
منذ فترة، وحملة التحريض الإعلامي تتصاعد بوتيرة مرتفعة وغير مسبوقة، التحريض على بعض قوى الداخل، كما التحريض على سوريا وإدارتها الجديدة، وكذلك العمل على بث الشائعات والأخبار المغلوطة والتحليلات التي تهدف لترهيب المواطن، ودفعه للعيش بقلق وخوف…
وتتوزع إشاعات التحريض من الحديث عن اجتياح إسرائيلي لجنوب لبنان وصولًا إلى نهر الأولي شمال مدينة صيدا، وربط هذا الاجتياح بهجوم من سوريا على شمال البقاع بشكلٍ متزامن؟
تكرار الاشاعات
هذه الإشاعات ومفردات التحريض تتكرر بشكلٍ شبه يومي، على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، وعلى شاشات تلفزيونية متعددة… بعد مراجعة المفردات والتلميحات وطبيعة ومضمون الإشاعات التي يتم بثها، يتبيّن لنا أن هذا العمل منسق من قبل غرفة عمليات إعلامية تقود هذه الحملة غير المقبولة، والتي تشكّل خطرًا على السلم الأهلي، وعلى علاقات لبنان مع سوريا بشكلٍ خاص، ومع العالم العربي والمجتمع الدولي.
التركيز على أن هناك اجتياحًا متزامنًا من جنوب لبنان من قبل إسرائيل، ومن شمال لبنان من قبل الجيش السوري، إنما يهدف للقول إن الإدارة السورية الجديدة تتعامل مع العدو الصهيوني. وكذلك يمكن القول إن هذا الفريق إنما يتباكى على سقوط نظام الأسد، الذي أمعن قتلًا وإجرامًا طوال عقود من الزمن.
كما يؤكد لنا هذا النهج الإعلامي، أن هذا الفريق الإعلامي، الذي يخدم مسارًا سياسيًا وأمنيًا معينًا، كان جزءًا من الحرب الدموية التي تم شنها على الشعب السوري، قتلًا وتهجيرًا وتشريدًا وسجنًا وتعذيبًا… وأنه فقد، بسقوط مجرم سوريا بشار الأسد، عمقه الاستراتيجي، ونظامًا شكّل له طوال سنوات سندًا أساسيًا لتمدد مشروعه وهيمنته، سياسيًا وأمنيًا… وكذلك القدرة على تهديد خصومه ومعارضيه.
خطورة سلاح التحريض الإعلامي
هل يخدم هذا النهج الإعلامي التحريضي استقرار لبنان، وعلاقاته مع سوريا والعالم العربي؟
هذا التحريض الإعلامي المتواصل بعبارات مرتفعة النبرة، ومصطلحات خارجة عن المألوف، وبتهديدات غير مسبوقة للداخل كما للخارج، الهدف منه شد عصب جمهور هذا الفريق، الذي يعجز عن تبرير تورّطه بالقتال على الساحة السورية، وعن تفسير حقيقة دوره على الساحة اللبنانية…
والمؤسف في الأمر أن من يقود ويدير ويوجه هذا الفريق الإعلامي الحاقد، إعلامي يقدّم نفسه على أنه مستقل ومعتدل وحواري..؟؟؟
البعض يرى أن سياسة رفع سقف التحريض الإعلامي بهذا الشكل، الهدف منها هو تبرير الرغبة في عدم الموافقة على سحب السلاح، وحصر قرار الحرب والسلم بيد الحكومة اللبنانية. كما أن هذا الفريق لا يرى لنفسه دورًا سياسيًا بدون الاحتفاظ بسلاحه، الذي يستخدمه للضغط، كما لفرض الشروط، وهنا يتم استخدام الإعلام والتحريض الإعلامي كسلاحٍ بديل..!!
ولكن، هذا النهج العدائي كما العدواني، إنما يمنع المباشرة بإعادة الإعمار، وفي إعادة ترتيب أولويات نهضة لبنان وخروجه من أزمته المتفاقمة، من الانهيار المالي إلى تداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان..!!
ما الذي يريده هذا الفريق من حملته الإعلامية هذه، ومن التحريض على بعض قوى الداخل اللبناني كما على الشعب السوري وإدارته الجديدة، بعد انتصار ثورته وخروجه من إجرام النظام البائد..؟؟
لا يمكن إعادة الثقة بين اللبنانيين أولًا، ولا بين لبنان ومحيطه العربي والدولي، بهذه الطريقة، وبهذا النهج والأسلوب، إذ يتبيّن مع كل إطلالة إعلامية لأحد أعضاء هذه المجموعة المكلّفة بالتصعيد، أن كل ما تملكه من أفكار وقراءات وتحليلات، إنما الهدف منها زيادة الانقسام وتعميق الخلاف…
ولا تملك أية رؤية لإعادة اللحمة الوطنية، كما ترتيب علاقات لبنان مع محيطه… كذلك لا يملك هذا الفريق أية رؤية أو خارطة طريق لمعالجة أزمة لبنان متعددة الأوجه والأشكال، من مالية إلى أمنية وسياسية…
نتمنى على هؤلاء إعادة النظر بما يقومون به من دورٍ معيب، بل مشين، ومن وقف لغة التحريض وبث الإشاعات وتوزيع الاتهامات ورفع منسوب الخلافات والانقسامات.
اقرا ايضا: لبنان أمام مفترق السابع من تموز: واشنطن تضغط بالسلاح والاقتصاد… وبري يُشعل الجلسة التشريعية