بلدية صيدا.. بين المسؤولية والذنب!

نعم، المسؤولية والذنب… تُناقش “حنة أرندت” مفهوم المسؤولية الفردية في مواجهة الأنظمة المريضة، مُشددة على أهمية التمييز بين المسؤولية القانونية والمسؤولية الأخلاقية، ترى أن الأفراد يتحملون مسؤولية أخلاقية عن أفعالهم حتى في ظل الأنظمة المريضة، مما يُبرز أهمية التفكير النقدي والضمير الفردي!

سالني سائل عزيز على قلبي وعقلي كيف حالك ومحتالك في هذه الأيام، غيبتك، او”حبستك” طالت وليه؟

قلت: لأني طيب، وابن نكتة وابن ايه، لان أمّي فيها أصول فرعونية وفينيقية وكنعانية وابعد.. وابعد!

انتخابات بلدية صيدا

قال: وماذا عن أنتخابات بلدية مدينة صيدا تحديداً، المدينة التاريخية المنطفئة؟ ولماذا تسير الأمور بشكل سلبي بدل إن يكون الجميع قلوبهم على صيدا المدينة؟!

قلت: على مسافة ساعات زمنية من موعد الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة الجنوب تتجه المدينة بخطى متسارعة نحو معركة انتخابية حامية بين عدد من اللوائح المدعومة من هذا وذاك من الاحزاب والتنظيمات والسياسيين والمتمولين والعائلات الروحية المقدسة ومن لم “يحسم” امره بعد، من هنا وهناك، ومن “ترك” لجمهوره “حرية” الاختيار!

دون ان ننسى الجمعيات والتجمعات والمجامع “المدنية” و “الخيرية” و “الإنسانية” بالإضافة إلى مرشحين منفردين “احتياط” حيث بلغ عدد المرشحين على الانتخابات البلدية  حتى ليل الأحد – الاثنين 96 شخصًا يتنافسون على 21 مقعدًا بلديًا بمن فيهم الرئيس ونائب الرئيس، الله يفتح يا صديقي علي وعليك…

نعم، ما يجري في صيدا لعبة كراسي يا حبيبي، وليس لوائح متوازنة ومتوازية، وسوف تُركّب النتائج النهائية، حسب المحاصصة، محاصصة العرض والطلب الاستهلاكية، بين القوى السياسية الرئيسية في المدن “الخلفية” عن سابق إصرار وترصد،  بين الممولين القدامى والجدد والمستجدين…

نعم، من أصحاب رؤوس الاموال القدامى والجدد والمستجدين، وسيأتي مجلس بلدي هجين مهجن على القياسات من هنا ومن هناك، وأتمنى إن لا يحدث ذلك،  ولكن كذلك قالت او قال كذلك، نحن جمهور كما الإسفنجة نمتص كل السوائل دون أن نعرف ما هي!؟

ام المعارك

لذا يا صديقي العزيز، يطلقون في الصالونات السياسية “المعنية” ان الانتخابات البلدية في صيدا، سوف تكون ام المعارك في المدينة التاريخية التي لم تشفى من جراحاتها القديمة والجديدة والمستجدة، نعم ام المعارك، وخصوصاً المقاعد الرئاسية الأولى والثانية والثالثة، مقعد رئيس البلدية، ومقعد نائب الرئيس، والمقاعد المهمة التي تليها!

نظرة واحدة يا صديقي على عدد المرشحين وعداداتها يعطيك ويعطينا تصور عن شكل “المعركة” اذا لم يتوصلوا إلى إتفاق وطني من اجل صيدا المدينة الوطنية بامتياز،  سنقضي الستة أعوام القادمة خلافات بخلافات سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية وفلسفية عن قصة البيضة والصوص الوجودية،  خلافات كثيرة بين الأطراف المعنية التي تعيش على الصراعات السليبة القاتلة، وليس الصراعات الايجابية من اجل ان تعود صيدا الى الحياة، بعد موتها الطويل الطويل الطويل!

نعم، تُقدّم حنة أرندت قراءات وتحليلات عميقة لشخصيات وأعمال بشر عاديين وقديسين، ومفكرين وفلاسفة، مُستخدمة أفكارهم لفهم التحديات الوجودية والأخلاقية -مهما  كانت صغيرة- التي تواجه الإنسان في العصر الحديث. تُبرز كيف أن هذه الشخصيات تناولت قضايا مثل الخطيئة، العبث، والقلق، مما يُسهم في فهم أعمق للواقع الإنساني الذي “نعيشه” مهما كانت القضايا و”الاستحقاقات” السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية صغيرة  او ثانوية..!

اقرأ ايضا: انتخابات صيدا…«لعبة كراسي» بلا لوائح مكتملة: الزعماء يربحون والناس تائهون!

السابق
ضربة «قاتلة» في خان يونس: تأكيد مقتل محمد السنوار بعملية استخباراتية إسرائيلية دقيقة
التالي
عن «رفع الحرم» بتحالف الحزب والقوات في بلدية بيروت!