لوائح بلدية معارضة لمواجهة الثنائي الشيعي في بعلبك الهرمل.. و«الحزب» يستعيد لغة التحريض والتخوين

لائحة بعلبك مدينتي

تتحضّر قرى وبلدات بعلبك الهرمل لخوض استحقاق الانتخابات البلدية والإختيارية، وتتوالى القوى السياسية والعائلات والمجتمع المدني على تشكيل اللوائح والإعلان عنها تباعا.

ويسعى  الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل مع حلفائهم من قوميين وبعثيين لفوز لوائحهم بالتزكية، في مناطق نفوذهم وتجنّب خوض المعارك الانتخابية مع العائلات والمجتمع المحلي.

 نجح هذا المسعى في بعض القرى والبلدات ولم يفلح في أخرى، وستشهد مدينتي بعلبك والهرمل معارك انتخاببة ساخنة كذلك الأمر في بعض بلديات القضاءين كـ”بريتال” التي عجز الحزب فيها عن فرض نجاح لائحته بالتزكية، بعد إصرار مجموعة تضم منشقين عنه ومن عوائل الشهداء بتشكيل لائحة منافسة له.

تحريض طائفي في بعلبك

وتتوقع مصادر مطلعة أن يبدأ حزب الله حملته الإعلانية والتعبوية منتصف الأسبوع القادم، وتتخوّف المصادر من إشاعة الثنائي لأجواء تصعيدية خصوصا في مدينتي بعلبك والهرمل، وذلك بسبب قوة وحضور اللوائح المعارضة وامكانية خرقها للّائحة المدعومة من الثنائي، وأبرز تلك اللوائح المعارضة لائحة “بعلبك مدينتي” التي تضم ٢١ مرشحا من نخب عائلات بعلبك العريقة، المشهود لهم بالكفاءة وخبرة العمل في الشأن العام.

وبحسب المصادر المتابعة للانتخابات البلدية في بعلبك فإن حزب الله بدأ بشدّ العصب الطائفي والمذهبي، من خلال عودة استخدام لغة التخوين والتحريض ضدّ اللوائح المنافسة واتهامها بأنها تتمول من وراء البحار، وجاءت أولى الرسائل التهديدية المبطنة على لسان مسؤول البقاع في حزب الله حسين النمر الذي توجه إلى المرشحين الشيعة في لائحة بعلبك مدينتي برسالة تهديد مبطنة، طالبا منهم ان يعيدوا حساباتهم بشكل جيد وينسحبوا من اللائحة وياتوا إليه، لأن عوائل الشهداء “حيزعلوا” منكم، واللبيب من الإشارة يفهم، بحسب تعبير النمر.

هذه الرسالة استدعت ردا من المفتش بدار الفتوى في بعلبك الهرمل الشيخ عامر الغز الذي تساءل هل اللائحة الثانية يهود؟! ووصف النمر من دون تسميته بالحاكم بأمره، طالبا محاسبته، واتهمه بتفتيت العائلات والبيت الواحد وتقسيم الاحياء ودفع الأموال من أجل مختار وعضو بلدية، قائلا: “الافضل أن تدفعوا الأموال لإعمار المنازل المدمرة.”

وبحسب مصادر مواكبة للعملية الانتخابية في بعلبك، فإن الشارع السني متشرذم بسبب غياب تيار المستقبل عن المشهد الانتخابي ونأي جمعية المشاريع الإسلامية والمفتي بكر الرفاعي بأنفسهم عن المشاركة بعد أن فشلت المفاوضات مع الثنائي، بسبب اعتراض المفتي على بعض الأسماء التي تشكل استفزازا للشارع السني بسبب حادثة دموية حصلت سابقا ولم يعالجها حزب الله وخصوصا ال الرفاعي وبيان والسبب الآخر للانزعاج السني هو اختيار امين عام حزب البعث علي حجازي اسمين سنيين، ورجحت المصادر أن تدعم جمعية المشاريع والمفتي الرفاعي لائحة بعلبك مدينتي، فيما مشهور صلح المقرب من حزب الله والمنتمي لسرايا المقاومة، أبدى تأييده للائحة الثنائي بعد أن وافق حزب الله على أحد الأسماء التي اقترحها.

وتشير المصادر إلى أن اختيارات الثنائي الشيعي للمرشحين أعفى المرشحين السنة من الحاضنة الشعبية كما احدث بلبلة داخل العائلات البعلبكية السنية منها والشيعية بسبب تهميش الكثير من البيوت والعائلات.

وتتابع المصادر في لائحة الثنائي الشيعي التي تضم ٢١ مرشحا تنقسم إلى ١٣ مرشحا شيعيا، حركة أمل رشّحت منهم ٥ لم يعترض عليهم حزب الله الذي سمّى ٨ مرشحين تابعين له، أما المرشحين السنة في اللائحة فعددهم ٧ مقربين حزب الله، منهم أربعة للشيخ مشهور الصلح وواحد لحزب البعث، ومرشح تركماني ومسيحي واحد سماه حزب الله.

ويتوزع الناخبون على الشكل التالي ٢٣ الف ناخب شيعي ١٢٥٠٠ شيعي ١٢٠٠ مسيحي.

الهرمل تواجه الثنائية

كذلك في مدينة الهرمل التي تنافس لائحة الثنائي المكتملة التي تضم ٢١ مرشحا ، لائحة  مستقلين “الهرمل للجميع” غير المكتملة، والتي تضم مجموعة شبابية من المجتمع المدني الهرملي، الممولة من اللحم الحي بحسب تعبير أحد أعضائها، والذي يؤكد على أن المرشح لرئاسة البلدية في لائحة الثنائي تحوم حوله شبهات مالية كما أن بعض اعضائها عملوا في تجارات غير قانونية.

وتشير المصادر إلى أن الثنائي فشل في العمل البلدي وقدم نماذج سيئة جدا، خصوصا في مدينتي بعلبك والهرمل على صعيد النفايات ومكباتها والشوارع والصرف الصحي والبيئة وغيرها من العمل البلدي، وهذا من شأنه ان يعطي دافعا لدى المواطنين نحو التغيير  والاقتراع لصالح اللوائح المعارضة، التي تملك بمعظمها برامج وخطط تنموية متقدمة.

ويشكو الاهالي بحسب المصادر، أن حزب الله حوّل البلديات التي يسيطر عليها، الى مراكز لوجستية ومحسوبيات لخدمة مشروعه الحزبي، فانحرفت عن عملها وهدفها الأساسي، وحلّ الإهمال في هذه البلدات والقرى.

وتؤكد مصادر مواكبة ان حزب الله يمارس ضغوطا ناعمة على منافسيه للانسحاب من السباق الديموقراطي وسياسة الترهيب والترغيب على الناخبين للاقتراع لصالح لوائحه، واذا فشل يعمد إلى  مصطلحات التخوين والتهويل وبأن الطائفة بخطر، أو يعمل على استجداء العواطف من خلال استحضار شهادة امينه العام السابق حسن نصر الله وباقي الشهداء إلى صناديق الاقتراع، مستعينا بارشيف خطاباته المؤثرة والحماسية خلال الانتخابات السابقة، للتأثير بالبيئة المحبطة وغير المتحمسة وغير المقتنعة بالوعود والشعارات المرفوعة من قبل الثنائي.

وتتخوف المصادر أن يلجأ حزب الله لإثارة المشاكل بين العائلة الواحدة والنعرات وينأى بنفسه وقد يلجا لاستدراج عدوّ لافتعال احداث محدودة حدودية أو غيرها من أجل شد العصب ورفع شعارات مفعولها أشد تأثيرا على البيئة المتشظية.

ويضيف المصدر، يعمل حزب الله بحذر شديد فهو يتخوّف من انقلاب العائلات والعشائر عليه، خصوصا أن معركته المصيرية هي في الانتخابات النيابية على بعد عام واحد من الانتخابات البلدية.

يذكر أن قضاء الهرمل يضم ١١٤ مقعدا يتنافس عليهم ٢٢٥ مرشح في ٨ بلديات أكبرها بلدية الهرمل. وفي قضاء بعلبك ٩٦٥ مقعدا بلديا يتنافس عليه 1858 مرشحاً لـ 76 بلدية في حين أن 22 قرية لا يوجد فيها بلديات.

اقرأ أيضا: الطائفية من فم حسين النمر.. عندما يُهين «الحزب» السُنّة في بعلبك

السابق
بالفيديو.. اعتراض دورية لليونيفيل في ياطر ومنعها من مواصلة عملها
التالي
الحجار يؤكد معالجة الاشكالات الأمنية الكثيرة في الشمال وعكار