
أعلن مؤخرًا عن تشخيص الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بسرطان البروستاتا العدواني الذي انتشر إلى عظامه، وهو الكشف الذي أعاد إشعال النقاش حول حالته الصحية، وتوقيت إعلانها، وتأثيرها على مسيرته السياسية، خصوصًا مع اقتراب موعد صدور كتاب جديد يسلط الضوء على قرار بايدن بالترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2024 وسط ظروف صحية حرجة.
تشخيص سرطان البروستاتا العدواني
تم تشخيص الرئيس السابق، الذي يبلغ من العمر 82 عامًا، بسرطان بروستاتا عدواني بدرجة غليسون 9 من 10، مما يصنف المرض على أنه «عالي الدرجة» وقادر على الانتشار بسرعة، حيث تم التأكد من أن السرطان وصل إلى عظامه. جاء التشخيص بعد أن طلب بايدن الرعاية الطبية لأعراض بولية الأسبوع الماضي، وأكد المكتب الطبي للبيت الأبيض التشخيص يوم الجمعة.
رغم طبيعة المرض العدوانية، أعلن المكتب أن السرطان يبدو حساسًا للهرمونات، مما يسمح بخيارات علاجية فعالة إلى حد ما. تلقى بايدن دعمًا من مختلف الأطراف السياسية، حيث وصفته كامالا هاريس بأنه «مقاتل»، وأشاد باراك أوباما بدعمه لأبحاث السرطان من خلال مبادرة «القفزة القمرية لمكافحة السرطان».
ويأتي هذا التشخيص في وقت تراجع فيه بايدن عن خوض انتخابات 2024، بعد نقاشات مثيرة حول صحته وأدائه السياسي، خصوصًا بعد المناظرة الشهيرة مع دونالد ترامب في يونيو 2023، والتي شهدت انتقادات واسعة.
ويُشير الأطباء إلى أن سرطان البروستاتا المتقدم عادة لا يُشفى بشكل كامل، لكنه غالبًا ما يستجيب للعلاجات ويمكن للمريض أن يعيش لسنوات مقبلة مع جودة حياة معقولة.
تساؤلات حول توقيت إعلان الحالة الصحية
هذا وأثار إعلان الحالة الصحية لبايدن موجة من التساؤلات والشكوك في الأوساط السياسية والإعلامية، إذ اعتبر البعض أن الإعلان جاء في توقيت مشبوه، مشيرين إلى أن كبار المسؤولين كانوا يعلمون بالحالة الطبية لفترة طويلة قبل الكشف عنها علنًا.
وتساءل منتقدون عن مدى شفافية الإدارة السابقة في التعامل مع قضية صحة بايدن، وطرحوا فرضيات حول وجود محاولة استراتيجية لمزامنة الإعلان مع صدور كتاب جديد يسلط الضوء على تفاصيل غير معلنة عن إدارة بايدن وقرار ترشحه للانتخابات.
هذا النقاش أعاد إلى الواجهة قضايا الشفافية وحق الجمهور في معرفة الحالة الصحية لمن يشغلون أعلى المناصب في البلاد، خصوصًا عندما تؤثر هذه الحالات على قدرتهم على أداء واجباتهم.
الكتاب الذي يكشف خفايا قرار بايدن
وللمفارقة، من المقرر صدور كتاب جديد اليوم 20 أيار 2025، من تأليف صحفيين أمريكيين مرموقين، يعرض تحليلاً مفصلاً وصريحًا لأحد أكثر القرارات مصيرية في السياسة الأمريكية الحديثة: قرار جو بايدن خوض انتخابات 2024 رغم تدهور حالته الصحية الواضح.
يروي الكتاب، لمؤلفيْه جيك تابر وأليكس طومسون، من خلال مصادر داخلية ومقابلات مع مسؤولي البيت الأبيض، كيف أن بايدن وعائلته وكبار معاونيه كانوا مقتنعين بقدرته على هزيمة دونالد ترامب، لكنهم في الوقت ذاته أخفوا حقيقة وضعه الصحي عن الجمهور، مما أدى إلى تصاعد الجدل بعد مناظرة يونيو 2023 التي كشف خلالها ضعف أدائه بشكل واضح.
ويعكس الكتاب تحليلاً موسعًا لآلية صنع القرار داخل الإدارة السابقة، ويكشف كيف أن الترشح كان قرارًا محفوفًا بالمخاطر وشبه متهور، مبينًا أن الإنكار والتضليل الذي رافق هذا القرار كان له آثار كبيرة على المشهد السياسي الأمريكي، من ضمنها عودة ترامب إلى الساحة السياسية بقوة.
ويطرح المؤلفان من خلال كتابهما أسئلة جوهرية عن المساءلة والشفافية في أعلى مستويات السلطة، ويناقشان كيف يمكن لهذه القضايا أن تؤثر على الديمقراطية الأمريكية لسنوات قادمة.
