
في مشهد انتخابي غير مألوف، تتجه مدينة صيدا نحو انتخابات بلدية في 24 أيار وسط غياب لوائح مكتملة تضم 21 مرشحًا، ما يجعل من العملية الانتخابية أقرب إلى “لعبة كراسي موسيقية”، حيث المقاعد الشاغرة أكثر من المرشحين، والخطط مكرّرة، والمشاريع مليئة بالوعود الإنشائية.
اقرأ أيضاً: النبطية في أسر «الثنائية»..ونقمة العائلات تولد لائحة غير مكتملة
لوائح غير مكتملة
الناخب الصيداوي يجد نفسه أمام لوائح غير مكتملة ومرشحين مجهولي السيرة والتجربة، في ظل واقع بلدي مأزوم عنوانه الأبرز أزمات النفايات والمجاري وتراجع الخدمات. ويزيد الطين بلّة أن هذه اللوائح غير القابلة للإقفال تُربك الناخبين وتُضعف خياراتهم، فيما يضمن زعماء المدينة بقاء القرار الحقيقي بأيديهم، من خلال تفاهمات تُحاك لما بعد الانتخابات لاختيار رئيس البلدية ونائبه.
ستكون الانتخابات شكلية إلى حدّ بعيد، والنتيجة شبه محسومة: مجلس بلدي فسيفسائي هش، يعيد إنتاج العجز نفسه
وبينما يبدو التنافس محدودًا وموجّهًا، يتحضّر قادة التيارات السياسية لاختبار أحجامهم تمهيدًا للانتخابات النيابية في 2026، مستفيدين من مشهدية مفتوحة على الفراغ، ومقاعد موزّعة بلا رؤية أو انسجام.
اقرأ أيضاً: الانتخابات البلدية في مدينة صيدا: لوائح عديدة ومنافسة على المناصب
في المحصلة، ستكون الانتخابات شكلية إلى حدّ بعيد، والنتيجة شبه محسومة: مجلس بلدي فسيفسائي هش، يعيد إنتاج العجز نفسه، بينما تبقى السلطة الحقيقية بيد من ينسّق التفاهمات بعد الفرز، لا من يخوض المعركة الانتخابية اليوم. أما المواطن، فسيجد نفسه من جديد في دوّامة الصناديق، على أمل تغيير لا يأتي، ونومٍ سياسي على وسادات من شوك وانتظار.