ائتلاف السلطة يفوز في بيروت والبقاع..وانتخابات بلديات الجنوب ستجري فوق الركام

الانتخابات البلدية في بيروت

شهدت الانتخابات البلدية اللبنانية التي جرت في 18 مايو 2025 في بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل، نتائج تعكس استمرار هيمنة أحزاب السلطة في العديد من المناطق، مع بروز تحديات من قبل لوائح المعارضة والمستقلين. في بيروت، فازت “لائحة بيروت بتجمعنا” المدعومة من قوى 8 و14 آذار، بينما سجلت “بيروت مدينتي” حضورًا لافتًا. في البقاع وبعلبك الهرمل، حقق “الثنائي الشيعي” انتصارات واسعة، مع محاولات محدودة للمعارضة في بعض البلدات.

بيروت: هيمنة السلطة وتحدي المعارضة

في العاصمة، تمكنت لائحة “بيروت بتجمعنا” من الفوز بدعم واسع من قوى السلطة، بما فيها حزب الله الذي اختار عدم التمثيل المباشر في اللائحة لتجنب إحراج حلفائه، في المقابل، قدمت “بيروت مدينتي” تجربة انتخابية جديدة، بعيدًا عن الانقسامات الطائفية والحزبية، وحظيت بتأييد ملحوظ من كبار السن، رغم تعرضها لانتهاكات انتخابية مثل تزوير اللوائح وانتحال صفة مندوبيها.

وفي انتخابات مخاتير بيروت فاز كل مرشحي الثنائي ولم ينجح أيّ منافس بإحداث اختراق، بينما مثل تصويت الثنائي الكتلة الصلبة الرافعة لضمان نجاح لائحة تحالف الأحزاب، الذي ضمّ مع الثنائي ثلاثي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب اللبنانية، التي كانت نتائجها لم تظهر بعد حتى منتصف ليل أمس، مع توقعات فوز كاسح للائحة الأحزاب وهزيمة مدوّية للائحة التغيير، وقد حشد الثنائي لحساب لائحة الأحزاب تصويتاً قارب الـ 20 ألف صوت.

المقارنة الإنتخابية بين العامين 2016 والـ2025 تُظهر أنَّ نسبة الاقتراع هذه السنة جاءت أعلى تقريباً بـ1%، وبلغت تقريباً 21% مقابل 20% خلال عام 2016.. لكن، في المقابل، فان لائحة تحالف الأحزاب هي التي استحوذت على كافة المقاعد الفائزة حتى وإن كانت نسبة الإقتراع منخفضة.

ويذكر أن اللوائح المُضادة للائحة الأحزاب “لم تنشط على صعيد الماكينات الانتخابية”، لكن في المقابل، كانت الأحزاب تعملُ على هذا الصعيد وخاضت الإنتخابات على أساسها وحفزت جمهورها استناداً لتكريس قوة “البلوكات الحزبية” التي جيّرت الأصوات لصالح “بيروت بتجمعنا” التي تمثل ائتلاف الأحزاب.

وكتبت صحيفة النهار، ان “الأنظار تركزت بشكل خاص على بيروت نظراً للخشية من “تراثها” التقليدي في عدم الاقبال الكثيف على الاقتراع، فإن نسبة الـ21 في المئة التي بلغتها المشاركة في بيروت أمس جاءت معقولة قياساً بالسوابق وتجاوزت نسبة انتخابات 2016 البلدية، بما شكل عاملاً مشجعاً على توقّع نتائج تحفظ المناصفة أو على الاقل تحول دون صدمة كبيرة وخلل في التوازن الميثاقي يستعيد نتائج انتخابات طرابلس الأسبوع الماضي التي انتهت إلى مجلس بلدي سنيّ بالكامل مع عضو علوي فقط ومن دون تمثيل مسيحي. ولعل المفارقة اللافتة التي سُجلت تمثلت في أن بيروت التي كانت نسبة الاقبال فيها الأضعف بين الأقضية البقاعية أمس سجلت الارتفاع الوحيد في نسب المشاركة قياساً بانتخابات 2016، فيما تراجعت النسب في الأقضية البقاعية كافة مقارنة بتلك السنة. وتبين أن الإقبال الذي كان يعوّل عليه في المناطق ذات الغالبية المسيحية، كالاشرفية والرميل والصيفي، لم يكن بالحجم المأمول، إذ لم يتجاوز الـ16 في المئة أي بما يوازي النسب السنيّة. ومع أن أرقاماً أولية لماكينات انتخابية سجلت بعد انطلاق الفرز رقماً مهماً أولياً للائحة “بيروت تجمعنا” قُّدر بخمسة وأربعين في المئة من الأصوات لمصلحتها، فإن ذلك لم يسقط الحذر الشديد في ترقب الفرز الشائك نظراً لتبيّن وجود تشطيب واسع يصعب معه نهاية سريعة للفرز وتبيّن النتائج النهائية قبل الساعات المقبلة. ومع ذلك، سادت أجواء متفائلة ليلاً بأن لائحة ائتلاف بيروت تجمعنا” تتقدم بما يعني الفوز بالمناصفة”. 

البقاع وبعلبك الهرمل: تفوق “الثنائي

في البقاع، فاز “الثنائي الشيعي” بمعظم البلديات، بما في ذلك بعلبك وبريتال، حيث شارك حزب الله في 80 بلدية من أصل 143. شهدت بعض البلدات مثل عرسال وزحلة منافسة محدودة من لوائح مدنية وعائلية، إلا أن تأثيرها كان محدودًا.

تشير هذه النتائج إلى أن التغيير السياسي في لبنان يواجه تحديات كبيرة، في ظل استمرار النفوذ القوي للأحزاب التقليدية، وضعف البنية التنظيمية للمعارضة.

أما في زحلة التي كانت نقطة الرصد الثانية الأساسية، فإن المواجهة بين لائحة أسعد زغيب مدعوماً بمروحة واسعة من القوى والأحزاب والعائلات ولائحة “القوات اللبنانية” منفردة، بدت أول الأمر متجهة إلى خليط من النتائج المتداخلة بمعنى تقاسم المقاعد بنسب متفاوتة. ولكن النتائج الأولية لدى ماكينة “القوات” بدأت تطلق الإشارات ليلاً إلى تقدم لائحتها برئاسة سليم غزالة على لائحة أسعد زغيب في أكثر من عشرة أقلام، وفي القاع فازت لائحة المحامي بشير مطر بكامل أعضائها المدعومة من القوات اللبنانية. 

وأما في بعلبك – الهرمل، وبدءاً من مدينة بعلبك، فإن مناصري الثنائي الشيعي بدأوا الاحتفالات المبكرة، مؤكدين فوز لوائح “امل – حزب الله” بما يعني في حال ثبوت النتائج الرسمية بأن أي تبديل لم يحصل في الواقع البلدي والاختياري في الجانب الشيعي من بعلبك – الهرمل.

وتلقى حزب الكتائب هزيمة قاسية في الانتخابات البلدية في مدينة زحلة، بعد خسارته في معظم المناطق اللبنانية، ممّا أضعف رصيده التمثيلي على المستوى المحلي عن دورة العام 2016 الأخيرة. وكانت خسارته الكتائب في زحلة صبّت في صالح حزب القوات اللبنانية الذي فاز بلائحة مكتملة في المدينة البقاعية.

وقد بلغ آخر تحديث لنسب الإقتراع في الأقضية: بيروت: 21%، زحلة: 44,57%، البقاع الغربي: 41,11%، راشيا: 37,70%، الهرمل34,15%، بعلبك: 48,88%.

انتخابات الجنوب

مدد محافظ الجنوب منصور ضو انتهاء مهلة تقديم طلب التراجع او الانسحاب من الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب على صعيد مدينة صيدا وقرى قضائها، إلى يوم الجمعة المقبل في تمام الثانية عشرة ليلاً، افساحا في المجال إلى مزيد من التوافق بين العائلات الذي يؤدي إلى إعلان تزكية مجالسها البلدية والاختيارية.

ومن فوق الركام،من الناقورة إلى الخيام، رسمت وزارة الداخلية السيناريو الانتخابي الجنوبي في بدايته على قاعدة عودة النازحين للاقتراع في قراهم، باستثناء القرى المدمرة في القطاع الغربي، فقد نقلت إلى منطقة صور. في الخرائط الأولى لتوزيع أقلام الاقتراع تقرر أن يقترع أهالي عيترون في قريتهم، مثلهم مثل أهالي بلدة بليدا وميس وحولا، أما المناطق المتضررة جداً مثل كفركلا، فنقلت إلى النبطية. وكذلك نقلت أقلام مركبا إلى مجدل سلم.

وسجلت حركة التراجع لدى المرشحين على مستوى قرى قضاء صيدا والذي يجمع 48 بلدية فوز 10 منها بالتزكية بلدياً واختيارياً، أما مدينة صيدا فقد إنسحب 15 مرشحاً من أصل 111 متقدماً، وفاز مختار حي مار نقولا بالتزكية ليصبح عدد مرشحي صيدا اختيارياً 58.

واعلنت الماكينة الانتخابية لحركة امل في اقليم جبل عامل عن فوز 35 بلدية فازت فيها لوائح التنمية والوفاء بالتزكية في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون حتى الساعة الثانية عشرة منتصف ليل الأحد 18 أيار 2025.

وسجلت حركة التراجع لدى المرشحين على مستوى قرى قضاء صيدا والذي يجمع 48 بلدية فوز 10 منها بالتزكية بلدياً واختيارياً، أما مدينة صيدا فقد إنسحب 15 مرشحاً من أصل 111 متقدماً.

الحجار: مصممون على اجراء انتخابات الجنوب

أكد وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، في تصريح صحفي، أنه سيتم أخذ الإجراءات لناحية توزيع أقلام الاقتراع ولجان القيد بشكل يؤمن سلامة العملية الانتخابية في الجنوب ومن يقوم بهذه العملية.

وشدد الوزير الحجار على أن العملية الإنتخابية ستحصل على أرض الجنوب، لكن من الممكن أن نناور في بعض القرى والأماكن، ونأمل أن يكون اليوم الانتخابي آمنا.

ورداً على سؤال ، أوضح أن الدولة اللبنانية لا تنتظر ضمانات في هذا المجال، لكن تجري اتصالات ونقاش مع الدول الأعضاء في لجنة المراقبة، قائلاً: “مصممون على إجراء الإنتخابات”.

اقرأ ايضا: انتخابات صيدا…«لعبة كراسي» بلا لوائح مكتملة: الزعماء يربحون والناس تائهون!

السابق
140 اغتيالًا منذ وقف النار.. حرب الظل لم تتوقف في جنوب لبنان 
التالي
عون غادر الى مصر..ماذا على أجندة الزيارة؟