
لن يعطي لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي دعم فعلي لإيران في اجتماعه مع وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي!
فإيران لم تحصل من روسيا في حربها مع إسرائيل سوى على الدعم المعنوي. وهي لم تحصل، على الأقل رسميًا، لا على طائرات ولا على صواريخ روسية، يبدو أنها كانت قد طلبتها من روسيا!
تحالف بلا حماية
ما لا تستطيع إيران أن تفهمه هو أن روسيا تركت الشرق الأوسط. ولم تعد تتمتع بنفوذ جدي فيه. وقواعدها في سوريا تراجعت. وأن العالم دخل في زمن الشرق الأوسط الجديد الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة منفردة.
وفي هذا الزمان “الأميركي”، يعيش الشرق الأوسط في ظل “الأمن الإسرائيلي”، الذي استطاع أن يفرض نفسه في سوريا ولبنان وغزة، وصولًا إلى إيران.
وهو نجح، إلى حد كبير، بقطع الأذرع الإيرانية في المنطقة؛ من إسقاط نظام الأسد وضرب حماس وحزب الله والحوثيين، وصولًا إلى هدفه الأخير، وهو تغيير النظام في إيران.
إن توقيع معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران الأخيرة في 27 كانون الثاني/يناير 2025، لم يشمل الدفاع المشترك.
وتنص هذه المعاهدة في الأمن والدفاع فقط على التالي:
- تبادل المعلومات والخبرات بين أجهزة الاستخبارات والأمن لمواجهة التهديدات المشتركة، مثل الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة.
- التعاون في مجال الأمن السيبراني.
- تنسيق الأنشطة على المستويين الإقليمي والعالمي.
- لا تُعد المعاهدة تحالفًا عسكريًا رسميًا، ولكنها تنص على الامتناع عن تقديم أي دعم عسكري أو غيره للطرف المعتدي في حال تعرض أحد البلدين للعدوان.
لا نووي لإيران مقابل لا اعتراض في أوكرانيا
من جهة أخرى، يحتاج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمساندة “صديقه” الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حربه على أوكرانيا. فالرئيس ترامب يسعى لإنهاء الحرب، مع موافقته باحتفاظ روسيا بالمناطق الخمس التي تعتبرها روسيا انها روسية.
محادثتان هاتفيتان فائقتا الأهمية جرتا بين الرئيسين ترامب وبوتين في الفترة الأخيرة. بينهما المخابرة الهاتفية التي سبقت الضربة الإسرائيلية لإيران بأيام.
وفي هذه المحادثة الهاتفية قال الرئيس فلاديمير بوتين للرئيس ترامب إن روسيا لا توافق على حصول إيران على القنبلة النووية، وهو ما يمكن أن يكون اعتبره الرئيس ترامب غض نظر روسيًا في إيران مقابل غض نظر أميركي في أوكرانيا.
الرئيس دونالد ترامب تحدث بوضوح عن تغيير النظام في إيران. والمطلوب من إيران بحسب ترامب لم يعد الاستسلام وتفكيك برنامجها النووي طوعًا فقط، بل أيضًا إسقاط النظام مع الحرس الثوري. وهو ما يؤكد على مواجهات عسكرية لن تنتهي عما قريب!
وعلى المدى الطويل، فإن إيران في المواجهة مع الأميركيين تكون أمام خيارين وأمام انتحارين؛ إما الانتحار السياسي وإما الانتحار العسكري!
أما روسيا، فباستثناء الدعم المعنوي لإيران، سوف تقف على الأرجح في هذه الحرب فعليًا على الحياد. وستكمل إيران مواجهتها ضد إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منفردة.
اقرأ أيضا: ماذا بعد قصف فوردو؟