
إنه اليوم التاسع، أو إنها الليلة التاسعة من أيام عاشوراء التي يتحدد فيها لقاؤنا حول مائدة الحسين عليه السلام، هذه المائدة التي لا تنفد، وكلما أقبل عليها المرء شعر بمزيد من الحاجة لأن يأخذ المزيد، المزيد من القيم، ومن المعاني الكبيرة التي تتحول إلى زاد يضيف إلى أخلاقنا وإلى قيمنا،وإلى طاقاتنا الإنسانية، يضيف إليها ما يجعلها أقدر على أن تحقق جوهر إنسانيتها، يضيف إلى نفوسنا ما يجعلنا أقدر على التواصل، أن نتواصل فيما بيننا على النحو الذي يعطي لحياتنا المعنى.
قلت إن في ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام من المعاني ما تضيق عنه هذه الليالي العشر، فهي إذًا ليست موسمًا محدودًا ضمن هذه الليالي، ولكنها الموسم الذي يلاحقنا ويدفعنا طوال أيام السنة وطوال أيام العمر، نأخذ منه ونعيد بناء العناصر التي تهدمها في نفوسنا مشاكل الحياة ومتاعبها، تساعدنا على أن تنتصر فينا الفطرة على الغريزة، أن ينتصر فينا الإنسان على الغرائز الحيوانية، وأن ينتصر فينا الخير على الشر.
وإذا كان لي، وأنا أواجه خيارات عديدة من الموضوعات الحيوية، فيما أقف بينكم على هذا المنبر المبارك، فإني سأحاول أن أتكلم عن واحد من المعاني الكبيرة التي كانت ثورة الإمام الحسين من أجل تثبيتها في دائرة مجتمعه وفي دائرة زمنه، كما كانت هدفه في كل المجتمعات التالية وفي كل الأزمنة القادمة.
بين الشعار وفهم المعنى
فأقرأ أحيانًا بعض الشعارات المكتوبة ونسمعها في أيام عاشوراء، وسوف أنطلق في حديثي هذه الليلة عن شعار ربما يكون الجميع قد قرأه واستمع إليه، وهو الشعار الذي يقول: كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء.
إن هذا الشعار الذي يقول: “كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء”، هو شعار صحيح، وهو شعار مكتوب بدقة وبروح عميقة، ترمز بكل عمق إلى رسالة عاشوراء، إلى رسالة استشهاد الإمام الحسين عليه السلام. ولكن مشكلتنا مع الشعار ليست في صحة هذا الشعار أو عدم صحته، ولكنها في طريقة فهمنا لهذا الشعار.
قد يتصور البعض أن شعار “كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء” يعني قيمًا، يعني أن أحزاننا يجب أن تظل متواصلة طوال أيام السنة، طوال أيام العمر، وفي أي مكان أو في أي زمان عشنا فيه. أقول: ليس هذا المعنى هو الذي يركز عليه هذا الشعار. لماذا؟
لأن الإمام الحسين عليه السلام، الذي أخذ قرار الاستشهاد، وتحمل كل تلك الآلام العظيمة، وهو يشهد قتل أولاده وأهل بيته، ومن ثم هو يتوج هذه الشهادات بشهادته العظيمة، لم يكن يفعل ذلك من أجل أن يحوّل التاريخ القادم كله إلى مناحة لا تهدأ، من أجل أن يحوّل تاريخ المسلمين كله إلى كربلاء دائمة – بمعنى أن يحوّلها إلى أحزان دائمة.
لماذا؟ إن الإمام الحسين عليه السلام، وهو أبو الشهداء، ورمز الشهادة في تاريخنا العربي والإسلامي والإنساني، كان أستاذًا كبيرًا، وهو يقف على منبر الشهادة، ويطل من خلاله ليس على عصره فحسب، وإنما على عصور قادمة أيضًا. كان الإمام الحسين، بهذا المعنى، حامل مشعل الفرح لعصره وللعصور التي ستأتي. إنه كان يرى أن من حق الناس، الذين خلقهم الله سبحانه وتعالى على هذه الأرض، أن يمارسوا وجودهم، وأن يمارسوا حياتهم، كل أشكال هذا الوجود، وكل أشكال هذه الحياة، بثقة وبفرح بالوجود.
إننا لا نستطيع أن نغيّر دون أن يكون لدينا قدر من الثقة بالذات، وقدر من الحرية والفرح. الحياة ليست من أجل أن نواجه فيها الآلام فحسب، لا بد من مواجهة الآلام، ولكن مواجهة الألم ومواجهة النكسات هي من أجل أن تغيّر واقع الحياة، من واقع يشكّل مصدرًا للألم والمأساة، إلى واقع يشكّل مصدرًا للفرح والثقة نفسها.
ومصادر الألم في حياة الإنسان كثيرة جدًا، ولكن أصعب وأوجع تلك المصادر هي التي تنشأ من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، التي تنشأ من عدم الاعتراف بوجود الآخر، التي تنشأ من الروح الطاغوتية التي تتحكم بهذا الفرد من الناس أو بذاك، فتدفعه دفعًا إلى أن يُلغي حق الآخر بالحياة الحرة الكريمة، وأن يحتكر هذا الحق لنفسه.
هذا الظلم يكون أحيانًا على مستوى فردي، يكون على مستوى الفرد والفرد، ويكون على مستوى المجموعة الصغيرة، ويكون على مستوى الأمة في كثير من الأحيان.
والإسلام، والأديان السماوية التي جاءت لتحرر الإنسان، جاءت لتحرر الفرد من هذا الطغيان الذي يمنع الفرد من أن يُلغي الفرد الآخر، ويُلغي حقه في الحياة الحرة الكريمة.
إن هذا الشعار الذي يقول: “كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء”، هو شعار صحيح، وهو شعار مكتوب بدقة وبروح عميقة، ترمز بكل عمق إلى رسالة عاشوراء، إلى رسالة استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.
هذه الأديان تكفلت من خلال الشرائع، ومن خلال التعاليم السماوية العظيمة، بتهذيب أخلاق الناس والأفراد من أجل أن لا يطغى بعضهم على بعضهم الآخر. ولكن، بالرغم من كل هذه الشرائع العظيمة، وبالرغم من العدد الكثير من الأنبياء والرسل والأولياء والصحابة، الذين امتلأت بهم مفارق التاريخ الإنساني، إلا أن كل ذلك لم يؤثر تأثيرًا كبيرًا على هذه النزعة الطاغوتية التي تظهر وتبرز بين الحين والآخر، ولم يكن هذا التأثير إلا نسبيًا في هذا المجال.
لذلك، كان لا بد أن تكون هناك سلطة، أن تكون هناك حكومة، هي التي تطبّق قوانين العدالة بين الناس، وأن لا يُترك الناس لأهوائهم، أن لا يُترك الناس لما يستنسبونه هم، ولكن أن يكون على رأس المجتمع سلطة تقوم بتطبيق العدل وتطبيق الحق، من أجل أن لا يطغى الناس بعضهم على بعض، ومن أجل أن لا يصادر الناس بعضهم حقوق البعض الآخر في الحياة الحرة الكريمة.
ومن هنا، كان لا بد أن تكون السلطة التي ترعى قضية الحق والعدل في المجتمع، سلطة عادلة، من أجل أن تقوم بهذه الوظيفة، وأن تؤدي هذه المهمة خير أداء.
فإذا تسرب الفساد إلى السلطة نفسها، التي يُفترض بها أن تكون حارسة العدل بين الناس، فإن هذا سيكون ذا تأثير بالغ، تأثير لا يمكن التغاضي عنه، على قضية الحق والعدل والحرية. وسوف يتحول انحراف السلطة عن خط الحق والعدل إلى نهج كامل وشامل على مستوى المجتمع كله.
والإسلام، الذي هو دين الحياة، والذي أراد أن يُحقق حرية الإنسان وكرامته على هذه الأرض، بوصفها المبرر الكوني لوجود هذا الكائن المتميز الذي وُصف بأنه يحتل موقع الخلافة على الأرض – خلافة الله – كان الإسلام وما زال يربط بين كرامة الإنسان وبين هذه المكانة التي يحتلها على هذه الأرض. أي إن الإنسان لا يستطيع على الإطلاق أن يقوم بوظيفة الخلافة، وأن يؤدي الأدوار التي توصله إلى تحقيق هذه الخلافة، دون أن يمتلك الكرامة ودون أن يمتلك الحرية.
لذلك، فإن أية محاولة لحجب الحرية والكرامة عن بني البشر، ليست اعتداءً على هذا الفرد أو ذاك ممن يقع عليهم الظلم، ولكنها في الإسلام تُعتبر اعتداءً على جوهر الإنسان، على وظيفته الكونية، أي على وظيفته الإلهية التي أسندها إليه الله سبحانه وتعالى.
ومن حق الإنسان، وهو يتحمل هذه الوظيفة الإلهية، أن لا تكون طريقه سلسلة من الآلام، أن لا تكون طريقه سلسلة من الأوجاع التي لا تنتهي. من حقه أن يفرح، من حقه أن يعيش الفرح على مستوى أسرته، على مستوى علاقاته بالآخرين، وأن يعيش الفرح الاجتماعي أيضًا على مستوى المجتمع كله. ولكن الفرح، الذي هو حق مشروع للناس، لا يمكن أن يتحقق على الإطلاق إذا كانت معادلة الظلم قائمة.
فإذا تسرب الفساد إلى السلطة نفسها، التي يُفترض بها أن تكون حارسة العدل بين الناس، فإن هذا سيكون ذا تأثير بالغ، تأثير لا يمكن التغاضي عنه، على قضية الحق والعدل والحرية. وسوف يتحول انحراف السلطة عن خط الحق والعدل إلى نهج كامل وشامل على مستوى المجتمع كله.
السلطة العادلة شرط لإنهاء الطغيان
الظلم يُصادر الفرح من قلوب الكبار، ويُصادر الفرح – على الأقصى – من عيون الأطفال، يُصادر ينابيع الفرح في المجتمع كله. وعندما… فهذا يعني بالضرورة أنه يكون من أجل أن يكون الناس فرحين أكثر، من أجل أن تتاح للناس فرص أكثر للفرح، ومن أجل أن يعيش الناس الحياة بكل معانيها وبكل أبعادها.
الظلم يعني، فيما يعنيه، أن هذا الفريق من الناس من حقه أن يعيش الفرح، وأن يحصل على كل المصادر التي تجعل الفرح ممكنًا في حياته، وهذا الفريق الآخر ليس من حقه أن يحصل على نفس الفرص التي حصل عليها الفريق الأول. هذه معادلة الظلم الاجتماعي، وهذه المعادلة قائمة على مستوى كل الأجيال وكل العصور. ولكنها قائمة، يتفاوت حضورها بين عصر وعصر، وبين مجتمع ومجتمع، ولكنها قائمة على كل حال.
بهذا المعنى نعرف المغزى العميق لكلمة: “كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء”. بهذا المعنى، لا بمعنى أن نرفع بيارق السواد الدائم، أو أن نُعلن الحزن الدائم لأن مأساة كربلاء وقعت في ذات عصر وفي ذات سبب، بل معناها أن نتذكر بأنه لكي نُحقق أهداف كربلاء، يجب أن نجعل الفرح ممكنًا بصورة أفضل، وأن نجعل الحياة الحرة الكريمة ممكنة بصورة أفضل أيضًا.
وبمعنى أننا عندما نحزن، فإن حزننا لا يجوز أن يكون حزنًا ذاتيًا، أي نحزن من أجل الحزن، ولكن من أجل أن يكون الحزن مادة أو عنصر التغيير الذي يُقرّب على نفوسنا، فيُغيّرها ويُعيد صياغتها على النحو الذي يجعلها قادرة على التصدي لكل العوامل والعناصر التي تحول دون العدالة ودون الفرح.
بهذا المعنى يكتسب هذا الشعار أهميته، وبهذا المعنى تصبح كربلاء ذات حضور دائم في وجودنا، وذات تأثير حقيقي وفاعل على مستوى كل الفعاليات والأنشطة والممارسة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي نقوم بها.
عندما يُصادر حق الناس – في مجتمعنا الراهن – بالحياة الحرة الكريمة إلى الوفرة الاقتصادية، وحتى يكون كلامنا دقيقًا وواقعيًا، نقول: إن مصادر الكرامة في أي مجتمع متعددة، ولكن أهم مصادر هذه الكرامة هو أن يعيش المرء بكفاية، أن يعمل في المجتمع، ولكن أن ينال، بسبب عمله أو بسبب جهده، كفايته من الحياة الحرة الكريمة.
ولكن عندما يعمل الفرد في مجتمعنا، دون أن ينال هذا الحق الطبيعي في الحياة الحرة الكريمة، فمعنى ذلك أن ثمة خللاً في نظام الحياة، وأن ثمة خللاً في نظام المجتمع، وخللاً في نظام السياسة نفسها.
عندما تُصادر جهد الناس، عرقهم، ومدّخراتهم، بالطريقة “الحضارية” التي نشهد فصولها الآن في لبنان – أي عندما يصبح النقد اللبناني… عندما يصبح دخل العامل أو الموظف أو أي عامل في مجالات الحياة، لا يفي لخبز الأطفال ولتوفير الكرامة – فذلك يعني أن بعض أسباب ثورة الإمام الحسين تُعاش حيّة وميدانية في واقع عصرنا.
البعض يتصور أن الإمام الحسين عليه السلام ثار من أجل فقط أهداف غيبية ودينية، ومن أجل حق في الرئاسة وفي الخلافة. الإمام الحسين كان شاهدًا على عصره، يعني شاهدًا على قضية الظلم والعدل في عصره، وكان قريبًا من الناس، وكان يشهد كيف تُصادر أموال الأمة لكي تحتكرها السلطة، ولكي تبيع فيها وتشتري وفق هواها، ومن أجل أن تُجمع حولها الأزلام والمنافقين وأصحاب السلاطين، وتُحرَم منها أطفال الحجاز وأطفال العراق، وتُحرَم منها الشرفاء الذين قام الإسلام على جهودهم وعلى جهادهم.
إنه كان يعيش بعمق، بوجدانه المسؤول، يعيش هذه الآلام المفروضة على مجتمعه الإسلامي الحديث النشأة، بفعل هذه السلطة الطاغية التي تُصادر حق الناس في الحرية والكرامة وبالفرح. كان هذا عاملاً أساسيًا يدفع بهذا الشاهد الكبير، الحسين عليه السلام، الشاهد على عصره، أن تكون شهادته شهادة فذّة وفريدة، لا أن يكون شاهد باطل وشاهد زور.
أننا عندما نحزن، فإن حزننا لا يجوز أن يكون حزنًا ذاتيًا، أي نحزن من أجل الحزن، ولكن من أجل أن يكون الحزن مادة أو عنصر التغيير الذي يُقرّب على نفوسنا، فيُغيّرها ويُعيد صياغتها على النحو الذي يجعلها قادرة على التصدي لكل العوامل والعناصر التي تحول دون العدالة ودون الفرح.
مسلمون شهود زور!
كان من المسلمين، في ذلك الحين، من كبار المسلمين الذين ربما جاهدوا جهادًا فذًّا وفريدًا في سبيل الإسلام، مع رسول الله (ص) ومع الخلفاء الراشدين، ولكنهم بعد فترة من الزمن أخذوا يخلدون للراحة، وودعوا الجهاد، وأصبحوا شهود زور على هذا الواقع الجديد الذي طرأ على المجتمع الإسلامي.
كان الإمام الحسين (ع) يشهد كيف يتساقط المجاهدون، يتساقطون مرة فريسة للجبن والخوف، ومرة فريسة للرشوة التي اعتمدها الحكم الأموي في مواجهة العناصر الفاعلة في المجتمع الإسلامي. كان البعض يسقط فريسة الخوف، والبعض يسقط فريسة الرشوة، وكان الشغل الشاغل للحكم الأموي في تلك المرحلة هو أن يجلب الناس إليه، إما بقوة الإرهاب، أو بقوة الإغراء.
وقد تسرب الفساد عميقًا إلى البُنى الفوقية والتحتية للمجتمع في ذلك الحين. وكان الحسين شاهدًا على عصره، أي حارسًا للقيم التي بدونها لا يكون هناك مجتمع إسلامي ولا رسالة إسلامية. كان حارسًا تمامًا كالحارس الذي تُناط به حراسة مؤسسة أو حماية منزل.
عندما يتعرض المنزل أو المؤسسة لعدوان تدميري وإجرامي، لا بد أن يتصدى لمواجهة هذا العدوان. والمجتمع الإسلامي كان هو المؤسسة التي تعرضت بكاملها، وخصوصًا بقيمها الحيّة، لهذا العدوان. فكان لا بد له أن يقوم بوظيفة الحارس، أي أن يحمي هذه المؤسسة، وأن يقوم من أجل تثبيت قيمها وترسيخها مجددًا، وهكذا كانت ثورته (ع).
وكانت ثورته، بكل فصولها الدامية المؤلمة، من أجل أن تتجذر عميقًا في وجدان الأمة من بعده. وبهذا المعنى، لم يكن الإمام الحسين (ع) مجرد ثائر، ولكنه كان ثائرًا تاريخيًا يعرف كيف يتدخل لتقويض معادلة الظلم، ليس في عصره فحسب، ولكن كيف يتدخل من أجل تقويض هذه المعادلة، أو على الأقل إزعاج هذه المعادلة في كل عصر من العصور.
إذا استطعنا أن نفهم ثورة الإمام الحسين (ع) بهذا المضمون التاريخي والاجتماعي، يكون تواصلنا مع عاشوراء تواصلاً صحيحًا وإنسانيًا وعميقًا. أما إذا سقطنا فريسة فهم لا يرى في عاشوراء إلا مصدرًا لإسقاط الأحزان الكبيرة على واقعنا، فإن ذلك ليس من وظيفة عاشوراء، وليس من الوظيفة التاريخية للمهمة التي اضطلع بها الإمام الحسين (ع) وصحبه.
كان الإمام الحسين (ع) يشهد كيف يتساقط المجاهدون، يتساقطون مرة فريسة للجبن والخوف، ومرة فريسة للرشوة التي اعتمدها الحكم الأموي في مواجهة العناصر الفاعلة في المجتمع الإسلامي.
وبصورة أخرى، فإننا إذا فهمنا شعار “كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء” على أنه دعوة للحزن فقط، فإن هذا الشعار، بدلاً من أن يصبح عاملاً من عوامل إعادة الحيوية إلى القضية الحسينية، يصبح عاملاً من عوامل إغلاق بواباتها العديدة، والمُفضية إلى رحابها الكبيرة التي تتنوع فيها الدروس، وتتنوع فيها القيم الكبيرة التي نحن مدعوون إلى الأخذ بها والاستفادة منها.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محاضرة لسماحة السيد محمد حسن الأمين
التاسع من محرّم – الأربعاء 9 تموز 1992