريب المنظم للمواد المدعومة، ودعما للمحتكرين والسوق السوداء، التي يسيطر عليها اطراف هذه المنظومة واذرعتها.

الانتصار الكبير لمرشد المنظومة وحارسها الأمين هو دخول سفينة نفط ايرانية الى لبنان والانجاز الأكبر من ذلك هو ادراج لبنان ضمن العقوبات الاميركية!

المسار لم ينته ولن يتوقف، طالما أن آخر ما يعني المنظومة هو الشعب، وطالما ان الانتصار الكبير لمرشد المنظومة وحارسها الأمين، هو دخول سفينة نفط ايرانية الى لبنان، والانجاز الأكبر من ذلك، هو ادراج لبنان ضمن العقوبات الاميركية، التي تقع على ايران وسوريا، وعلى قاعدة، ان شرف لبنان الممانع لا يستقيم، طالما ان العقوبات الاميركية لم تطله بعد، كما هو حال نظام الأسد وايران.

لذا يصر مرشد المنظومة واعلام الممانعة، وهم يلوحون عن بعد الاف الكيلومترات للسفينة الايرانية المتمايلة، ان لبنان تحت الحصار، وهذه السفينة المحملة بالنفط، هي منقذة لبنان و سبيله الى كسر هذا الحصار وإختراقه!كل هذا السلوك الاستعراضي، الباحث عن وهم انتصار، يريد ان يقنع اللبنانيين بالقوة و”التشبيح”، ان لا مشكلة لهم مع هذه المنظومة بالذات، و أزمة لبنان ليست في طبقة الحكم المفسدة والفاسدة، بل في الحصار.. أما اي حصار؟ فهذا لا يجب ان يسأل، بل ان يردد الجميع ببغائية الشعار الشهير اللممجوج “لبنان محاصر من قبل اميركا”.

حين يتحول دخول السفينة الايرانية الى لبنان انجازا للبنانيين ولمرشد المنظومة يُكتشف سريعا كيف تفكر الممانعة في لبنان!

لن يزعج الادارة الاميركية هذا السلوك المدمر للبنان، طالما انه لا يمس ولو بشعرة من مصالحها، ولا يقلق اسرائيل، هذا الدمار للبنان النموذج النقيض للكيان العنصري، ومادام التفاهم الروسي_الاسرائيلي، يتيح استمرار الضربات الاسرائيلية لمواقع ايران واذرعتها، بما فيها “حزب الله” الذي يتوعد اميركا واسرائيل، وينتابه الصمت المريب عندما تستهدف اسرائيل مواقعه في سوريا، وآخرها الاسبوع المنصرم، عندما استهدفت مركزا له في القلمون السورية.

استمرار انهيار لبنان هو نتاج سياسة ممنهجة، تتمثل في ادارة الظهر لأي عملية اصلاح للوضع القائم، بل في الاصرار من قبل “المنظومة” على التعامل مع المصالح الوطنية، باعتبارها شأن العدو، وليست شأنا يتقدم على كل شؤون الدنيا، فحين يتحول دخول السفينة الايرانية الى لبنان، انجازا للبنانيين ولمرشد المنظومة، يُكتشف سريعا، كيف تفكر الممانعة في لبنان ، وكيف تدير المنظومة وجه لبنان، وتدفعه نحو الهاوية.. لكن مع رفع رايات النصر ولو كان خاويا الا من الهزيمة الموصوفة!

السابق
«الداخلية» تُحدد موعد الانتخابات النيابية.. اليكم التفاصيل
التالي
لقاء وندوة لمناسبة اطلاق العدد الأول من «مجلة مرصد الطائف»