
رُفع ما كان محرمًا، وما عادت القوات اللبنانية صهيونية، ولا سمير جعجع صهيونيًا، وعاب التحالف على المتحالفين عداواتهم واتهاماتهم وجنونهم في السبّ والشتم واللعن والتكفير والقتل!
بدا للجميع ماهية الخطاب الشعبوي كمادة بهلوانية يتقن فنونها الثنائي الشيعي ، كما يتقنها الثنائي الماروني، من خلال تحالف أسقط عورات الثنائيات على بلدية استحلبتها أفواه جميع الطوائف، وهي بقرة بيروت الحلوب.
شراكة قديمة
ليست المرة الأولى التي يُرفع فيها الحرُمُ عن القوات اللبنانية. في الانتخابات النيابية عام 2005 كانت اللوائح مشتركة، وتحوّل الحرام إلى حلال، ومنذ الاتفاق الرباعي، الحزب والقوات شركاء فعليين في كل الحكومات.
بعد هزيمة الحزب الاخيرة، وبداية التغيير في مناخ السلطة، ومع حكومة الرئيس سلام، تشارك الحزب والقوات في حكومة ما بعد العدوان الإسرائيلي، والتي تحظى بتأييد ودعم من قبل كل من يعاديهم حزب الله في الداخل والخارج.
رغم ذلك، ومع كل خطاب شعبوي للحزب والقوات، تسيطر صهينة القوات على خطاب الحزب، وتسيطر العمالة الإيرانية لحزب الله على خطاب القوات …
ليست المرة الأولى التي يُرفع فيها الحرُمُ عن القوات اللبنانية. في الانتخابات النيابية عام 2005 كانت اللوائح مشتركة، وتحوّل الحرام إلى حلال
بين الحزبين شراكة كاملة في الحكومات وفي الاستحقاقات الأخرى، ومع ذلك ثمّة لعن بينهما دائم ومتواصل، يبدو أن العداوة بينهما مجرد عدة شغل يحتاجها كل حزب لشدّ العصب والعصبية، وكي تبقى مبررات ضخهما لكراهية أحدهما الطائفية والسياسية والعقدية، وتهمة التعامل مع بلدين أجنبيين، قضية يتنفس منها الحزبان خدمة لدورهما في سعيهما المتواصل لمصادرة قرار الطائفتين الشيعية والمارونية.
سكين الفتاوى
ذُبح الكثيرون بسكين الفتاوى، عندما بنوا صلة مع القوات اللبنانية، أو أنهم تبنوا أفكارًا غير تخوينية للحزب الذي تجري دائمًا محاسبته على ماضيه، وحاولوا أن يذهبوا بعيدًا فيما يذهب به حزب الله ساعة يشاء، فيطهر القوات من نجاسة العمالة ساعة يشاء، وينجسها ساعة يريد، في حين يُحرّمُ على أحد مدّ يد للسلام على قواتي، لأنها يد صافحت العدو في زمن الحرب، وهي معادية للمقاومة ولسلاح الحزب.
يبدو أن أقرب حزب لحزب، هو حزب القوات لحزب الله، وهذا تاريخ الشراكة بين الحزبين، والذي لا يحتاج إلى شرح، كما أن أوجه الشبه بينهما تجعلهما لصقاء وأصدقاء أكثر مما هما أعداءً بدافع الضرورات.
المأدلجون من القواتيين لم يراعوا مواقفهم المتذبذبة من حزب الله، ولم يميزوا بين مواقفهم منه، في لحظة سيطرت عليها رغبة الفوز، وجرعة النصر، وسياسة الكسب السريع
صوتك تحاسب عليه يوم لا يسأل عنه سوى الله، في يوم محسوب وموعود، وكم من مرة استخدم الحرام شرعًا في مصيدة السياسة، وفي الاستحقاقات المتعددة، وكان المقلدون لفتاوى اللوائح الشرعية، لا يميزون بين حرمة انتخاب فلان هنا، وحلال انتخابه هناك، ولم يسألوا عن حلال وحرام يتغير بتغير المصالح، ولم ينتبهوا أن الحلال والحرام لا يمكن وضعهما في تنكة بنزين، أو علبة سردين، أو وعد بدين ينفذ ساعة الفوز أو بعدها.
والمأدلجون من القواتيين لم يراعوا مواقفهم المتذبذبة من حزب الله، ولم يميزوا بين مواقفهم منه، في لحظة سيطرت عليها رغبة الفوز، وجرعة النصر، وسياسة الكسب السريع من قبل حزب حالفهم وحالفوه، وهو متمسك بسلاحه الذي يعتبروه مصدر كل شر، والذي يستقوي به على الجميع دون استثناء.
لذا.. لا يمكن جعل السياسة ملائكية طالما تتحكم بها الشياطين!!
اقرا ايضا: المحاصصة تحت شعار المناصفة في بيروت.. علي الأمين: مسألة نزع السلاح لا مفر منها ولا يمكن إهمالها