كشف رسالة الضيف والسنوار وعيسى إلى «السيد»: اعتذار وإلحاح على دخول المعركة

Sinwar Nasrallah

نشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية ما قالت إنه «الكنز الاستخباراتي» الذي «وقع» بيد إسرائيل بعد اغتيال محمد السنوار الذي تضمّن «وثيقة مذهلة تصف بدقة، على لسان قادة حماس، الأسباب التي دفعتهم للخروج للهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر، والحالة الذهنية داخل حماس قبل الهجوم، والعلاقات بين حماس السنية وحزب الله وإيران الشيعية وباقي «حلقة النار»، وكذلك الخطة الكاملة لحماس التي كانت تعتقد أن الهجوم في 7 أكتوبر سيؤدي فعلًا إلى القضاء على دولة إسرائيل». 

تُفصل الوثيقة، التي كتبها ،  قادة حماس الثلاثة: محمد ضيف، يحيى السنوار ومروان عيسى إلى أمين عام حزب الله حينها السيد حسن نصر الله وإلى سعيد إيزادي، قائد «فيلق فلسطين» في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وتقول الصحيفة إنه «تم العثور على الرسالة في المخبأ الذي كان يستخدمه يحيى السنوار والقيادة العسكرية العليا لحماس، ضمن كمية كبيرة من المواد من هذا النوع، بما في ذلك مراسلات ووثائق وخطط ورسائل بين كبار قادة الحركة وجهات خارجية وبينهم بعضهم البعض». 

وكان التقدير هو أن الرسالة أُرسلت من قبل ضيف والسنوار وعيسى صباح 7 أكتوبر، بالتزامن مع بدء هجوم مقاتلي النُخبة على غلاف غزة، أو بعده بوقت قصير.

وأضافت الصحيفة: «يعتذر قادة حماس بعمق أمام نصر الله لأنهم لم يُعلموه مسبقًا بالهجوم، ويتوسلون إليه للانضمام للحرب، ويفصّلون كيف يرون مشاركة حزب الله واستمرار المعركة حتى تدمير إسرائيل. الرسالة هي في الواقع «أمر اليوم» لحماس، مضافًا إليه تحديثات واستكمالات، ليوم افتتاح المعركة لتدمير إسرائيل. تم إرسالها إلى نصر الله مع نسخة إلى سعيد إيزادي». 

فحوى الرسالة لنصرالله 

تبدأ الرسالة السرية هذه بالصلوات وآيات من القرآن. التقدير أن الرسالة كُتبت مسبقًا لكن أُرسلت فقط مع بدء هجوم النخبة صباح السبت. «الأخ المجاهد السيد حسن نصر الله، حفظه الله وأيده برعايته، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» هكذا افتتحت الرسالة: «نحن ندعو الله العظيم أن تصلكم هذه الرسالة وأنتم بصحة وعافية وخير».

وتضيف الرسالة: «حين تقرأ كلماتنا هذه يكون آلاف مجاهدي القسام قد خرجوا لمهاجمة أهداف الاحتلال الصهيوني المجرم، ويقصفون مواقعه وتجمعات مستوطناته ومطاراته وتقاطعاته في الجنوب وفي فلسطين المحتلة. يخترقون الجدار الفاصل ليواجهوا قوات الاحتلال ويستولوا على مواقع عسكرية ومدنية في المنطقة ويأسروا أعدادًا من جنود الاحتلال». وشرحوا لنصرالله إنه «سينضم إليهم آلاف المجاهدين من الفصائل والقوى الأخرى. والله نشهد أننا نطلب النصرة والعون عندما يتدفق مقاتلونا واحدًا تلو الآخر إلى أراضينا المحتلة لتوجيه الضربة الأقوى لهذا المحتل المجرم خلال العقود الماضية. هذه العقوبة مناسبة لهجماته على مسجد الأقصى، خاصة في الأسابيع الأخيرة. هذه الهجمات الشديدة هي تفريغ المسجد من المصلين المسلمين (..)». 

وفي حديثهم عن الإسرائيليين يقولون: «لقد منعوا مجموعات من المسلمين من الوصول إلى المسجد» تقول الرسالة، وتفصّل كيف «أوقفوهم على الحواجز والأبواب، اعتدوا عليهم واعتقلوهم وأبعدوا المئات في محاولة لتفريغ المسجد من المسلمين ليسهل عليهم تنفيذ مخططاتهم التلمودية والسيطرة عليه. ولن ننسى هدم البيوت، تهجير سكان القدس وخطط الاستيطان في القدس وبلداتها». 

وتقول الصحيفة: « يتلقى نصر الله هنا تقدير موقف في الوقت الحقيقي، مع اعتذار صريح من قادة حماس الثلاثة لأنهم لم يُخبروه مسبقًا بموعد الهجوم بسبب «قدرات العدو الاستخبارية».

إلحاح على نصرالله 

في بقية الرسالة يحاول كبار قيادة حماس إقناع نصر الله بالانضمام: «ليس خافيًا أن المعركة تحت عنوان القدس والأقصى هي معركتنا جميعًا، وتحت هذا العنوان يمكننا جمع الأمة كلها ويمكن أن نمنع الكثيرين من دعم العدو وتقويته». وهنا تقتبس الرسالة آيات من القرآن (اقتبست بعضها في بدايتها) تلزم «المؤمنين» بالعمل ضد «الكفار».

ومما جاء في الرسالة الطويلة «أخانا الحبيب (المقصود نصر الله)، إن ثمن أي تردد سيكون كبيرًا ولا يمكن تحمله لا بالنسبة لمخططنا جميعًا ولا لكم ولا للجمهورية الإسلامية. وذلك لأن ضربات العدو ومحاولاته للحصول على صورة انتصار واستعادة الردع ضد إيران وسوريا بأسلوبه المعتاد، ستكون فوق ما يمكن تحمله وستفوق كل خيال». 

وأضاف القادة الثلاثة «نرى أنه يجب عليكم المسارعة للمشاركة وأن تضعوا ثقتكم بالله وتؤمنوا بنصره. (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ)». 

وجاء في طلبهم لنصرالله: «قصف مركز بالصواريخ على شرايين العدو الأساسية برشقات كبيرة تشتت وتقهر القبة الحديدية، وخلالها تُقصف المطارات ومقرات القيادة والأهداف الاستراتيجية، مما يؤدي إلى شل قدرة سلاح الجو وتحطيم نظام القبة الحديدية. هذا سيُدخل العدو في حالة من الصدمة والخوف، وهذه الحالة ستكون مناسبة لبدء هجوم بري واسع للسيطرة على الأرض والسكان، ما سيؤدي، بإذن الله، إلى حالة انهيار سريع». 

وتحدثوا عن إيران وسوريا بالقول: «كما قُدم سابقًا، الجمهورية الإسلامية وسوريا لا تحتاجان للتدخل المباشر، بل يجب أن تكون هناك مشاركة فاعلة من كل قوى محور المقاومة الأخرى (المجموعات المختلفة) ومن جميع الجبهات وبأقصى قوتهم. استمرار القصف المركز والهجوم بالطائرات المسيرة ليومين أو ثلاثة سيحقق الهدف، بإذن الله».

السابق
المنطقة على حافة الانفجار: إيران تتوعد.. الخليج يندد والنفط يهوي إلى أدنى مستوى منذ 5 سنوات
التالي
ترامب يعلن وقفا للنار بين إسرائيل وإيران.. هل وافقت طهران؟