نجحت زيارة الرئيس محمود عباس الى لبنان بإزالة كلّ الالتباسات حول مصير الفلسطينيين وسلاحهم في المخيمات اللبنانية وخارجها، في ضوء الواقع الجديد الذي نشأ بعد حرب اسناد غزة المدمرة، وانكسار محور الممانعة وانكفائه النسبي في المنطقة.
ففي بيان مشترك للرئاستين اللبنانية والفلسطينية، عقب زيارة الرئيس عباس لقصر بعبدا امس، أبدى الجانبان التزامًا واضحًا بمبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، ورفض أي مظاهر مسلّحة خارج إطار الشرعية. كما تم التشديد على تعزيز التنسيق بين السلطات اللبنانية والفلسطينية لضمان الاستقرار داخل المخيمات، والالتزام بعدم استخدام الأراضي اللبنانية في أي أعمال عسكرية، والتعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف.
وقد نقلت اليوم الجمعة، وكالة فرانس برس عن مصدر حكومي لبناني، ان سحب السلاح من المخيمات الفلسطينية في لبنان سوف يبدأ منتصف حزيران من العام الحالي، اي بعد اقل من شهر.
حملة تزكية البلديات
ومع انتهاء الزيارة مساء اليوم الجمعة، ستعود الانظار شاخصة في الاتجاه الجنوبي حيث ستُجرى السبت المقبل الجولة الرابعة والاخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية في ظل دعوات للمشاركة بكثافة في الاستحقاق،ابرزها لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وجه نداءً الى الجنوبيين “للمشاركة الكثيفة في الإقتراع للوائح التنمية والوفاء ، خاصة في القرى الأمامية لإنتاج مجالسها البلدية والإختيارية وللتأكيد من خلالها للمحتل الإسرائيلي ولآلته العدوانية ، أن هذه القرى العزيزة لن تكون إلا لبنانية لأهلها ومساحة للحياة وليست أرضاً محروقة وسنعيد إعمارها ولن تكون شريطاً عازلاً مهما غلت التضحيات”.
وقد رافق نداء بري حملة قوية قادها الثنائي الشيعي في مدن وقرى وبلدات الجنوب من اجل فرض الفوز بالتزكية دون اجراء انتخابات، عن طريق اتفاق حركة امل وحزب الله على توحيد اللوائح وسحب المرشحين المنافسين.
اشارت آخر احصاءات وزارة الداخلية والبلديات فيما خص الانتخابات البلدية والاختيارية في جنوب لبنان الى فوز 95 بلدية بالتزكية حتى الساعة، جاءت على الشكل التالي:
– التزكية في بلديات محافظة النبطية: ٤٣ بلدية
– التزكية في بلديات محافظة لبنان الجنوبي: ٥٢ بلدية
ولفتت الى انه جاء تقسيم البلدات التي فازت بالتزكية بحسب الاقضية:
– جزين: ١٣ بلدة
– صور: ٣٠ بلدة
– صيدا: ١٢ بلدة
– النبطية: ١٠ بلدات
– بنت جبيل: ١٦ بلدة
– حاصبيا: ٣ بلدات
– مرجعيون: ١١ بلدة
ولفتت الى فوز 77 مختارا بالتزكية في كل من النبطية ولبنان الجنوبي.
معركة جزين
احتدمت المعركة الانتخابية البلدية والاختيارية في جزين ووصفت بأم المعارك، إذ تمثل نموذجًا للصراع السياسي المتواصل بين القوى اللبنانية التي ترى في هذا الاستحقاق فرصة لإعادة ترتيب أوراقها وتثبيت قوتها واصطفافاتها وتحالفاتها، مما يؤكد مدى حضورها، أو محاولة استعادتها ارتباطًا بالتغييرات التي طرأت على الساحة الجزينية، والتي تُوّجت بفوز “القوات اللبنانية” بنائبين سعيد الأسمر وغادة أيوب، إلى جانب النائب المستقل شربل مسعد، وخسارة التيار البرتقالي لمقاعده النيابية الثلاثة.
وتدور رحى المعركة التي بلغت ذروتها عشية موعد الاستحقاق يوم السبت في 24 أيار الجاري، بين لائحتين مكتملتين، الأولى “بلديتكن مستقبلكن”، برئاسة بشارة جوزيف عون وهي مدعومة من العائلات الجزينية وحزبَي “القوّات اللّبنانيّة” و”الكتائب اللّبنانيّة”، وتضم 18 مرشحًا بلديًا بينهم 5 سيدات، 6 مخاتير لجزين، ومختارين لعين مجدلين.
أما اللائحة الثانية “سوا لجزين عين مجدلين” برئاسة دافيد طانوس الحلو، وهي مدعومة من التيار الوطني الحر والنائب السابق إبراهيم عازار والعائلات وتضم 18 مرشحًا بينهم 4 سيدات، 6 مخاتير لجزين، ومختارين لعين مجدلين.
الاعتداءات الاسرائيلية
بعد سلسلة غارات استهدفت الجنوب اللبناني جهة القطاع الغربي بعد منتصف الليل، يعود الهدوء الحذر ليسيطر على كافة مناطق الجنوب مع تحليق مستمر للطيران المسير والأباتشي بين حين وآخر.
وقد القت مسيرة اسرائيلية ظهر اليوم، قنبلة على بلدة عيتا الشعب دون وقوع اصابات.كما استهدفت الطائرات الحربية والمروحية الإسرائيلية بغارتين فجرا، غرفا جاهزة عند أطراف دير انطار في قضاء بنت حبيل وبلدة شمع في قضاء صور.
مصدر أمني إسرائيلي قال لمحطة الحدث الخليجية، ان لا انسحاب من النقاط الـ 5 فيما حزب الله يحاول استعادة قوته، وانه يحاول تهريب السلاح عبر المطار والميناء والحدود، مؤكدا انه عندما لا يصادر الجيش اللبناني سلاح حزب الله نقوم بالقصف، كاشفا ان إسرائيل تزود لبنان بمعلومات وإحداثيات المواقع التي تستهدفه.
