وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يدخل حيّز التنفيذ.. مخاوف في لبنان من مكيدة إسرائيلية!

عون وسلام

التطورات المتسارعة في المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية، أرخت بثقلها على المشهد اللبناني الداخلي وسط استمرار المخاوف من التداعيات التي يمكن أن تصيب لبنان، بالرغم من إجراءات ومواقف التحصين السياسي التي يطلقها الرؤساء الثلاثة.

وبالرغم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وبغض النظر عن مضامين الاتفاق التي لم تظهر بعد، فإن لبنان لا يزال في دائرة الخطر على ما نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري على هامش اجتماع مكتب مجلس النواب، الذي انعقد بعد ظهر أمس في عين التينة حيث حضر الوضع في لبنان والجنوب، وقد سمع النواب من رئيس المجلس تقييمه  للوضع، مشيراً أن لبنان ومنذ اعلان وقف اطلاق النار لليوم والمقاومة لم تطلق اي رصاصة، ولبنان يمكن أن يبقى محايداً، مضيفاً: ولكن لا يكفي أن نكون نحن مقتنعين بذلك فالمطلوب من العدو الاسرائيلي أن يقتنع، لأنه أي العدو أذا وصل إلى مكان يبحث فيه عن مخرج ما، الخشية من أن يفتعل مشكلة، مشيراً أن غدر اسرائيل، وهي معروفة بالخداع والغدر.

وكرر الرئيس بري أننا في لبنان حتى الآن، وكل القيادات، والرئيسين عون وسلام ومجلس الوزراء بنفس الاتجاه.

إقرأ أيضا: قبل وقف إطلاق النار.. 5 موجات من الصواريخ الإيرانية نحو إسرائيل

ورأت مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» ان التعاطي الرسمي مع التطورات في المنطقة سليم لاسيما ان المواقف الصادرة عن رئيسي الجمهورية والحكومة تصب في سياق الموقف المتخذ من موضوع الحياد.

وأوضحت المصادر نفسها ان هناك سلسلة اجتماعات ستعقد من اجل مواكبة هذه التطورات في حين ان إتصالات الرئيس عون الديبلوماسية لم تتوقف.

وبالسياق عينه أكد مرجع كبير لصحيفة «الجمهورية» بأنّ الواقع اللبناني محكوم بقلق شديد حتى إشعار آخر».

ونقلت الصحيفة عن المرجع عينه أنه متيقّن من أن أي طرف داخلي، و«حزب الله» على وجه الخصوص، لا يسعى إلى مغامرات مكلفة على البلد، ولكن «جسمنا رخو، لا يحتمل أي خطوة او خضة تضعنا في مهب الريح»، وعبر المرجع عن تخوّف كبير من أن تدفع إسرائيل إلى التصعيد، باعتبارها صاحبة المصلحة في استمرار الحرب واتساعها، لعلها تحقق بذلك النصر ليس بعضلاتها بل بعضلات الولايات المتحدة الأميركية التي فضح دخولها في هذه الحرب، عجز إسرائيل عن الحسم في وجه إيران.

تحذير دبلوماسي من ازدواجية القرار 

نقلت صحيفة “نداء الوطن” عن اوساط دبلوماسية قراءتها لمواقف «حزب الله» من الحرب الدائرة بين إيران من جهة، وبين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة ثانية؟ تجيب هذه الأوساط بالقول إن مواقف «الحزب» تعني «استمرار واقع ازدواجية القرار السيادي في لبنان، وتحديدًا ما يتعلق بقرار الحرب والسلم».

كما أتى توقيت كلام قاسم، بمثابة تحدّ  واضح ليس فقط لبيانات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، بل لمنطق الدولة ككل، وكأنه يكرّس من جديد معادلة «الحزب يقرّر والدولة تلحق».

أضافت: «إن خطورة مواقف الأمين العام لـ «الحزب» تكمن في أمرين:

1. الرسالة إلى الخارج، بأن «الحزب» ما زال يحتفظ بقراره العسكري ويحتفظ بدور الذراع الإقليمي لإيران، وهذا قد يُفسر كإشارة استعداد للمواجهة، أو حتى للاستدراج إلى مواجهة.

2. الرسالة إلى الداخل، برفض صريح لبيانات رسمية عليا، واستخفاف ببيان وزاري يُفترض أنه يمثل كل مكونات الحكومة، بما فيها «الحزب» نفسه.

ورأت «أن الدولة، كي تحافظ على صدقيتها، لا يمكن أن تكتفي بالمواقف الرمزية. مطلوب منها موقف مباشر واضح لا لبس فيه، يؤكد أن لا جهة يمكن أن تضع لبنان في مهب الحرب، خصوصًا في ظل التوازنات الهشة داخليًا وخطورة أي استدراج خارجي».

ولفتت إلى أن البيانَين الصادرَين عن رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة كانا بلغة «العموميات»، ولم يرتفعا إلى مستوى خطورة كلام الشيخ نعيم قاسم».

إقرأ أيضا: غارات مكثفة تهزّ الجنوب: انفجارات عنيفة في عدد من الأودية والبلدات

وخلصت الأوساط الدبلوماسية إلى القول: «عندما يبعث «حزب الله» برسالة بهذه الصراحة إلى الأميركيين والإسرائيليين من الأرض اللبنانية، فعلى الدولة ألا ترد بـرجاء أو تمنّ على «الحزب»، بل ببيان رسمي واضح وصارم يتضمن العناصر الآتية: إن قرار الحرب والسلم حصري بيد الدولة اللبنانية. وأن أي جهة تُطلق مواقف عسكرية أو عمليات دون قرار رسمي سيتم التصدي لها مباشرة. وإذا الدولة لم ترفع صوتها الآن في لحظة مفصلية، فمتى ستفعل؟ إن السكوت أو التعتيم سيعنيان قبولًا ضمنيًا بما يعلنه «حزب الله»، ويكرّسان حالة الدولة المتفرّجة على أراضيها. إن الرسائل الواضحة لا يردّ عليها إلا برسائل أوضح».

إدانة لبنانية للإعتداء الإيراني على قطر

أدان رئيس الجمهورية جوزاف عون الإعتداء الإيراني على قطر ورأى أن «دولة قطر الشقيقة التي لعبت دائمًا دورًا إيجابيًا لحل النزاعات التي شهدتها المنطقة في السنوات الماضية ولا تزال، تلقى من لبنان رئيسًا وشعبًا كل التضامن والدعم في ما يحفظ سيادتها وسلامة أراضيها وشعبها الشقيق».

من جهته دان سلام الاعتداء الذي تعرضت له قطر، وأكد على تضامن لبنان الكامل معها حكومة وشعبًا، وتمنى لها ولأهلها السلامة من أي مكروه.

غارات إسرائيلية تغطي الجنوب

في هذا الوقت تستمر الإعتداءات الاسرائيلية على لبنان، وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي عصر أمس، على أطراف عدد من القرى والأودية والتلال في مناطق النبطية وجزين والزهراني. وتركزت الغارات على منطقة مريصع بين بلدتي أنصار والزرارية، ووادي كفرملكي في منطقة إقليم التفاح، والوادي بين بلدات عزة، كفروة زفتا ودير الزهراني.

كما طاولت الغارات المعادية المنطقة بين مزرعة المحمودية وبلدة العيشية، ومنطقة الدمشقية إلى الشرق من مجرى نهر الخردلي، ووداي برغز. كذلك تعرضت تلة البريج في أطراف بلدة جباع لغارة جوية.

واستخدمت في الغارات، صواريخ ارتجاجية أحدث دويها انفجارات قوية تردد صداها في معظم المناطق الجنوبية. كما تسببت الغارات العنيفة على الوادي بين كفروة وعزة وزفتا، بحريق كبير في أحراج السنديان التابعة لوقف كنيسة مار يوسف في كفروة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو التابع له شنّ هجومًا على «مواقع عسكرية تابعة لـ «حزب الله» شمالي نهر الليطاني في لبنان»، مشيرًا إلى أن المواقع المستهدفة تضمّ «منصات لإطلاق الصواريخ ومخازن أسلحة».

واعتبر الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن «وجود هذه الأسلحة ونشاط «حزب الله» في المنطقة، يُشكّلان خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان»، مشددًا على أنه «سيواصل العمل لإزالة أي تهديد ضد دولة إسرائيل».

وأتى التصعيد السياسي والميداني في وقتٍ واحد، ليُشير إلى أن محاذير عودة الحرب إلى الجبهة اللبنانية لم تعد أمرًا افتراضيًا، ما يستدعي التعامل معه بطريقة رسمية مختلفة عمّا جرى في الشهور الأخيرة.

استنكار لبناني واسع لتفجير دمشق

من جهة ثانية، عمّ الاستنكار لبنان على مختلف المستويات جراء التفجير الإرهابي الذي استهدف مساء الأحد كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة في دمشق. أبرق رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى الرئيس السوري أحمد الشرع معزيًا بضحايا العمل الإرهابي. وكان الرئيس عون أجرى صباحًا اتصالًا هاتفيًا ببطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، وقدّم له التعازي بضحايا التفجير الإرهابي للكنيسة، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى.

السابق
قبل وقف إطلاق النار.. 5 موجات من الصواريخ الإيرانية نحو إسرائيل
التالي
ترامب: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ساري المفعول ويرجى عدم انتهاكه.. ما هي تفاصيل الإتفاق؟