هل احتفلت الاشرفية بخطاب نصرالله عن داعش؟

حسن نصرالله
شكل صعود داعش المفاجئ صدمة للقوى الاقليمية في المنطقة وان تأخرت او تقاعست الدول الكبرى والاقليمية عن مواجهتها، رغم توفر القواعد العسكرية الاميركية في الخليج العربي. فهل تخلى الغرب عن حماية المسيحيين؟ ما هو موقف القوى المسيحية وبالاخص القوات اللبنانية؟ ولماذا لا يرى سمير جعجع اي خطر على المسيحيين حتى الآن في لبنان؟

شكل صعود داعش المفاجئ صدمة للقوى الاقليمية في المنطقة وان تأخرت او تقاعست الدول الكبرى والاقليمية عن مواجهتها، رغم توفر القواعد العسكرية الاميركية في الخليج العربي. فهل تخلى الغرب عن حماية المسيحيين؟ ما هو موقف القوى المسيحية وبالاخص القوات اللبنانية؟ ولماذا لا يرى سمير جعجع اي خطر على المسيحيين حتى الآن في لبنان؟

يُحكى أنّ اصوات الرصاص لعلعت يوم الجمعة في 14 اب في الاشرفية احتفاءً بخطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بمناسبة ذكرى انتهاء عدوان تموز 2006. ورغم مناسبة الخطاب فإن داعش وخطرها استحوذ على أكثر من 70 بالمئة من خطاب السيد الذي تطرق ايضا لما جرى للمسيحيين والإيزيدين في الموصل ونينوى من تهجير وقتل وتشريد.. قد يكون الخبر عن اطلاق الرصاص غير صحيح او مبالغ فيه لكن لايخفى على أحد ان كلام نصر الله عن مواجهة داعش دغدغ مشاعر المسيحيين في لبنان وحتى القواتيين منهم. فحتىّ لو لم يطلق الرصاص احتفالا بنصرالله فهناك مزاج مسيحي يجب التوقف عنده.
“الناس تأثرت بكلام السيد حسن وحتى القواتيين وبعضهم متعصب جدا للقوات الذين ابدوا اعجابهم بخطاب السيد وخصوصا عندما تحدث عن السيد المسيح وعن مسيحيي العراق”. هذا ما نقلته مواطنة مقيمة في الاشرفية ومتابعة للاجواء فيها وخصوصا لجو القوات اللبنانية:”رغم ان سياسة 14 اذار لا تعجبني الا ان الجميع في 14 اذار من المسيحيين يؤيدون ما قاله السيد حسن لاننا كأقلية نستشعر الخطر من داعش”.

في اتصال مع العميد المتقاعد وهبة قاطيشا امين سر القوات اللبنانية لمعرفة حقيقة موقف القوات اعتذر بحجة توقفه عن الاطلالات الاعلامية.
وعلق مراقب محايد على ذلك بالقول:”ان ثمة تناقض واقع داخل القوات اللبنانية خصوصا وان جمهورها يميل الى ان خطر داعش يتزايد”.
رغم ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لا زال يعتبر ان ’داعش شوية زعران و’كذبة كبيرة’! الا انه وبحسب سكان الاشرفية وعلى لسان بعضهم فقد رأوا ان كلام السيد حاز على اعجاب الجميع وموافقة الجميع.
وكان راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع المطران عصام درويش قد اكد خطر داعش على المسيحيين في الشرق فقال ان: “ما تتعرض له الأقليات من قتل وتهجير وفرض جزية وإجبار على اعتناق الإسلام غير قابل للتكذيب. وهو ما تؤكده العائلات الخائفة التي نزحت إلينا من شمال سوريا والموصل”. وأ شار الى ان”إحراق المتطرفين مخطوطات يتخطى عمرها آلاف السنين وتدنيسهم للكنائس والمعابد وغيرها هو خير دليل”.
واليوم تواجه القوات اللبنانية موقفا محرجا بالنسبة لجمهورها بعد احداث عرسال كون هذه الاحداث، بحسب مراقب سياسي مطلع رفض ذكر اسمه، ان “القوات اعلنت الاستنفار في القرى المسيحية في البقاع بالتنسيق مع حزب الله كما اقاموا حواجز مشتركة وتنسيق ميداني”.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف سيبرر القواتيون موقفهم في حال وقعت ضحية قواتية نتيجة مواجهة مع المتطرفين والاسلاميين في قرى البقاع الشمالي؟ وهل سيعلنون عن ذلك؟
لكن، بحسب احد الفعاليات السياسية القريبة من اجواء التيار الوطني الحر، رأت ان السبب “في تخفيف سفراء بعض الدول الغربية لخطر داعش على مسيحيي لبنان لان ذلك قد يؤدي الى توحيد الصف المسيحي، والتأثير على الحلفاء قوى 14 اذار بالتالي”.
ويعيد، هذا المراقب، سبب اصرار جعحع على ان (داعش) ليسوا سوى شوية زعران الى ان السفراء الغربيين وبعض الاوساط الغربية لا تريد ان تستنفر الاجواء المسيحية في لبنان.

ويؤكد المراقب “على المستوى المسيحي في العراق ليس للقوات رؤية حول الموضوع، وهي تنظر بحذر الى خطر داعش.”

السابق
المعلم رفيق: حقك علينا
التالي
الولد سرّ أبيه (2): عن الجوع والتدخين والزعران