الصراع السوري: حقائق موضوعية

سوريا

.بدأت الأزمة السورية في عام 2011 باحتجاجات سلمية تطالب بإصلاحات سياسية، لكنها سرعان ما تحولت إلى صراع مسلح بين:

النظام السوري (مدعوم من روسيا وإيران وجماعات مسلحة شيعية من العراق ولبنان وغيرها)،

والمعارضة (مدعومة من أطراف إقليمية مثل تركيا وقطر، وأحياناً من الغرب).

ومع مرور الوقت، تدخلت في الصراع منظمات إرهابية مثل داعش و«جبهة النصرة» (فرع تنظيم القاعدة)، مما زاد من تعقيد الوضع.

. الإرهاب السني في سوريا

ظهر في مراحل مختلفة من الصراع:

داعش: أعلن “الخلافة” وسيطر على أجزاء واسعة من سوريا والعراق، وارتكب مجازر بحق كل من عارضه، بمن فيهم السنة والشيعة والأقليات.

«جبهة النصرة» (حالياً «هيئة تحرير الشام»): رغم أنها فصيل معارض للنظام، تبنت أيديولوجيا سلفية جهادية.

استخدمت هذه الجماعات شعارات دينية وادعت أنها تمثل “السنة”، لكن العديد من السوريين السنة عانوا منها بقدر ما عانوا من النظام.

. الإرهاب الشيعي/العلوي في سوريا

يأخذ هذا الجانب شكلاً مختلفاً:

النظام السوري (الذي يغلب عليه الطابع العلوي في القيادة) استخدم منذ البداية أجهزة الدولة لقمع الاحتجاجات، وارتكب انتهاكات واسعة شملت التعذيب والقصف الجوي واستخدام الأسلحة الكيميائية والحصار.

المليشيات الشيعية المدعومة من إيران (مثل حزب الله، فاطميون، وزينبيون) قاتلت في سوريا دعماً للنظام، وارتكبت مجازر بحق المدنيين، خاصة في المناطق السنية، مما غذى الطائفية.

غالباً ما ترافقت هذه الممارسات مع خطاب طائفي يبررها بحماية “المقدسات” أو “محاربة الوهابية”.

. من يدفع الثمن؟

كان الشعب السوري بجميع مكوناته هو الضحية الأولى:

مئات الآلاف قُتلوا.

ملايين شُرّدوا.

تدمير كامل للبنية التحتية.

تفكك اجتماعي وديني.

بالنتيجة، لا يمكن اختزال الإرهاب في سوريا بطائفة معينة. شاركت جماعات متطرفة سنية وشيعية وعلوية في العنف.

الإرهاب في سوريا سياسي بالدرجة الأولى، ثم ديني، لكن يتم استخدام الدين لتبرير القتل والقمع وكسب الدعم.

الحل المستدام يجب أن يكون شاملاً على المستوى الوطني، غير طائفي، ويتضمن عدالة انتقالية، ومحاسبة، وإعادة بناء الدولة على أساس المواطنة.

السابق
نتانياهو: لن يكون هناك وضع نوقف فيه الحرب وسنذهب باتجاه تحقيق النصر المطلق في غزة
التالي
التزكية تُفرض في بلديات الجنوب..والمحاسبة حرام!