
تشكّلت في النبطية لائحة غير مكتملة في وجه لائحة الثنائي الشيعي، وهي مؤلّفة من 12 عضواً اتفقوا ان يكون عنوانها “النبطية تستحق الحياة”، والاعلان ان معركتهم تنموية وليست سياسية، مع العلم ان الحزب الشيوعي اللبناني ممثل في هذه اللائحة واعلن دعمه لها.
وإضافةً إلى اللائحتين، يخوض أربعة مرشحين آخرين الانتخابات، من دون لائحة، ما يجعل العدد الإجمالي للمرشحين الاعتراضيين 16، في وجه 21 للائحة الثنائي. وينافس الاعتراضيون لائحة «تنمية ووفاء» التي توافق الحزب والحركة على تشكيلها وفق التوزيع المُعتمد منذ عام 2004 للحزب بينهم الرئيس، وتسعة للحركة بينهم نائب الرئيس، وعضو مسيحي يتوافق عليه الطرفان.
اقرأ أيضاً: ائتلاف السلطة يفوز في بيروت والبقاع..وانتخابات بلديات الجنوب ستجري فوق الركام
مصدر في لائحة النبطية تستحق الحياة اوضح لموقع “جنوبية” انه كان يوجد مرشحان من الحزب الشيوعي انسحب احدهما من اللئحة وبقي الاخر، والحزب الشيوعي اعلن دعمه للائحة، واكد ان اللائحة تختلف مع حزب الله ونعتبره من اركان السلطة، وقد منع الحزب التوافق على لائحة لانه يريد ان يفرض رئيسا من قبله ويتدخل بتسمية اعضاء اللائحة.
واوضح المصدر متابعا: “نحن نخوض المعركة تحت العنوان التنموي وكشف ملفات الفساد واسباب الفشل الذي لاحق البلديات السابقة في النبطية”.
ولدى مواجهة المصدر ببعض الاتهامات التي ترى في اللائحة المعارضة الانفة الذكر انها لائحة موازية ورديفة للائحة الثنائي، خصوصا وان ابن شقيق عبد الله بيطار رئيس تجمع تجار النبطية المقرب من حركة أمل هو مرشح على لائحتكم “النبطية تستحق الحياة”، وهو ما حدا ببعض المرشحين المستقلين الى الانسحاب، اجاب المصدر، ” نحن نعتقد انه يجب فصل السياسة عن العمل البلدي، اما النيابية فموضوع اخر، والسياسة في صلبها، بعد سنة سوف تجري الانتخابات النيابية، وسوف انضم انا وغيري من المعارضين في المدينة الى المعارضة السياسية، ولن نهادن “الثنائي الشيعي” او نوافقه في سياسته.
ميرنا بشارة: الواقع سياسي
غير ان الناشطة السياسية ابنة مدينة النبطية ميرنا بشارة الغير مرشحة للانتخابات والتي تقف موقف المراقب لما يجري والدعم لمرشحي المعارضة، اعربت لموقع “جنوبية” عن عدم رضاها عن شكل وأداء لائحة المعارضة “النبطية تستحق الحياة”، فهي برأيها اصبحت رديفة للائحة السلطة، وقالت ان “في اللائحة شخصيات عبء عليها، هناك رموز تدعي انها من جماعة ثورة تشرين وتدعم المعارضة، اعلنت صراحة انها مع حرب الاسناد التي اشعلها حزب الله على حدودنا مع اسرائيل، وتسببت بالكوارث التي حلّت فينا”.
واردفت ان “بعض اعضاء اللائحة المفترض انها معارضة ينشرون صورهم تزلفا مع شهداء حزب الله حتى يستجدي عطف جمهور الحركة والحزب، وكأن المراد هو ان تصبح اللائحة المعارضة لائحة ظل للثنائي الشيعي”.
ولدى سؤالها عن رأيها بمنطق عدم تسييس العمل البلدي الذي يتذرع به بعض اعضاء اللائحة أجابت: “هؤلاء مصرون ان معركة الانتخابات البلدية يجب ان تكون غير سياسية، ولكن الواقع سياسي، فهل النبطية دمرها زلزال؟!”.
وتجيب” ما دمّر سوق النبطية هو عدم تحييده عسكريا، فركام سوق النبطية هو الناخب الاكبر فيها، لذلك لا يجوز القفز فوق المحاسبة والمسؤولية، واذا كان طيران العدوّ هو الذي دمر سوق المدينة، فلماذا جعلوا السوق ساحة للحرب، وليس مكانا للجوء المدنيين اليه وحيّدوه عن المعركة كما فعل اهالي صور مثلا، فحيّدوا سوقها الاثري وجنبوه الدمار؟”.
بشارة: “بعض اعضاء اللائحة المفترض انها معارضة ينشرون صورهم تزلفا مع شهداء حزب الله حتى يستجدي عطف جمهور الحركة والحزب، وكأن المراد هو ان تصبح اللائحة المعارضة لائحة ظل للثنائي الشيعي”
من ناحية ثانية تقول بشارة” عندما استلم حزب الله البلدية، حاصروا المستقلين ومنعوا نشاطاتهم، ومنعوا المسارح والمهرجانات والانشطة المدنية، ومنعوا الثورة على السلطة، لذلك فان المعركة هي سياسية بامتياز، والثنائي هو الذي بدأ بتسييسها، وبالتالي لا يجوز ان نختبىء خلف اصبعنا ونقول ان المعركة تنموية، مع العلم انهم فشلوا تنمويا وخدماتيا ايضا”.
وفي النهاية تفهمت الناشطة ميرنا بشارة موقف المنسحبين الاربعة من اللائحة، ووجدت فيه انه موقف مبدأي، لان من اختار تسييس العمل البلدي في النبطية هم انصار الثنائي، ويتصرفون بالبلدية كما لو انها تابعة لاجدى مؤسساتهم الحزبية، وبالتالي فانه لا بدّ من التصدي لرموزهم ومرشحيهم في البلدية ومنعهم من الاستفراد بسلطتها وصلاحياتها كما يحدث دائما.