
في استفزاز إسرائيلي جديد عند حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة، أمر قائد لواء احتياط إسرائيلي، العقيد (احتياط) د.، مؤخرًا الجنود برفع علم إسرائيلي ضخم فوق نقطة مراقبة جديدة تابعة للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان وهي الأبعد غربًا في المنطقة — فوق منازل في مستوطنة شلومي مباشرة.
وما تزال إسرائيل تحتل 5 نقاط على الأقل في الجنوب، رغم اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الفائت الذي ينص على انسحابها الكامل من الاراضي اللبنانية.
ما القصة؟
بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» التي زار مراسلها ما أسماه «نقطة مراقبة في جنوب لبنان»، وقال إنه «جزء من الخط الدفاعي الجديد الذي أقامته إسرائيل بعد الهدنة، والتي رغم وجودها لا يزال حزب الله يراقب عن كثب».
وعن رفع العلم الإسرائيلي، قالت الصحيفة: «يرفرف العلم الآن من الحافة الجنوبية الشرقية للنقطة، مواجهاً الجانب الإسرائيلي بدلاً من النظر شمالًا نحو القرى اللبنانية علما الشعب والناقورة».
ما هو أخطر: منطقة عازلة
هذه النقطة «هي واحدة من خمس مواقع تشكل منطقة عازلة صغيرة يعمل الجيش الإسرائيلي على تأسيسها رسميًا عبر الحدود مباشرة»، بحسب الصحيفة التي أضافت أن «الجنود المتمركزون هناك، أغلبهم من قدامى لواء جولاني، وضعوا العلم كرسالة لسكان الشمال: نحن هنا، نحميكم».
وقال الرائد (احتياط) د. من اللواء، الذي قاد الحرب على جنوب لبنان العام الفائت: «علما الشعب حالة مثيرة للاهتمام. على عكس القرى الأخرى في القطاع، هذه القرية بقيت سليمة. سكانها لم يسمحوا لحزب الله بإنشاء وجود والآن هم يحصدون الثمار».
لكن حزب الله، أضاف، لا يزال قريبًا — خارج متناول اليد — يبحث عن سبب ليبقى ذا صلة. وأردف أحد كبار الضباط: «مسألة وقت فقط قبل أن يطلب اللبنانيون انسحابنا، وسيستخدم حزب الله ذلك ليزعم أننا نحتل أراضيهم، تمامًا كما فعل مع مزارع شبعا».

إعطاء إسم للموقع المحتل
وأضافت الصحيفة: «النقطة التي أُطلق عليها رسميًا اسم «مجن يهودا» (درع يهودا) قد تحصل على اسم جديد: «روتيم»، تيمناً بموقع جيش الدفاع الإسرائيلي السابق في نفس المنطقة قبل الانسحاب الإسرائيلي عام 2000. من موقع رفع العلم، فوق نقطة التقاء السدود الترابية، يتضح الأهمية الاستراتيجية للنقطة».
تحت العلم، تقوم مجموعة من الضباط الاحتياطيين بجولة تعريفية. قريبًا سيحلّون محل قوات لواء كرمل الحاليين. وقال قائد السرية النقيب ر: «من هنا يمكن السيطرة بسهولة على مناطق شاسعة — قرى، طرق — وليس فقط شلومي»
وأضاف العقيد د. من جهته: «قبل أسبوع فقط، التقيت بسكان من شلومي وحنّيتا. قالوا لي: إذا نزل هذا العلم، سنرحل. إنه يمنحنا شعورًا بالأمان — لأننا نعلم أن جيش الدفاع هناك».
«القوات الإيطالية تراقبنا»
لا يفصل بين النقطة وفتحة كبيرة في السياج الحدودي أكثر من 200 متر من طريق ترابي. بالقرب منها طريق مكشوف آخر يؤدي شرقًا نحو علما الشعب. تقول الصحيفة: «في يوم صافٍ، يمكن رؤية مدينة صور شمالًا وجامعة حيفا جنوبًا».
وقال المقدم (احتياط) ج.، قائد الكتيبة: «قبل سبعة أشهر، كان هذا المكان مختلفًا تمامًا. كانت منطقة محصنة لحزب الله، مليئة بالأسلحة ومواقع إطلاق مخفية في الأدغال ومدفونة تحت الأرض. كشفنا عنها كلها، ودمّرناها — لكن العمل لم ينتهِ بعد».
بدوره، قال النقيب ر: «حزب الله لا يزال هنا، يراقب، يجمع معلومات»>
وقد كُلّف بقيادة الإحاطة الأولية لأن قادة الكتيبة واللواء كانوا مشغولين بالتحقيق في سرقة أسلحة حديثة من نقطة أخرى. وأضافت الصحيفة: «ر. متمركز هنا منذ فبراير في ما يسميه الجيش الإسرائيلي «معركة دفاعية».
تقع نقطة المراقبة تحت أنظار موقع للأمم المتحدة رغم الانتقادات الحادة لقوات «اليونيفيل». زقال النقيب ر.: «هناك إيطاليون يراقبوننا هناك». في الأشهر الأخيرة، حشدت إسرائيل كل وجود أجنبي ممكن — بما في ذلك «اليونيفيل» — للحفاظ على مكاسبها وإبعاد حزب الله.

العلاقة مع «اليونيفيل»
تشرح الصحيفة: «تحسنت التنسيق مع «اليونيفيل» بشكل كبير. آلية رقابة جديدة تقودها الولايات المتحدة، يعمل بها 15 ضابطًا فقط في بيروت، تتلقى تنبيهات عن كل انتهاك يكشفه الجيش الإسرائيلي. تنقل التقارير إلى الجيش اللبناني الذي يرسل غالبًا قوات لمصادرة الصواريخ أو منع الهجمات».
عندما لا تستجيب بسرعة، «يتدخل سلاح الجو الإسرائيلي — أحيانًا يوميًا. لقد قُتل مئات من عناصر حزب الله منذ بدء وقف إطلاق النار».
قال النقيب ر., يلمع على رقبته شارة جولاني الفضية: «لم يُحسم شيء بعد. الخطوط لا تزال تتشكل. لكن جنودي يشعرون أنهم يصنعون التاريخ — رغم التعب والإرهاق».
أكثر من ذلك، يشرح قائد اللواء عن تعاون الجيش اللبناني، وقال إنه «قبل عدة أيام أبلغناهم عن مخزن أسلحة حددناه، وأرسلوا فريقًا لتفكيكه. لو لم يفعلوا، كنا سنفجره بأنفسنا. يعلمون أنني راقبتهم وهم يفعلون ذلك بطائراتنا المسيرة التي تتتبع كل تحركاتهم».
ما يقلقهم
سُئل العقيد د.: «لقد انضممت إلى الجيش الإسرائيلي بعد الانسحاب من المنطقة العازلو في لبنان، لكن بعض قواتك خدموا في مواقع أخرى. هل لا تقلق من الدخول في روتين خطير قد يستغله العدو كما في السابق؟»، فأجاب: «لدينا مجالات نيران متداخلة وخطوط رؤية بين النقاط. على القائد أن يكون استباقيًا — يشن عمليات وليس فقط يجلس في النقطة. بالطبع هناك إحباط عندما لا تتم الموافقات. حتى أنا أتلقى معارضة عندما أصعد في السلم القيادي. لكن بشكل عام، لدينا حرية تشغيلية كبيرة».
«ما الذي يقلقكم أكثر؟»، يسأل مراسل «يديعوت أحرونوت»، فيأتي الجواب: «أن حزب الله لا يرد، رغم أننا نضربهم كثيرًا. أعلم أن نقاطي الأمامية ستكون الأهداف الأولى إذا وأتى رد فعلهم».
